مجتبى خامنئي يقترب من منصب المرشد
• أبرز قادة «الحرس» والجيش المعارضين للتوريث قُتلوا في حرب الـ 12 يوماً
• «صيانة الدستور» يتمسَّك بترشيح نجل المرشد في تصويت داخلي حديث
قد يكون مجتبى، نجل المرشد الإيراني علي خامنئي، أحد كبار المستفيدين من حرب الـ 12 يوماً التي اندلعت الشهر الماضي بين إسرائيل وإيران، إذ اغتالت إسرائيل أبرز المعارضين لتوليه منصب المرشد بعد وفاة والده أو تنحِّيه، من كبار قادة الحرس الثوري والقوات المسلحة.
ومعروف في إيران ولدى متابعي الشأن الإيراني، أن قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد الأركان السابق محمد حسين باقري، وقائد جهاز استخبارات الحرس الثوري السابق محمد كاظمي، وقائد سلاح الجو فضاء السابق أمير علي حاجي زاده، وغيرهم من القادة الذين قتلتهم إسرائيل في بداية الحرب بعمليات استخبارية دقيقة ومباغتة، كانوا يقودون الحلقة المعارضة لتولي مجتبى أعلى منصب في البلد، باعتبار أن ذلك سيشكِّل عودة إلى التوريث، في حين أن أحد مبادئ الثورة الإسلامية على الشاه كانت إنهاء الملكية القائمة على التوريث.
وأدت الخلافات بين هؤلاء ومجتبى خامنئي في عام 2019 إلى إقالة أحد أبرز المقرَّبين من نجل المرشد، حسين طائب مؤسس ورئيس جهاز أمن الحرس الثوري السابق من منصبه، وتعيين كاظمي، وبعدها توالت الإقالات بين صفوف مؤيدي مجتبى في الحرس الثوري على يد سلامي وباقري. وعنونت حينها «الجريدة» على ما جرى بـ «انقلاب أبيض على مجتبى خامنئي»، الذي كان قد وصل إلى ذروة نفوذه.
وكانت «الجريدة» كشفت أن المرشد علي خامنئي، رفض قبل أشهر لائحة رفعها إليه مجلس خبراء القيادة، تضم 3 شخصيات مرشحين لخلافته، بينهم نجله، وطلب من المجلس حذف اسم مجتبى من القائمة، وتقديم اسم بديل، غير أن المجلس تلكأ في تلبية طلبه.
ومع تصاعد التهديدات باغتياله من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة، وبسبب المخاوف من حدوث فراغ أو فوضى على رأس هرم القيادة، طلب خامنئي من مجلس صيانة الدستور المكلَّف تعيين المرشد، إجراء تصويت داخلي جديد لتقديم 3 مرشحين لخلافته.
وكشف مصدر مطلع بمجلس صيانة الدستور لـ «الجريدة» أن أعضاء المجلس أعادوا انتخاب اللائحة نفسها التي رفضها خامنئي، مضيفاً أن مجتبى حصل على 85 صوتاً من أصل 88 عضواً بالمجلس، في حين حصل نائب رئيس مجلس صيانة الدستور علي رضا اعرافي على 61، وهاشم حسيني بوشهري على 59 صوتاً. ووفق القانون، يحتاج المرشح لمنصب المرشد إلى ثلثي أصوات أعضاء مجلس صيانة الدستور الـ 88 على الأقل للفوز بالمنصب، أي 59 صوتاً.
وقال المصدر إن مجلس صيانة الدستور رفض كذلك تعيين لجنة قيادية تتولى صلاحيات المرشد بـ 45 صوتاً مقابل 40، بينما في التصويت السابق، الذي جرى قبل أشهر، صوَّت 68 عضواً لمصلحة تشكيل لجنة تتولى قيادة البلاد بعد وفاة خامنئي في حال تعذر التوافق على الشخص المناسب.
ويرى مراقبون إيرانيون أن هذا التغيير قد يكون إحدى نتائج الحرب مع إسرائيل، حيث بات هناك اعتقاد بأن البلاد بحاجة إلى رجلٍ قوي يتمكَّن من توحيد الساحة، في حين أن تشكيل لجنة قيادية قد يُحدث بلبلة وإرباكاً.
وأشار المصدر إلى أن خامنئي الأب اطلع على نتيجة التصويت، ولم يعطِ أي رأي، على خلاف المرة السابقة، عندما طالب بحذف اسم مجتبى، لافتاً إلى أن المرشد اعتذر إلى أعضاء المجلس بعد التصويت، كونه مصاباً بالزكام، ولم يلقِ أي كلمة بشأن أوضاع البلاد بعد الحرب.