حسين يفكر: من قلبي لبيروت... وداعاً سعادة السفير
بعض اللقاءات، وإن جاءت متأخرة، تترك في النفس أثراً لا يُنسى.
في مناسبة وداع السفيرة الفرنسية بالكويت، التقيت للمرة الأولى سعادة السفير اللبناني أحمد عرفة. كان هادئاً، متواضعاً، حاضراً من دون ضجيج، وقريباً من القلوب ببساطته وأدبه. لم يكن حضوره مجرَّد تمثيل دبلوماسي، بل كان يحمل شيئاً أعمق... كان يحمل روح بيروت، كما عرفناها دائماً.
السفير لم يكن بعيداً عن الفعاليات الثقافية والإنسانية في الكويت. كان حريصاً على دعم حضور الأميرة حياة أرسلان في زيارتها ومشاركتها في المعرض الخيري ببيت السدو، وكان يرى أن لبنان يستحق أن يُعرض كما هو: بلد الفن، والعطاء، والكرامة.
والعلاقات بين الكويت ولبنان لم تكن يوماً عابرة أو سطحية، بل قامت على الاحترام والمودة والتقدير المتبادل. الكويتيون عرفوا بيروت بلداً للعلم والثقافة، واللبنانيون شاركوا في بناء الحركة الثقافية والإعلامية بالكويت منذ بداياتها.
لم يكن حضور سعادة السفير مقتصراً على المهام الرسمية، بل كان حاضراً في اللقاءات والحوارات الثقافية، يستمع باهتمام، ويتحدَّث بتواضع، ويعبِّر عن محبَّة صادقة للكويت وأهلها، كما كان حريصاً على أن تظل الجالية اللبنانية جزءاً مشرفاً من نسيج المجتمع الكويتي.
ومع مغادرته إلى مهمة دبلوماسية جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، نقف اليوم لنقول: شكراً لأنك كُنت بيننا، وشكراً لأنك مثَّلت «سويسرا الشرق» لبنان كما نحبه.
بالختام...
لن نقول وداعاً، بل إلى لقاء قريب، لسعادة السفير وحرمه ا. مي، فالأشخاص الذين يأتون من بيروت لا يغادرون حقاً، بل يبقون في الذاكرة... وفي القلب!