غزة وإيران والتطبيع على طاولة نتنياهو وترامب
• إسرائيل تضغط لاتفاق مع الشرع... وواشنطن تعوضها ذخائر حرب الـ 12 يوماً
• الاحتلال يصعّد في غزة... وتنسيق مصري - قطري لدفع الهدنة
يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 7 الجاري، في ثالث لقاء بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لبحث عدة ملفات استراتيجية، أبرزها وقف إطلاق النار في غزة، والاتفاق التجاري بين البلدين، وتوسيع عملية التطبيع في الشرق الأوسط عبر «اتفاقات أبراهام»، ومستقبل البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأخيرة.
وفي حين أوضح ترامب، أمس، أن اللقاء سيبحث ملفي غزة وإيران، أعلن نتنياهو في اجتماع الحكومة أنه سيناقش في واشنطن مع الرئيس الأميركي ورؤساء الكونغرس ومجلس الشيوخ «عدداً من الملفات، وسأجري اجتماعات أمنية لن أفصح عنها هنا».
وكشف مسؤول أميركي أن اللقاء سيركز على الحرب في غزة، والصراع مع إيران، إضافة إلى محاولات التقارب بين سورية وإسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن «وقف حرب غزة أولوية للرئيس، لأنه يريد أن يراها تنتهي ويريد إنقاذ الأرواح».
ورغم ضغوط ترامب لوقف النار في غزة، وسعيه إلى اتخاذ قرار قبل رحلته إلى واشنطن، فشل نتنياهو خلال اجتماعاته المتتالية في التوصل إلى قرار سياسي بشأن كيفية المضي قدماً، لكنه ظل مهتماً بالاتفاق، وفقا لمصدر مطلع على المناقشات.
في هذه الأثناء وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته العسكرية في غزة، ورفع وتيرة القصف، في استراتيجية تهدف إلى إجبار حركة حماس على قبول شروطه لوقف العدوان، والتراجع عن مطالبتها بإنهاء دائم للحرب والانسحاب من القطاع ورفع الحصار.
وغداة حديثه عن اقتراح مصري لهدنة من 60 يوماً في غزة، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن مستجدات الأوضاع في القطاع، والجهود المشتركة مع الولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.
وبينما تمثل سورية جانباً مهماً في المحادثات، خصوصاً مع إعلان إسرائيل رسمياً رغبتها في ضمها إلى «الاتفاقات الإبراهيمية» وتوقيع ترامب أمراً تنفيذياً يُنهي العقوبات الأميركية المفروضة عليها، طلب نتنياهو من مبعوث الرئيس الأميركي توم باراك التوسط لدفع المفاوضات مع حكومة الرئيس أحمد الشرع وتوقيع اتفاق أمني جديد.
وبحسب موقعي «أكسيوس» و«والاه» الإسرائيليين، فإن هدف نتنياهو هو محاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات، بدءاً باتفاقية أمنية محدثة تستند إلى اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، مع بعض التعديلات، وانتهاء باتفاقية سلام بين البلدين. ووفقاً للموقعين، أبلغ باراك الإسرائيليين بأن الشرع منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع إسرائيل.
وبحسب البيت الأبيض، فإن ترامب يريد لحكومة الشرع النجاح، ولكن ليس على حساب المصالح الأميركية، موضحاً أنه طلب من دمشق تسريع التطبيع مع إسرائيل، وإخراج الفصائل الفلسطينية ومكافحة الإرهاب.
حرب «الـ 12»
ومع مساعي نتنياهو إلى توظيف حرب الـ12 يوماً سياسياً، ستمثل إيران محوراً رئيسيا للنقاش خلال لقاءاته بواشنطن، في ظل القلق الإسرائيلي من إمكانية إعادة بناء برنامجها النووي رغم الضربات الإسرائيلية والأميركية عليها.
وخلال لقاء مع قيادة الجيش، أمس الأول، اعتبر نتنياهو أن تهديد إيران «يفوق في خطورته التهديد القومي العربي في أوجه»، معتبرا أن مشروعها يشكل «مخطط إبادة متعدد المسارات».
وبعد حملته الجوية غير المسبوقة في 13 يونيو على مواقع إيران النووية وعلماء وقادة عسكريين، حصل نتنياهو على دفعة عسكرية كبيرة من ترامب مع موافقة وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية على بيع معدات توجيه قنابل ودعم متصل بها لإسرائيل، بقيمة 510 ملايين دولار، لتعويض ذخائر تلك الحرب.