الإسلام المدني في الكويت

نشر في 30-06-2025
آخر تحديث 29-06-2025 | 19:17
 حمد مبارك العدواني

نَعِمت الكويت منذ بدايات نشأتها وحتى أوائل السبعينيات ببركات الإسلام المدني. وأعني بالإسلام المدني إسلام أهل المدن والبلدات العربية البسيطة كمدينة الكويت آنذاك. فإسلام أهل الكويت تاريخياً كان إسلاماً فطرياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إسلام يحترم شعائر الدين العامة كالصلوات الخمس والأعياد وتحقيق الأركان الخمسة وتطبيق أحكام الشريعة بحسب الوسع والطاقة. إسلام حقيقي خُلقي، تراه في سلوك الناس ومعاملاتهم. إسلام تعلموه في بيوتهم ومن آبائهم وأمهاتهم ولم يتعلموه بمدارس خاصة أو مراكز تربوية متخصصة!

كان الكويتيون في السابق، ولا يزالون يتمثلون بهذا النمط من التدين في فكرهم وقناعاتهم. ولا تنطلي عليهم مزاعم المتحدثين باسم الإسلام رغم كثرتهم. وكان الكويتيون يتعاطفون مع قضايا العرب والمسلمين ويناصرونها بمحض إرادتهم الحرة. ولا ينتظرون حزباً أو تياراً ما ليعلمهم واجباتهم الدينية والأخلاقية. أو يفرض عليهم مناصرة ذلك الفريق أو ذاك. بل كانوا ينساقون خلف ما تمليه عليهم ضمائرهم الحية وعقولهم النيرة.

يقول الدكتور يعقوب الغنيم، حفظه الله، واصفا تلك الحالة، وهو في معرض حديثه عن الكويت في زمن الشيخ عبدالله خلف الدحيان، يرحمه الله، «كانت المجتمعات الإسلامية نقية إلى حدٍّ ما، وكان الناس يتمسكون بأهداب الدين، ويقبلون على سماع المواعظ والاستفادة مما يقال فيها من أمور تهديهم إلى سواء السبيل، وهذا بخلاف ما نحن عليه اليوم من تباعد عن كثير مما أمر به الدين الحنيف وانشغال بأمور لا علاقة لها به...».

في الختام، إن عودة الإسلام المدني للكويت ضرورة حتمية، تبدأ من إصلاح المناهج وإبعاد أهل التطرف والهوى الحزبي عن المنابر والقنوات الرسمية، وصياغة خطاب ديني متزن يراعي مصالح الوطن ويحرص على سلامة مواطنيه، فسلامة أهل البلد وسلامة مصالحهم من مقاصد الدين وكلياته الخمس، والتي تهدف الى حفظ مصالح الإنسان الأساسية الخمسة: وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال.

ودمتم سالمين.

back to top