لـ «الداخلية»: ضرورة الكاميرات بالجامعة... ونتائج الثانوية
خالص العزاء لعائلة الطالبة التي توفيت إثر الحادث المروري في الجامعة، تغمدها المولى برحمته، وأسكنها فسيح جناته، وألهم ذويها الصبر والسلوان.
***
منذ عام مضى تواصل معنا طالب جامعي في سنته الأولى، يدعى عبدالعزيز، يطالبنا كجمعية جودة التعليم بالحث على أهمية الحفاظ على أرواح الطلبة! فأوضحنا له أن أهدافنا تخص محاربة الغش والشهادات الوهمية والمزورة وسرقة الأبحاث والكتب وكل ما يقوض التعليم، فراح يصف خطورة كسر قواعد المرور داخل الحرم الجامعي بالشدادية، بعدم احترام الإشارات الضوئية المرورية، وتجاوز حدود السرعة، فأثار ذلك اهتمامنا.
وقد صادف وجودنا بالجامعة، لأكثر من مرة للقاء بعض المسؤولين، مشاهدة ما تحدث عنه الطالب من تجاوز الإشارة الحمراء، وقمنا بتصويره، والقيادة بسرعة والسير عكس الاتجاه، فقررنا الكتابة ولكن كانت هناك دائماً مواضيع اعتقدنا أنها أكثر أهمية حتى صُدمنا الأسبوع الماضي بخبر وفاة إحدى فلذات أكبادنا من بناتنا الطالبات بحادث مروري داخل الجامعة، والذي نزل كالصاعقة على مسامعنا، وجلسنا في وجوم ليتردد على مسامعنا صدى تأنيب الطالب عبدالعزيز حين طلب منا عمل شيء! فبدأنا نلوم أنفسنا لعدم تبني هذه القضية حينها فلربما كنا سبباً لإنقاذ روح هذه الطالبة، ولكنه قضاء الله وقدره، حيث جاء في «الجريدة» أن الحادث تمثل في تصادم مركبتين تجاوزت إحداهما الإشارة الحمراء بالتقاطع.
وعليه ندعو، كما أشرنا بالتغريدة، الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية التي لا تدخر وسعاً للحفاظ على الأمن وأرواح المواطنين، إلى استعجال تركيب كاميرات السرعة وتجاوز الإشارة الحمراء في شوارع وتقاطعات مدينة صباح السالم الجامعية في الشدادية.
***
نبارك لبناتنا وأبنائنا المتفوقين في اختبارات الثانوية العامة، وجميع الناجحين، لدخول مرحلة جديدة من الاستقلالية في اتخاذ القرار أمام خيارات عدة، منها التخصص، ليؤهلوا أنفسهم لمواجهة معترك الحياة وبناء الوطن.
لقد وقفنا ضد منظومة الغش طوال عشرة أعوام وكشفنا تسريب الاختبارات، ولم تكن الوزارة آنذاك تكترث، والتي، للأسف، يموّلها أولياء أمور ليستولي أبناؤهم على البعثات ومقاعد الجامعات، فقدمنا البلاغات للنيابة مدعمة بمئات صور الغش في وسائل التواصل، ومن السخرية أن تحدانا موقع للغش الإلكتروني ونشر إجابات الاختبارات قبل موعد تسريبها المعتاد حين عقدنا ندوة عن الغش! فمارسنا الضغوط على الوزارة حتى صدر قرار «صفر الطالب الغشاش»، ولكنه لم يأتِ بنتيجة، حتى تقدمنا بقانون تجريم الغش، والذي لا يزال على طاولة رئيس الوزراء.
وقبل توجيه أي ملاحظات، علينا تأكيد أن معالي وزير التربية الأخ جلال الطبطبائي يقوم بخطوات في الاتجاه الصحيح، أشادت بها الجمعية الكويتية لجودة التعليم، من تدوير وإحالة للنيابة وتثبيت وتكليف الكفاءات، وهو ما يتطلب خروج طواقم قديمة من هيكل الوزارة لإحلال كفاءات تجاري نظم التعليم الحديثة، والتي يقوم بتطويرها معالي الوزير بشكل جدي ومنها المناهج.
إن تحقيق مئات الطلبة لنسب نجاح 100% خلال السنوات الأربع التي تخللتها «كورونا»، خلافاً لدول الخليج، جعلنا نُصرّ على وجود تسريبات بنظام إعداد الاختبارات وطباعتها، كما أشرنا في بلاغاتنا للنيابة، حتى أدانت ذلك محكمة الجنايات يناير الماضي وجرمت المسربين فيما سُمّي «قروب الغش».
وها نحن إذ نبارك للناجحين اليوم فإننا نواجه مرة أخرى ظاهرة النجاح بنسبة 100% لعدد 53 طالباً بزيادة 120% عن العام الماضي، إضافة إلى نسب عالية أخرى، مما يتطلب مراجعة منظومة الاختبارات كما تم بالسابق ومطابقة أوراق الإجابات وبحث العلاقات الأسرية كي لا تكون النسب العالية مرآة للتسريبات والغش الممنهج وفصول مخصصة له ببعض المدارس، لنتأكد بما لا يدع مجالاً للشك من نتائج الثانوية.
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.