شوشرة: صانعو الأوهام
هناك من أصبح كمن يطبق قاعدة أنا وأنا وليس بعدي أنا، يفقهون بكل شيء ويعلمون عن كل شيء، وفي حقيقة الواقع أن هذا وغيره من على شاكلته لا يفقهون بشيء، سوى نسج الخيال والأوهام لعلها تضرب معهم في الصدفة عبر معلومة يبثونها هنا وهناك ليتصدروا المشهد ويصبحوا في دائرة الشهرة، وهذه النرجسية التي يتعاملون بها تكشف عن حقيقة أمراضهم وسوء أخلاقهم التي يعلمونها جيداً، ولكن لا يريدون أن يواجهوها حتى لا يعيشوا صدمة حقيقتهم المرة ووضعهم الحقيقي الذي دائما يكون مهمشاً عند الآخرين الذين يعرفون كيف يميزون بين صفات هؤلاء وغيرهم.
ماذا يريدون؟ ولماذا يقومون بدور أكبر منهم ويتجاوز عقلياتهم؟ فما نشاهده منهم من إثارة بعض الأمور التي هي ليست من اختصاصهم وشأنهم وتدخل سافر في شؤون لا تعنيهم، هو لمجرد «الشو» ومحاولة للفت الانتباه، ولعلها فرصة للتكسب ليصبح مشهوراً أو مشهورة على حساب الأبرياء الذين للأسف الشديد يصدقونهم وينجرفون خلف أوهامهم ومعلوماتهم المغلوطة، وهنا تكمن المشكلة عندما يصب تفكيرهم حول ما ينشره هؤلاء المرضى ومثيرو الشائعات الذين لاهدف لهم ولا واقع، حتى أنهم ينكشفون من أول حوار معهم أو مناقشتهم في أمر ما، فعليهم أن يبحثوا عن علاج حقيقي لهم، ويتركوا الأمور لأصحاب الشأن وعدم التدخل، خاصة في بعض الأمور الحساسة، لأن استمرارهم سيساهم في تكاثر الأوبئة، ولكن هنا لابد من الإشارة إلى الأجهزة المختصة التي تصدت وتتصدى لهذه الأبواق التي تثرثر من هنا وهناك، وتتخفى وراء أسماء مستعارة أو حسابات أهدافها معلومة ومكشوفة، فتجدهم ينتقلون من قضية إلى أخرى ويسردون المخيلات ويحللون ويتدخلون في الكبيرة والصغيرة لبث سمومهم، ولكن لن يستمر هؤلاء كثيراً، وعمليات رصدهم من الأجهزة المختصة مستمرة لمحاسبتهم حتى يعرف كل منهم حجمه الحقيقي، وعدم التدخل في شؤون ليست بشؤونهم وبأمور أكبر من مستواهم وحجمهم الذي هو صغير جداً في حقيقة الواقع، ولن تفلح مساعيهم لأنهم سيصبحون من الماضي السيئ الذي سيتذكرونه جيداً، وسيعضون أصابع الندم لأنهم في لحظة ما ارتكبوا مثل هذه الأفعال والأعمال المسيئة، وعلى الذين يتابعون هؤلاء يجب الابتعاد عنهم وعدم الالتفات لهم حتى لا يقعوا في شباكهم، وبالتالي لن ينفعهم الندم، فكل منا لديه عقل يستطيع أن يفكر من خلاله للكشف عن أهواء البعض، ويميز ما بين الحقيقة والوهم والواقع والخيال، بل يجب محاربتهم حتى يصبحوا عبرة لمن لم يعتبر، خاصة أن الأجهزة الحكومية تعمل بكل شفافية ووضوح، وخير دليل على ذلك الجهود الكبيرة والجبارة التي تشكر عليها، وحتى كلمة الشكر لا تفيها حقها خلال الأزمة التي تشهدها المنطقة، فقطعت الطريق على كل من يسعى لبث الشائعات في نشر المعلومات بوضوح ودقة على مدار 24 ساعة، وهو الأمر الذي طمأن الجميع، لأننا في كويت الحاضر والماضي والمستقبل التي بفضل قيادتها السياسية نعيش دائماً في راحة وسلام واطمئنان وسعادة يحسدنا عليها الآخرون.
آخر السطر:
من لا يفقه شيئاً فليصمت خيراً، فلا يتدخل في أمور لا تعنيه، وشؤون ليست له صفة فيها، وليترك الأمر لأهل الأمر والاختصاص.