كلمة:حفظ الله دوحة العرب
في تصعيد خطير يعكس تجاهلاً سافراً لمبادئ حسن الجوار وميثاق الأمم المتحدة وينذر بتداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة والعالم، شنت إيران هجوماً صاروخياً على دولة قطر، لتوجه ضربة مؤلمة لما حاولت دول مجلس التعاون الخليجي أن تبنيه مع طهران على مدى سنوات طويلة من احترام كل طرف سيادة الآخر على أراضيه وعدم تهديده أو الاعتداء عليه، لاسيما أن دول الخليج لم تتردد في دعم إيران سياسياً في حربها الحالية ضد الكيان الإسرائيلي.
وليس من شك في أن هذا الاعتداء الصارخ الذي أقدمت عليه طهران يعكس قصر نظر، وسوء اختيار، حوَّلت بهما أصدقاءها الذين طالما حرصوا على دعمها وحسن الجوار معها، إلى خصوم، بإقدامها على هذه الخطوة التي تجر بها دول مجلس التعاون الخليجي إلى معاناة ويلاتها، مشعلة بأرضهم شرر الحرب الذي بدأ أمس تطايره في سماء دوحة العرب.
ومن أرض الكويت الطيبة، وانطلاقاً من وحدة الجسد الخليجي والعربي ووحدة المصير المشترك، نقف مع الأشقاء القطريين في أزمتهم التي لم يكن لهم يد فيها، وندين بأوضح العبارات توريط الدوحة في دفع ثمن تلك الاعتداءات، بدلاً من الكيان الإسرائيلي الذي لا يريد للعالم أن ينعم بأي استقرار، مع إدانتنا في الوقت ذاته اختيار طهران دول مجلس التعاون المسالمة لتكون ميداناً غير مناسب للرد والاعتداء.
إن الكويت، التي جُبِلت على الوفاء والعرفان وردّ صنائع المعروف مهما طال الزمن، ما كان لها أن تنسى تلك الوقفة الشجاعة والنبيلة من الشقيقة قطر يوم أن استباح العدوان الصدامي الغاشم أرض الكويت، فكان إخوتنا القطريون عند حسن الظن بهم، وتصدروا، بكل ما أوتوا من قوة، طليعة من دافعوا عن الحق الكويتي وساندوه حتى عادت الأرض الطيبة إلى أهلها.
وفي مثل تلك الظروف العصيبة التي يتطلع فيها الأخ إلى إخوته، نؤكد لأهلنا في قطر إدانتنا واستنكارنا لهذا العدوان الإيراني الغاشم، داعين الله تعالى أن يجنبنا وإياهم كل شر، وأن يحفظ لنا جميعا أمننا، مع دعوتنا كذلك الجيران في إيران إلى إبعاد دول الخليج عن أحداث لم يساهموا في رسمها أو يشجعوا عليها... حفظ الله الجميع، وأعاد إلى منطقتنا أمنها واستقرارها.