سكن للمطلقة والعازبة... وشكراً لحزم اليوسف الأسبوع الماضي
منذ أسبوعين تقريباً، طبقاً لـ «كونا»، قرر مجلس الوزراء تكليف وزير الإسكان اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلغاء قانون «مَن باع بيته» بعد شرح الوزير المشاري للآثار السلبية لتطبيق القانون الذي ساهم في تمايز فرص الرعاية السكنية بين فئات المجتمع، وتعارضه مع توجهات الدولة بترسيخ العدالة والمساواة بين الجميع.
ونحن نشكر الحكومة ووزير الإسكان على هذه الخطوة التي تقتلع بعض جذور الفساد الذي غرسه نواب مجلس الأمة لقانون فاشل يخدم مصالح النواب لإرضاء ناخبيهم ممن خاطروا باللعب في بيت العمر، علاوة على ما يعتريه من شبهات دستورية عندما أقره مجلس الأمة عام 2015.
لك أن تتخيل قانوناً بهذا الغباء يعيد منح من حصل على بيت حكومي وفقده لأي سبب كان، في حين يتغاضى البرلمان عن قرابة المئة ألف أسرة غير حاصلة على رعاية سكنية وفي طابور الانتظار! بل الأكثر إيلاماً وحسرة وضع المرأة الكويتية المطلقة ومعاناتها في توفير السكن لها ولأبنائها، مع ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف المعيشة، في حين ترتفع نسب الطلاق لتصل إلى أرقام صادمة ومقلقة، فحسب إحصائية الجمعية الكويتية للوقاية من التفكك الأسري، فإن عدد حالات الطلاق للنصف الأول من العام الماضي بلغت 749 حالة، بما يشكل نسبة 68 بالمئة من حالات الزواج في الفترة نفسها.
أما الأكثر مرارة اجتماعية، فهو ارتفاع نسب غير المتزوجات اللاتي ليس لديهن حق السكن ووصلت أعدادهن في أحد الإحصاءات المنشورة إلى نسبة 35 بالمئة وما يواجهنه من ضغوط في توفير السكن!
فهل بحثت الدولة مصير الفتيات اللاتي يقعن في مفترق طرق بين أبوين متوفيين، ويباع بيت العائلة بميراث لا يكفي لشراء شيء، وبين إخوة وأخوات متزوجين يتخلون عنهن ليتركن في مصير مجهول بلا رعاية سكنية؟
ونحن إذ نشكر الحكومة على إلغاء قانون «من باع بيته»، فإن عليها مسؤولية جسيمة لإيجاد قانون «بيت المطلقة والعازبة».
***
لا يمكن اختصار ما كتبناه على مدار عشرين عاماً عن الخطر الإيراني والتحالف المذهبي الداخلي معها، وتحوله إلى أعمال إرهابية محلية وإقليمية، وعن خطر جماعة الإخوان، لكننا نشكر اليوسف على حزمه في اجتماعه الأسبوع الماضي لوضع النقاط على الحروف لضبط التجمعات الدينية في أوج الحرب القائمة، ونرجو من الحكومة أن تكون أكثر حزماً تجاه هذين الخطرين، ونقول لمن لا يعي ماهية مصلحة الدولة بأنها تستطيع أن تتقاطع، ولو آنياً، تفادياً لخطر أكبر حتى مع أعداء ضد أعداء آخرين.
***
إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.