الكفر بحقوق الإنسان

نشر في 22-06-2025
آخر تحديث 21-06-2025 | 19:30
 مظفّر عبدالله

أول العمود:

تضع كل وزارة أو هيئة حكومية هاتفاً للاستعلام والسؤال، وعبر عقود من الزمن تعودنا على عدم نشاط أغلبها في الرد... المطلوب إجراء حكومي لجردها وإعادة الهدف المنشود من وجودها.

****

في كل حدث عالمي يجري من خلاله سحق الإنسان وقتله وتشريده يدور حوار مواز حول مصداقية فكرة حقوق الإنسان ومدى قابليتها للتطبيق، وقد رأينا بأعيننا هذا المشهد فيما آلت إليه أحداث الحرب على غزة أو عموم فلسطين المغتصبة، وقد وصل حد الكفر بهذه الفكرة.

مسألة حقوق الإنسان بالعموم ما هي إلا خلاصة توصل لها الفكر الإنساني نتيجة حروب مدمرة عصفت بالبشر وقتلتهم بالجملة وبلا رحمة، وتهدف إلى إيجاد آليات حمائية للتوعية أولاً بأهمية هذه الحقوق، وتفعيل سياسات حماية للبشر من انتهاك حقوقهم وقت الحرب أو السلم ثانياً.

هنا لنا عدد من الملاحظات من واقع ما حدث من إجرام ضد الفلسطينيين منذ أكثر من عام وحتى اللحظة:

1- بدت مظاهر الضعف الكبير للجانب العربي في مسألة إثارة مسألة حقوق الإنسان في المحافل الدولية نُصرة لإخوانهم في فلسطين، ربما من باب فاقد الشيء لا يعطيه، في مقابل الخطوات الجدية التي قامت بها دول بعيدة جغرافياً عن مركز الحدث كجنوب أفريقيا وعدد من دول أميركا اللاتينية في محكمة العدل الدولية ضد الصهاينة الجُناة.

2- تفعيل القانون الدولي لحقوق الإنسان منوط بالأمم المتحدة، وهذه المنظمة تخضع لموازين القوى التي قد تعطل أحياناً إحقاق الحق في موضع (كفلسطين)، أو تؤيده بقوة في موضع آخر (احتلال الكويت).

3- إن إهمال مسألة حقوق الإنسان في المسألة الفلسطينية لا يعني إهمال منظومة حقوق الإنسان والكفر بها، بل يجب أن يكون هذا التنكر الدولي لها بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني سبباً للتمسك بها وتفعيلها بشكل قانوني ومهني لا عاطفي.

4- صحيح أن هناك سيطرة على القرار الدولي من خلال حق «الفيتو»، لكن هناك الكثير من وكالات الأمم المتحدة ذات الطابع الإنساني لا تخضع لهذا الحق، وهذا ما يجري اليوم على الأرض من خلال كسر الحصار وتقديم المعونات الغذائية في غزة.

5- إن أكثر المجاميع البشرية حاجة لاحترام حقوق الإنسان والتبشير بها في عالمنا المعاصر هم العرب، لأنها الطريقة الأكثر فاعلية في الحفاظ على مكانتهم بين العالم.

خلاصة القول: حقوق الإنسان ليست متهمة فيما يجري في فلسطين وغيرها، بل سياسات الدول الكبرى وضعف الإيمان بها عربياً هو سبب عدم فاعليتها، ونظرة سريعة للتفاعل الشعبي الدولي في عواصم شهيرة مع أهل غزة كفيلة بتعزيز هذه النظرة، فهذه الشعوب أبيّة تَربَّت على الاعتزاز بالكرامة الإنسانية ولا تقبل تجزئة الحقوق بين غرب وشرق.

back to top