واشنطن تحرّك «حاملة أم القنابل» وتحذير خليجي من «الإشعاع»

• إسرائيل تستهدف قادة «الحرس» وإيران تهاجم بالمسيّرات
• الدبلوماسية عالقة عند «صفر تخصيب» ووقف النار أولاً
• تل أبيب تقصف موقع أصفهان النووي و«الوكالة الذرية» تؤكد عدم وجود إشعاعات
• الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية... ولبنان الرسمي متأكد 200% من عدم دخول الحرب

نشر في 22-06-2025
آخر تحديث 21-06-2025 | 21:01

حرّكت الولايات المتحدة قاذفات «بي 2» التي يُعتقد أنها تحمل القنابل الوحيدة القادرة على تدمير مفاعل فوردو الإيراني، في وقت واصلت إسرائيل وإيران تبادل الضربات العسكرية لليوم التاسع على التوالي، وسط استمرار الجمود على المسار الدبلوماسي، رغم تزايد التحركات الدولية الضاغطة نحو وقف الحرب وتجنيب المنطقة تداعيات خطيرة.

وفي وقت قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيتخذ قراراً نهائياً بشأن المشاركة في الهجوم الذي تشنه إسرائيل على إيران بزعم تدمير البرنامج النووي الإيراني في غضون أسبوعين على حد أقصى، اغتالت إسرائيل 3 قادة من «الحرس الثوري» وضربت موقع أصفهان النووي مرتين، كما قصفت منشآت عسكرية في عدة مناطق بينها الأهواز.

في المقابل، ردت إيران بقصف بالمسيرات، في حين أعلنت مصادر إيرانية عن تغيير استراتيجية الردود الإيرانية باتجاه استخدام أسلحة نوعية.

على المستوى الدبلوماسي، لا تزال واشنطن تتمسك بمبدأ «صفر تخصيب»، أي منع إيران من إجراء أي عمليات تخصيب لليورانيوم بنفسها، كما ترفض الطلب من تل أبيب وقف هجماتها، وهو الشرط الذي تضعه إيران للعودة إلى المفاوضات، في حين يتسمك الرئيس الأميركي بحل جذري للمسألة الإيرانية لا مجرد وقف لإطلاق النار.

وفي وقت رفضت الدول الأوروبية ومعها واشنطن الوساطة الروسية، فشلت المفاوضات التي جرت في جنيف بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظرائه في الترويكا الأوروبية (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا) في تحقيق اختراق.

وفي اتصال مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الأوروبيين «سيسرّعون وتيرة المفاوضات» مع طهران بهدف «الخروج من الحرب وتفادي مخاطر أكبر»، مشدداً على أنه يتوجب على الإيرانيين «تقديم كل الضمانات لتأكيد أن غاياتهم من البرنامج النووي سلمية».

وبحسب معلومات «الجريدة»، اقترح الأوروبيون العودة إلى اتفاق 2015 النووي الذي خرج منه ترامب، مع إضافة بند يسمح بالرقابة على صواريخ إيران لمنعها من تصنيع صواريخ ثقيلة قادرة على حمل رؤوس نووية، وأن تقطع إيران صلاتها بالمجموعات الإقليمية المسلحة الموالية لها، وتسهل إيجاد حل لإطلاق الرهائن في غزة، وهذا يعني أن أوروبا تتبنى عملياً معظم مطالب ترامب، غير أنها منفتحة مبدئياً على تقييد قدرات إيران في تخصيب اليورانيوم بدل اقتراح واشنطن «صفر تخصيب».

وقال مصدر دبلوماسي إيراني لـ «الجريدة» إن عراقجي رفض أي حديث عن البرنامج الصاروخي الإيراني، أو الحديث عن وقف تخصيب اليورانيوم، مطالباً بوقف الهجوم الإسرائيلي قبل أي مفاوضات.

وتشير تقارير إلى أن ترامب يبحث عن موافقة طهران على تفكيك برنامجها النووي بنفسها على طريقة «السيناريو الليبي»، وأنه يرغب في استمرار الضغط الإسرائيلي على إيران كتكتيك تفاوضي لدفعها إلى القبول.

وجدد عراقجي التأكيد على استعداد طهران استئناف التفاوض مع واشنطن حول برنامجها النووي، مشدداً على أن ذلك مرهون بإيقاف الهجوم الإسرائيلي.

وفيما يستعد عراقجي لزيارة موسكو غداً الاثنين، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه قدّم مقترحات لحل الصراع، موضحاً أن بلاده لا تسعى للعب دور الوسيط، بل لطرح «أفكار بنّاءة».

وفي تصريحات لافتة، قال بوتين إنه «يجب إبداء المرونة في المفاوضات من إيران ومن إسرائيل أيضاً»، مشدداً على أن «هناك طرقاً وسبلاً لإيجاد حلول لهذه القضية».

على مستوى آخر، وخلال اجتماع عقدوه أمس في فيينا مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، حذّر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدون لدى الوكالة من الآثار الخطيرة التي تترتب على استهداف المنشآت النووية، مؤكدين أن أي استهداف مباشر لها بمنزلة «تهديد مباشر للسلامة الإشعاعية».

وذكر رئيس مجموعة سفراء «التعاون» في فيينا، سفير الكويت لدى النمسا ومندوبها الدائم لدى الوكالة، طلال الفصام، أن السفراء الخليجيين شددوا على اهتمام دول المجلس الخاص بسلامة تلك المنشآت، وتأكيد ضرورة ضمان أعلى مستويات الجاهزية والتدابير الوقائية.

وفي تفاصيل الخبر:

غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتخذ قراراً في غضون أسبوعين بشأن المشاركة في الحرب بين إسرائيل وإيران، التي أتمت أمس يومها التاسع، واصلت القوات الأميركية حشد قواتها العسكرية النوعية باتجاه المنطقة.

وأظهرت بيانات تتبّع الرحلات الجوية والاتصالات الصوتية أن 6 قاذفات شبح من طراز «بي-2»، التي تعتبر الوحيدة القادرة على حمل قنابل «GBU-57 E/B»، انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري، متجهة نحو قاعدة ديغو غارسيا الجوية الأميركية في المحيط الهندي، وفقاً لشبكة فوكس نيوز.

وتعتبر تلك القاذفات الشبح، القادرة على التخفي، وحدها القادرة على حمل ما يعرف بـ «أم القنابل»، التي تعد الوحيدة في العالم القادرة على خرق تحصينات عميقة تحت الأرض، كمنشأة فوردو الإيرانية.

وفي ظل إعادة تموضع أوسع للأصول العسكرية الأميركية باتجاه أوروبا والشرق الأوسط، أعلن مسؤول في البحرية الأميركية، أن حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد» ستسلك طريق أوروبا، لتكون حاملة الطائرات الثالثة التي تجاور قريباً منطقة الشرق الأوسط وسط ترقب لتنفيذ عملية واسعة النطاق تعول عليها إسرائيل لإنهاء ما تصفه بـ «التهديد النووي والصاروخي الإيراني».

وفي الأسابيع الأخيرة، نُشرت عشرات الطائرات الأميركية، بما في ذلك مقاتلات وناقلات نفط ومنصات مراقبة، في نطاق عمل القيادة الوسطى (سنتكوم) المسؤولة عن المنطقة.

وجاءت الخطوة العسكرية الضرورية بالتزامن مع تحول استخباراتي لافت في واشنطن تمثل في تصريح مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي غابارد، بأنها تعتقد الآن أن إيران قد تتمكن من صنع سلاح نووي «خلال أسابيع» بعد كانت قد استبعدت ذلك في 10 الجاري.

ويُعد هذا الموقف تحولاً في نبرة غابارد، بعد أن قال الرئيس الأميركي، أمس الأول، إن غابارد كانت «مخطئة» عندما صرّحت بأنه لا أدلّة على سعي الجمهورية الإسلامية لصنع سلاح نووي.

اجتماع مشترك

في هذه الأثناء، كشفت مصادر مطلعة عبرية، ليل الخميس ـ الجمعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ومسؤولين إسرائيليين آخرين، التقوا مسؤولين من إدارة ترامب، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث.

وأًجري الاجتماع، الذي قد يكون تم عن بُعد، بينما كانت الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت ستنضم إلى إسرائيل في شن ضربات ضد الجمهورية الإسلامية. وقال ترامب إنه سيتخذ قراراً في غضون أسبوعين بشأن ما إذا كانت بلاده ستشارك في الضربات ضد طهران.

ووضع تأجيل ترامب لحسم موقفه الدولة العبرية في حالة من عدم اليقين، في وقت أكد فانس أن ترامب يضع شن ضربة ضد إيران بخانة مصلحة الولايات المتحدة، بعد أن أكدت عدة أوساط أن تل أبيب بدأت المعركة، التي تخشى من أن تتحول إلى حرب استنزاف، دون ضمانة من واشنطن بأنها ستنضم لها.

ضربات إسرائيلية

ميدانياً، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش قتل سعيد إزداي القائد المخضرم في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ «الحرس الثوري» الإيراني، في قصف استهدف شقة بمدينة قم، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن سلسلة هجمات على مواقع تخزين وإطلاق صواريخ إضافة إلى شن هجوم ثان على منشأة أصفهان النووية.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الضربات التي نفذتها بلاده ضد المواقع النووية والعسكرية الإيرانية أخّرت تطور البرنامج النووي الإيراني لمدة «سنتين أو ثلاث على الأقل». وذكر أن الهجمات طالت مئات المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء النوويين، مما أدى إلى نتائج «كبيرة جداً».

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باغتيال ثلاثة من القادة الإيرانيين في ضربات دقيقة، هم: سعيد إزادي، منسق العلاقات مع «حماس»، وبهنام شهرياري، قائد في «فيلق فلسطين»، وأمين فور جوداشي قائد المجموعة الثانية للطائرات المسيّرة في سلاح الجو التابع لـ «الحرس الثوري»، متهماً إياهم بأنهم كانوا في طليعة مشروع استهداف إسرائيل ودعم هجوم «حماس» في 7 أكتوبر 2023.

وأكد أن الجيش يخوض «واحدة من أكثر الحروب تعقيداً في تاريخ إسرائيل»، منبهاً الشعب إلى ضرورة الاستعداد «لحملة طويلة الأمد»، لأنه لا تزال لديه «أهداف وغايات» في إيران.

وأفادت تقارير إيرانية بأن د. إيثار طباطبائي قمشه، أحد العلماء النوويين البارزين في إيران، قتل هو وزوجته إثر هجوم استهدف منزله السكني في محافظة أصفهان.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، «أصيبت» بعد ضربات إسرائيلية جديدة شملت موقع أصفهان النووي في وسط إيران.

وقال المدير العام للوكالة الأممية رافاييل غروسي في بيان: «نعرف جيداً هذه المنشأة، لم تكن هناك مواد نووية، ولن تكون للهجوم تالياً أي تداعيات على صعيد الإشعاعات» في محيطه.

وذكر الجيش الاسرائيلي أن مقاتلاته الجوية استهدفت بنية تحتية عسكرية، جنوبي غربي إيران، بينما أفادت تقارير بأن الغارات ركزت على استهدف قواعد وخزانات نفطية في طهران، وأصفهان، وقم والأهواز بمحافظة خوزستان وماهشهر وشيراز.

في موازاة ذلك، ذكرت القناة 13 العبرية أن القادة العسكريين الإيرانيين، من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى مساعديه، وصولاً إلى العلماء الإيرانيين المتبقين، باتوا يختبئون خشية أن تدرج أسماؤهم ضمن قائمة الاغتيالات التي تضم 40 شخصية، مع بداية الأسبوع الثاني من الحرب.

ووعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إيجئي، المتعاونين مع إسرائيل بإصدار عقوبات صارمة وفورية بشأنهم. وقال خلال زيارة لمكان احتجاز بعض أهم المعتقلين العملاء لـ «الموساد» في الأحداث الأخيرة «سيواجهون عقوبات صارمة فوراً».

وأمس الأول، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عن فرصة أخيرة للمغرر بهم من إسرائيل لتسليم أنفسهم وأسلحتهم، محدداً التاريخ بأنه الأول من شهر يوليو القادم. ومنذ بدء الحرب في 13 الجاري، اعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 1000 شخص من المتعاونين مع الجانب الإسرائيلي وأعلنت تفكيك مصانع لتجهيز الطائرات المسيّرة، من أجل تنفيذ هجمات في البلاد.

استهداف واستنزاف

في المقابل، أعلن «الحرس الثوري» تنفيذ الموجة الثامنة عشرة من عملية «الوعد الصادق 3» ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، بينما تحدثت تقارير عن قيام مقاتلات حربية بإسقاط نحو 14 طائرة مسيّرة إيرانية استهدفت شمال ووسط وجنوب الدولة العبرية.

وفي واحدة من الحالات النادرة التي نجحت فيها طائرات هجومية مسيرة أحادية الاتجاه من إيران في اختراق الدفاعات الجوية، ضربت طائرتان إيرانيتان مُسيّرتان مواقع في الشمال والجنوب. وأصابت طائرة مُسيّرة بلدة بيسان الإسرائيلية بالقرب من الحدود الأردنية، واخترقت طائرة مسيرة ثانية الدفاعات الجوية الإسرائيلية وهبطت في منطقة مفتوحة جنوب البلاد.

وذكر «الحرس» أنه نفذ الموجة عبر هجوم واسع بالطائرات المسيّرة الانتحارية والمقاتلة من طراز «شاهد 136»، إلى جانب صواريخ دقيقة التوجيه تعمل بالوقودين الصلب والسائل، لاستهداف مواقع عسكرية ومراكز دعم عملياتي للجيش، وسط إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون.

وفي وقت يُقدّر سلاح الجو الإسرائيلي أن عدد منصات إطلاق الصواريخ البالستية الإيرانية المُعطّلة يبلغ أكثر من 200 منصة، تحدث مسؤول إيراني رفيع عن تغيير بلاده لسياستها الصاروخية، وقال إنها استبدلت الكمية بالجودة، وأضاف أنه بدلاً من إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ، تستخدم إيران صواريخ دقيقة أكثر تطوراً ضد مراكز عسكرية وأمنية حساسة.

وفي إشارة إلى شبكة أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، قال إنه «لوحظ أن إيران أطلقت صاروخاً، واخترق الصاروخ بسهولة كل من أنظمة ثاد، وباتريوت، والسهم 3، والسهم 2، ومقلاع داود، ومجموعة أنظمة القبة الحديدية الأميركية، وأصاب الهدف المحدد مسبقاً»، رافضاً ادعاء إسرائيل بأن تناقص مخزون الصواريخ أجبرها على تقليص عمليات الإطلاق.

ووسط تقارير عن بدء عودة الحياة تدريجياً إلى طهران، بعد فرار العديد من سكانها في أعقاب بدء حملة القصف وتحذير ترامب بضرورة مغادرة المدنيين للعاصمة، أعلنت وزارة الصحة مقتل أكثر من 430 شخصاً، من بينهم 95 طفلاً وامرأة، منذ بدء الحرب في 13 الجاري. كما قررت طهران إعادة خدمات الإنترنت تدريجياً. وبينما هدد الحوثيون باستهداف السفن الأميركية بالبحر الأحمر في حال انخرطت واشنطن مباشرة في الحرب ضد إيران، انضم الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول إن لبنان لن يدخل الحرب 200 بالمئة، وذلك بعد تلميح من حزب الله إلى مساندة طهران.

دول الخليج تحذّر من خطر استهداف المنشآت النووية الإيرانية

دعت الوكالة الذرية إلى اتخاذ التدابير الوقائية

حذّر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، من الآثار الخطيرة التي تترتب على استهداف المنشآت النووية، وأكدوا أن أي استهداف مباشر لها بمنزلة «تهديد مباشر للسلامة الإشعاعية»، وذلك خلال اجتماع عقدوه أمس في فيينا مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي.

وذكر رئيس مجموعة سفراء دول مجلس التعاون في فيينا، سفير الكويت لدى النمسا ومندوبها الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طلال الفصام، أن اللقاء تناول قلق دول مجلس التعاون إزاء الأوضاع الحالية الناتجة عن الهجمات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران، والتي استهدفت مناطق داخل أراضيها، بما في ذلك عدد من المنشآت النووية.

وقال الفصام إن السفراء الخليجيين شددوا على اهتمام دول مجلس التعاون الخاص بسلامة تلك المنشآت، وتأكيد ضرورة ضمان أعلى مستويات الجاهزية والتدابير الوقائية.

وأضاف أن سفراء دول المجلس أكدوا خلال الاجتماع كذلك أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز الأمن الوقائي على المستويين الإقليمي والدولي، وفي متابعة الالتزامات الفنية والتشغيلية للدول، في إطار نظام الضمانات الشاملة الذي تطبّقه الوكالة مع الدول الأعضاء.

وأشار إلى أن السفراء نقلوا أيضا تحذير دول المجلس من الآثار الخطيرة التي قد تترتب على استهداف المنشآت النووية، سواء من حيث التداعيات البشرية أو البيئية، مؤكدين أن ذلك يمثّل تهديداً مباشراً للسلامة الإشعاعية وللنظام الدولي للضمانات النووية، إضافة إلى كونه انتهاكاً صريحاً لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

ويأتي هذا التحذير بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، الخميس الماضي، قصفه منشأة بوشهر النووية التي بَنتها روسيا، لكنّه ذكر لاحقا أن هذا التعليق صدر عن طريق الخطأ. وبوشهر هي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، وتقع على ساحل الخليج. ولطالما كانت العواقب المحتملة لهجوم على المحطة، وهي تلويث الهواء والماء، مصدر قلق في دول الخليج.

وفي مؤتمر صحافي عُقد أمس الأول، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، حذّر غروسي من خطر التلوث النووي الناجم عن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية. وأكد أن محطة بوشهر للطاقة النووية هي منشأة تشغيلية تحتوي على آلاف الكيلوغرامات من المواد النووية، مردفا «أود أن أوضّح بشكل قاطع وكامل. في حالة الهجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، أن ضربة مباشرة على المحطة قد تؤدي إلى تسرّب إشعاعي كبير في البيئة».

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، أن بلاده وقّعت مع إيران عقوداً لبناء مفاعلين نوويين إضافيين في مدينة بوشهر، بخلاف المفاعل الذي يعمل حالياً. وعلى هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، أوضح بوتين أن العمل في «بوشهر» مستمر، رغم الأوضاع الأمنية الخطيرة.

وقال: «لا نجلي موظفينا من هناك»، علماً بأنه سبق أن أشار إلى أن عدد الروس العاملين في محطة بوشهر بلغ نحو 600 شخص، وذكر بوتين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على ضمان سلامة العاملين بالمنشأة في مدينة بوشهر المطلة على الخليج. وكانت روسيا التي تزود «بوشهر» بالوقود النووي وتسترد الوقود شديد التلف لمعالجته، حذّرت من أن قصف المنشأة قد يتسبب في كارثة تشرنوبل جديدة.

وحذر وزراء الخارجية العرب مساء أمس الأول بعد اجتماعهم في إسطنبول على هامش الاجتماع الوزاري لمؤتمر التعاون الإسلامي من مخاطر الانبعاثات النووية وتسربها، وما قد تسببه من آثار إنسانية وبيئية مدمرة، ودعوا إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة، ومقررات القمم العربية السابقة، وآخرها قمة بغداد في مايو 2025.

ودان الاجتماع العدوان الإسرائيلي على ايران، داعياً إلى ضرورة وقفه والعودة إلى المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوتر، وصولاً إلى وقف شامل لإطلاق النار وتهدئة إقليمية.

ووفق البيان، حذر الوزراء العرب من أن «إسرائيل تدفع المنطقة نحو مزيد من الصراع والتوتر»، مطالبين بتحرك دولي فاعل لوقف السياسات العدوانية الإسرائيلية والعمل على تحقيق السلام العادل، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

وأكد البيان ضرورة احترام حرية الملاحة في الممرات الدولية، محذرا من تداعيات استهدافها على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة.

وطالب بإدانة أي خرق لأجواء دول المنطقة من أي جهة كانت، والامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشدداً على ضرورة انضمام جميع دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

back to top