تصعيد دبلوماسي غربي ضد إيران: تفاوضوا من دون شروط
• إدانة عربية ـ إسلامية لهجوم إسرائيل... والصين تدعو إلى التهدئة
فيما بدا أنه تصعيد دبلوماسي غربي ضد إيران، أبدت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى دعمها لإسرائيل، وذلك في بيان صدر بوقت متأخر من مساء أمس، فيما حضّت باريس وبرلين ولندن، طهران على التفاوض «بأسرع ما يمكن بدون شروط مسبقة»، مما يعني أنه من دون الشرط الإيراني المسبق بوقف الهجوم الإسرائيلي.
ووصف بيان مجموعة السبع، إيران بأنها «المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار والإرهاب في المنطقة»، وأكد أن لـ «إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»، مكرراً الدعم لها، ومشدداً على أن موقف المجموعة واضح «بأن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً».
ودعت المجموعة التي تضم ألمانيا والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة وفرنسا، فضلاً عن إيطاليا واليابان، الى «خفض التصعيد وحماية المدنيين»، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى عدم التوقيع على البيان، احتجاجاً.
واتهمت إيران المجموعة بالانحياز، منتقدةً عدم تنديدها بالضربات الإسرائيلية. وكتب المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، إسماعيل بقائي، على «إكس» أن «على مجموعة السبع التخلي عن خطابها الأحادي ومعالجة المصدر الحقيقي للتصعيد: عدوان إسرائيل». وتساءل: «إيران تدافع عن نفسها بوجه اعتداء وحشي. هل أمام طهران حقاً خيارات أخرى؟».
في الأثناء، حضّ وزراء خارجية فرنسا، جان نويل بارو، وبريطانيا، ديفيد لامي، وألمانيا، يوهان فاديبول، اليوم، إيران على «العودة بأسرع ما يمكن ومن دون شروط مسبقة إلى طاولة المفاوضات» حول برنامجها النووي، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي.
وأوضح المصدر أن الوزراء «دعوا طهران إلى الإحجام عن أي هروب إلى الأمام بما يتعارض مع المصالح الغربية، وأي توسّع إقليمي وأي تصعيد نووي» على غرار وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، أو الخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، أو تخطّي نسب التخصيب المسموح بها.
وليل الاثنين - الثلاثاء، أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يقود المفاوضات عن بلاده، اتصالاً مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس.
ووفق بيان إيراني، قال عراقجي للوزراء إن الهجوم الإسرائيلي على إيران في خضم المفاوضات الإيرانية - الأميركية «يسدد ضربة للدبلوماسية».
وبعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قالت كالاس، اليوم: «اتفقنا جميعاً على الحاجة الملحّة للتهدئة، وعلى أنه لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، وأن الدبلوماسية هي الحل لمنع ذلك، وسيقوم الاتحاد الأوروبي بدوره». وأضافت: «لا يمكننا التساهل مع إيران التي تسرّع برنامجها النووي».
بيان عربي - إسلامي
جاء ذلك غداة إصدار دول عربية وإسلامية، منها الكويت، بياناً مشتركاً، أمس، شدد على ضرورة وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران، وأهمية العمل على خفض التوتر، وصولاً إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة شاملة.
وذكرت وزارة الخارجية والهجرة المصرية أن البيان وقّع عليه وزراء خارجية كل من مصر والكويت والسعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والأردن وباكستان وبروناي دار السلام وتركيا وتشاد وغامبيا والجزائر والقمر المتحدة وجيبوتي والسودان والصومال والعراق وليبيا وموريتانيا.
وأكد البيان «رفض وإدانة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، وضرورة احترام سيادة الدول وتسوية النزاعات بالسبل السلمية»، وشدد على «أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية».
كما أكد الوزراء، في البيان، ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحثّوا على العودة الى مسار المفاوضات، مشددين على «أهمية احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية».
وغداة اجتماع للمجلس الوزاري الخليجي، دعا الى وقف الحرب، وحذّر من الانزلاق الى صراع أوسع، أجرى الأمين العام لمجلس الخليجي، جاسم البديوي، اتصالات لبحث جهود التهدئة بينها اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش. من ناحيته، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي، اليوم، إن هجوم إسرائيل على إيران «يشكّل تهديداً للناس في كل مكان»، مشيراً إلى أنها وسّعت نطاق صراعاتها في المنطقة إلى مستوى يشكّل تهديداً عالمياً.
موسكو وبكين
في المقابل، وبعد تحفّظ أوروبي عن الوساطة الروسية التي وافق عليها ترامب، أكد «الكرملين»، اليوم، استعداده لأداء دور الوسيط في النزاع بين إسرائيل وإيران، إلا أنه رأى أن تل أبيب «متحفظة» عن القبول بوساطة خارجية، بعد أن اقترح الرئيس فلاديمير بوتين التوسط في النزاع.
وقال الناطق باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف: «ندعو الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، حتى يتمكنا، بطريقة أو بأخرى، من الانخراط في مسار نحو تسوية سياسية ودبلوماسية».
من ناحيته، دعا الرئيس الصيني، شي جينبينغ، اليوم، إلى العمل على تهدئة النزاع بين إيران وإسرائيل «في أقرب وقت»، وأعرب عن «قلقه الكبير» حيال عواقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكدا معارضة بكين «أي عمل يسيء إلى سيادة» دولة أخرى.
وقال شي، خلال اجتماع مع الرئيس الأوزبكي في كازاخستان على هامش قمة صينية مع قادة دول آسيا الوسطى الخمس، إن «عمل إسرائيل العسكري ضد إيران تسبب في تصعيد مفاجئ للتوتر في الشرق الأوسط، مما يثير قلقاً كبيراً لدى الصين»، مؤكدا «إننا نعارض أي عمل يسيء إلى سيادة... بلد آخر»، ومضيفا: «يجب على جميع الأطراف العمل على تهدئة النزاع في أقرب وقت ممكن، وتجنّب المزيد من التصعيد»، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا).
في المقابل، اتهم المتحدث باسم «الخارجية» الصينية، غوه جياكون، الرئيس الأميركي بـ «صب الزيت على النار»، بعدما دعا سكان العاصمة الإيرانية إلى «إخلاء طهران فوراً»، وأضاف أن «تأجيج النيران وصب الزيت وإطلاق التهديدات وزيادة الضغوط لن تساعد في تهدئة الوضع، بل ستصعّد الصراع وتوسعه».
وأضاف أن «الجانب الصيني يدعو جميع الأطراف المعنية، وخصوصاً الدول صاحبة النفوذ على إسرائيل، إلى تحمُّل مسؤولياتها واتخاذ تدابير فورية لنزع فتيل التوتر، والحيلولة دون اتساع رقعة النزاع».