عملية «الموساد» داخل إيران مفاجئة وأربكت القوات الأمنية

كشف مصدر رفيع المستوى في قيادة الأركان الإيرانية، لـ»الجريدة» أن شكل وحجم الضربة الافتتاحية، التي شنّتها إسرائيل فجر الجمعة عبر عملاء داخل إيران شكلا مفاجأة للقادة العسكريين الإيرانيين أدت إلى نوع من التخبط بين القوات العسكرية الايرانية، التي صممت استعدادتها لمواجهة ضربات من الخارج، لكنها تلقتها في الداخل من خلف الخطوط.

وحسب المصدر، أكثر ما فاجأ الأمنيين في إيران كان حجم الصواريخ والمسيّرات التي استطاعت إسرائيل تهريبها للداخل الإيراني، وبحسب تقييم إيراني فإن مخططي العملية الإسرائيلية قد يكونون أنفسهم من خطط لهجوم شبكة العنكبوت الذي شنته أوكرانيا على مطارات روسيا الاستراتيجية.

وكشف أن إسرائيل استخدمت سيارات شحن و»بيك آب» صغيرة مموهة تحمل صواريخ ومسيرات، وتم إطلاق الصواريخ من هذه السيارات، بعد أن تم ركنها في أماكن قريبة من الأهداف، وبهذا الشكل استطاعوا استهداف مقرات سكن قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين ومقرات الدفاع الجوي وبعض القواعد العسكرية والمنشآت النووية، التي كانت محصنة بشكل يصعب استهدافه من الطائرات وكان يجب استهدافها من الأرض.

وقال المصدر إن المعلومات الأمنية تؤكد وجود عدد كبير من هذه السيارات داخل الأراضي الإيرانية حيث إن الأجهزة الأمنية سرعت في وتيرة البحث عنها وتم كشف عدد منها، وجهّز الإسرائيليون معظمها بأدوات تفجير ذاتي إذا تم الوصول إليها.

وأشار المصدر إلى أن التقارير تؤكد أن الطائرات الإسرائيلية بدأت القصف بعد انتهاء العمليات الداخلية، وأن الإسرائيليين قاموا بعملية مشابهة خلال شهر أكتوبر الماضي لكنها فشلت وتصور الإيرانيون انهم لن يعيدوا الكرة مجدداً لكنهم أعادوها وبشكل أوسع بكثير.

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تقرير نشرته، أمس، على موقعها الإلكتروني، نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى أن إسرائيل أمضت شهوراً في تهريب مئات الطائرات المسيرة الرباعية المزودة بالمتفجرات داخل حقائب وشاحنات وحاويات شحن، إضافة إلى ذخائر يمكن إطلاقها من منصات غير مأهولة.

وبحسب الصحيفة كان الهدف من عملية جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» هو تحييد التهديدات التي تواجه الطائرات الحربية الإسرائيلية وتدمير الصواريخ قبل إطلاقها على المدن. وقال أحد المصادر، إن الفرق على الأرض دمرت عشرات الصواريخ قبل أن يتم إطلاقها في الساعات الأولى من الهجوم. كما ركزت القوات الجوية الإسرائيلية بشكل كبير على أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ في الأيام الأولى من الحملة.

ولفتت الصحيفة الى أنه تم تهريب الطائرات الرباعية عبر قنوات تجارية باستخدام شركاء أعمال غير مدركين للعملية في أغلب الأحيان، حيث قام عملاء على الأرض بتجميع الذخائر وتوزيعها على الفرق. وقامت إسرائيل بتدريب قادة الفرق في دول ثالثة، والذين قاموا بدورهم بتدريب باقي الأعضاء.

وكانت «الجريدة» كشفت قبل الهجوم الإسرائيلي عن حملات اعتقال واسعة طالت متعاملين مع اسرائيل داخل إيران. وقد تواصلت هذه العمليات بعد الضربة الإسرائيلية وكان آخرها أمس، حيث أعلنت الشرطة الإيرانية القبض على متسللين من «الموساد» في مدينة سفجبولاغ كانا يعدّان قنابل ومتفجرات وأفخاخاً ومعدات إلكترونية.