«الوكالة الذرية» تحذّر من «عواقب إشعاعية خطيرة»

• معلومات متضاربة عن تضرر الجزء السفلي من «نطنز» وضربة خارج «فوردو»

نشر في 16-06-2025 | 13:48
آخر تحديث 16-06-2025 | 20:59
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي

حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم، من خطر حدوث تلوث إشعاعي وكيماوي داخل منشأة التخصيب النووي الرئيسية بإيران في نطنز، عقب الهجمات الإسرائيلية، على الرغم من تأكيده أن مستويات الإشعاع خارج المجمع طبيعية في الوقت الحالي، وعدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة.

وخلال اجتماع طارئ مغلق لمجلس محافظي الوكالة في فيينا، بناء على طلب روسيا لمناقشة الضربات الاسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، دعا غروسي جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنّب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى «عواقب إشعاعية وخيمة ويعوق العمل الذي لا غنى عنه للتوصل إلى حل دبلوماسي يضمن على المدى الطويل عدم حصول إيران على سلاح نووي».

وأشار غروسي إلى أن منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم بمحافظة أصفهان تعرّضت لأضرار في بنيتها التحتية الكهربائية، وفي القسم العلوي من محطة التخصيب التجريبية إثر الضربات الإسرائيلية.

وقال المسؤول الأممي إنه رغم أن الجزء الواقع تحت الأرض من المنشأة لم يكن هدفا مباشرا للهجوم، فإن المعدات الموجودة فيه ربما تكون قد تعرّضت للضرر بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف: «لا توجد أي مؤشرات على هجوم ملموس على قاعة السلاسل لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض، والتي تضم جزءاً من محطة التخصيب التجريبي ومحطة التخصيب الرئيسية». وتابع: «مع ذلك، ربما يكون انقطاع التيار الكهربائي عن قاعة السلاسل قد ألحق ضررا بأجهزة الطرد المركزي هناك».

وكانت شبكة سي إن إن الأميركية الإخبارية نقلت عن مصدر إسرائيلي حديثه عن مؤشرات على تضرّر القسم السفلي الواقع تحت الأرض من موقع «نطنز». وأضاف أن 4 منشآت تابعة لموقع أصفهان النووي تضررت جراء الهجمات، بينها مختبر كيماوي ومنشأة لتحويل اليورانيوم، مؤكدا أن المفتشين الدوليين لا يزالون في إيران، وأن عمليات التفتيش ستستأنف فور توافر الظروف الأمنية المناسبة.

ولفت غروسي إلى أنه لم يتم تسجيل أي أضرار في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، أو في محطة بوشهر للطاقة النووية، أو في مفاعل لا يزال قيد الإنشاء حاليا. وكانت تقارير أفادت مساء أمس عن تسجيل هزة أرضية في محيط «فوردو». وتحدثت تقارير غير مؤكدة عن قيام اسرائيل بضربة على وحدات الطاقة البديلة، أنظمة الضغط، وأقسام الدعم اللوجستي الخارجي الخاصة بالموقع دون استهداف المنشاة التي تقع تحت جبل كبير.

ولفتت تقارير الى أنه في حال لم تتمكن إسرائيل من تدمير موقع فوردو، فإنها لن تنجح في إحداث ضرر جوهري في البرنامج النووي الإيراني، مما سيعرّض الهجوم الإسرائيلي برمته للتشكيك. وكانت تقرير سابقة قالت إن إسرائيل غير قادرة بنفسها على تدمير «فوردو»، وتحتاج الى دعم أميركي في هذا السياق. وشدد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، اليوم، على أن إسرائيل قادرة على تدمير الموقع بقدراتها الخاصة. الى ذلك، شدد غروسي على أن سلامة المفتشين تمثّل أولوية قصوى للوكالة، وأنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمنهم، لافتا إلى استعداد الوكالة للاستجابة لأي طارئ نووي أو إشعاعي خلال ساعة واحدة.

وفي وقت سابق، طالبت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تدين خلال الاجتماع الضربات الإسرائيلية التي طالت المنشآت النووية الإيرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن «المنشآت النووية السلمية في بلد كان يخضع للمراقبة المستمرة من الوكالة، تعرّضت لهجوم»، مضيفا: «نتوقع من الوكالة ومديرها العام اتخاذ موقف حازم لإدانة هذا العمل».

جاء ذلك، فيما بدأ البرلمان الإيراني بإعداد مشروع قانون تنسحب البلاد بموجبه من معاهدة حظر الانتشار النووي، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على 3 منشآت نووية إيرانية على الأقل.

وأعلن بقائي هذا القرار، مؤكدا رغم ذلك أن إيران «لا تزال تعارض تطوير أسلحة نووية».

back to top