السفير الإيراني: بلدنا لن ينهار ولن يستسلم وإذا تدحرج فرضاً نحو الهاوية فلن يكون وحده

• «بالغ التقدير لمواقف الكويت الإيجابية بإدانة العدوان علينا»

نشر في 17-06-2025
آخر تحديث 16-06-2025 | 21:08
أعلن السفير الإيراني لدى البلاد، محمد توتونجي، أن بلاده تحترم أمن الكويت ودول الخليج وسيادتها، مؤكداً أن إيران ليست بصدد توسيع رقعة الحرب الناجمة عن العدوان الإسرائيلي «إلا إذا فُرضت عليها». وثمّن توتونجي، في مؤتمر صحافي، الموقف الكويتي الإيجابي المتمثل في إدانة «الاعتداءات الصهيونية الوحشية ضد إيران»، مشيراً إلى أن الكويتيين الموجودين في إيران سيتم تأمين عودتهم إلى الكويت براً بالاتفاق مع السلطات العراقية. وحذر من أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية ينذر بكارثة إشعاعية ويهدد الأمن الإقليمي والدولي، مضيفاً أن تلك المنشآت تعمل بإشراف «الوكالة للدولية للطاقة الذرية». واعتبر أن بلاده «لن تنهار ولن تستسلم وإذا تدحرجت فرضاً نحو الهاوية فلن تكون وحدها».

أعلن السفير الإيراني لدى البلاد محمد توتونجي عن بالغ تقديره وامتنانه، باسمه وباسم الحكومة الإيرانية، للمواقف الإيجابية التي عبّر عنها المسؤولون في حكومة دولة الكويت، ولاسيما جهود صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، والاتصالات المكثفة لوزير الخارجية عبدالله اليحيا، وكذلك الشخصيات والإعلاميين والمواطنين في هذا البلد الشقيق والصديق، في إدانتهم للاعتداءات الوحشية والجبانة التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب ضد إيران.

وأوضح توتونجي، في لقاء صحافي عقده مع وسائل الإعلام في سفارة بلاده صباح اليوم، أنه لا يوجد أي مشكلة بخصوص الكويتيين الموجودين في إيران، مشيراً إلى أن عودتهم إلى بلادهم تتم من خلال الحدود البرية، ولا يوجد عالقون، وتم الاتفاق بين السلطات الكويتية والعراقية بهذا الصدد.

لا مشكلة مع الكويتيين الموجودين في إيران ويتم تأمين عودتهم براً بالاتفاق مع السلطات العراقية

وتابع: «أقدم الكيان الإسرائيلي، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، ولأبسط قواعد وأعراف القانون الدولي، على شن عدوان عسكري غير مشروع وهجوم مسلح ضد إيران الجمعة الماضي، حيث اعتدى على السيادة الوطنية وسلامة الأراضي الإيرانية، مستهدفاً عدة مواقع من بينها مناطق سكنية في طهران وعدد من المدن الأخرى، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال أبرياء، كما اغتال بشكل ممنهج وبطريقة وحشية وجبانة مجموعة من كبار القادة العسكريين والعلماء والأكاديميين الإيرانيين».

ولفت إلى أنه «من بين الأهداف التي استهدفها الكيان الصهيوني أيضاً المنشآت النووية الإيرانية، التي تعمل تحت إشراف ورقابة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد عرّض هذا الهجوم الطائش حياة المدنيين الإيرانيين للخطر، كما أثار القلق إزاء إمكانية وقوع كارثة إشعاعية، ما يُشكّل تهديداً خطيراً للسلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي».

منشآتنا النووية تعمل بإشراف «الذرية» واستهدافها ينذر بكارثة إشعاعية ويهدد الأمن الإقليمي والدولي

وقال إن «ما يثير القلق أكثر هو أن الهجمات الصاروخية الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الخاضعة لرقابة الوكالة والبنية التحتية المدنية في إيران وقعت في وقت كانت المفاوضات جارية، والمسارات الدبلوماسية كانت ولا تزال مفتوحة. هذه الهجمات لم تُنفذ لمنع كارثة محتملة، بل كانت تهدف بشكل واضح إلى تقويض المسار الدبلوماسي، وزيادة التوتر، واستفزاز إيران».

الانتهاك والإدانة

وبين توتونجي أن «الهجمات التي شنّها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعد انتهاكاً صارخاً للفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، وعدواناً سافراً على إيران، والرد على هذا العدوان يعد حقاً قانونياً ومشروعاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقاً للمادة 51 من الميثاق، ودفاعا عن النفس، وأن جر الحرب إلى المنطقة وتوسيع الاشتباك هو خطأ استراتيجي صهيوني»، مشيراً إلى أن «العواقب الخطيرة والواسعة النطاق المترتبة على هذا العدوان الصهيوني تقع بالكامل على عاتق هذا الكيان وداعميه، وإيران لا تخشى أي مواجهة على الإطلاق».

هجمات الكيان الصهيوني ضدنا انتهاك لميثاق الأمم المتحدة... وردّنا مشروع وفق الميثاق أيضاً

وعما إذا كان المجتمع الدولي أخفق في إدانة هذه الأعمال التي تُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، قال إن «إدانة الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني السفّاح قاتل الأطفال، تعد واجباً إنسانياً على عاتق كل دولة ملتزمة في الساحة الدولية»، داعيا تلك الدول الى اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية للتصدي لاستمرار هذه المغامرات الخطيرة التي تُعرّض بلا شك السلم والأمن العالميين لتهديد غير مسبوق.

نحترم أمن وسيادة الكويت ودول الخليج... ولسنا بصدد توسيع رقعة الحرب إلا إذا فُرضت علينا

ورداً على سؤال عن المسؤول عن هذه الحرب، وما إذا كانوا يملكون أدلة على تورط أطراف إقليمية أو دولية أخرى في دعم هذه الهجمات، أجاب السفير الايراني: «الواقع أن المسألة لم تكن يوماً تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، فهذا الملف قد جرى تسويته بشفافية من خلال الاتفاق النووي، حيث قُيّدت الأنشطة النووية الإيرانية وخضعت لرقابة دولية مستمرة، وهو الاتفاق ذاته الذي سعى الكيان الصهيوني بكل ما أوتي من قوة إلى تقويضه».

موافقة أميركية

وأكد توتونجي أن «الهدف الحقيقي كان ولايزال يتمثل في تحويل إيران إلى دولة منهارة ومستباحة، من خلال الضغط الاقتصادي، والعمليات التخريبية السرية، والأنشطة الإرهابية، والاغتيالات المخططة، وأخيراً عبر شن حرب صريحة»، مبينا أن «الاعتداءات العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني ضد إيران لم تكن لتقع دون تنسيق وموافقة من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإن الحكومة الأميركية، بوصفها الداعم الرئيسي لهذا الكيان، تتحمل أيضاً مسؤولية النتائج الخطيرة الناجمة عن هذه المغامرات».

الهدف الحقيقي للعدوان يتمثل في تحويل إيران إلى دولة منهارة ومستباحة وشنّ حرب صريحة عليها

وتابع: «تعد هذه الأفعال المنسّقة بمنزلة إعلان حرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجزءاً من النمط المستمر للسلوك غير القانوني والمزعزع للاستقرار الذي تنتهجه إسرائيل في المنطقة، والذي يُشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن الدوليين. والصهاينة لا يميزون بين سنة وشيعة ولا بين عرب وفرس، بل هم يعادون أمة الإسلام الناهضة وكل الشعوب المتحررة والمستقلة، ولا يجوز لإنسان حر وأبي أن يقف إلى جانب إسرائيل».

الصهاينة لا يميزون بين سنة وشيعة ولا بين عرب وفرس ولا يجوز لإنسان حر أن يقف إلى جانبهم

وأضاف: «90 مليون إيراني، على اختلاف توجهاتهم السياسية، توحدوا اليوم للوقوف بوجه هذه الحرب الإجرامية وهذا الكيان القاتل للأطفال. فكونوا على يقين: إيران لن تنهار. ولن تستسلم. وإن كُتب لها، فرضاً، أن تُدفع إلى الزاوية أو تُدحرج نحو الهاوية، فلن تكون وحدها. وشعبنا الإيراني، كما سيظل يذكر المعتدي، فإنه أيضاً لن ينسى من وقف إلى جانبه من الأصدقاء والداعمين».

تجنب توسيع الحرب

وقال توتونجي: «نحن لم نرغب في هذه الحرب، بل كنّا نتابع المسار الدبلوماسي بشأن برنامجنا النووي، ولكن هذا العدوان فُرض علينا. لسنا بصدد توسيع رقعة الحرب، إلا إذا فُرضت علينا. ولا نرغب في أن تمتد هذه الحرب إلى دول أخرى أو إلى المنطقة، ما لم تُفرض علينا».

واستدرك: «لقد دأبنا دائماً على احترام وحدة أراضي الدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص أمن وسيادة إخواننا في دول الخليج، وسنواصل انتهاج سياسة حسن الجوار وتعزيز العلاقات مع دول هذه المنطقة، ومن بينها دولة الكويت الصديقة والشقيقة».

back to top