مخاوف اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق ترفع أسعار النفط

• «جي بي مورغان» يتوقع 130 دولاراً للبرميل إذا تصاعد التوتر في المنطقة
• بودي: من المرجح استمرار ارتفاع الأسعار مع زيادة حدة المواجهات العسكرية

نشر في 15-06-2025 | 11:31
آخر تحديث 15-06-2025 | 18:44
حقل نفط
حقل نفط

أصدر بعض البنوك والشركات العالمية توقعات بشأن أسعار النفط بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، وقدرت بعض السيناريوهات المتشائمة أن يصل سعر البرميل إلى 150 دولاراً في وقت لاحق من العام الحالي.

وقال بنك جي بي مورغان تشيس - JPMorgan Chase إن أسعار النفط قد ترتفع إلى 130 دولارا للبرميل إذا تصاعد النزاع في المنطقة، أما شركة فرونت لاين (Frontline) فأصبحت مترددة بدرجة أكبر في تسيير سفنها لتحميل الشحنات عقب الضربات الجوية الإسرائيلية، وأفادت شركة Oil Brokerage بأن التهديد باندلاع حرب في الشرق الأوسط يُلقي بظلاله المباشرة على تكاليف الشحن.

فيما أشارت شركة ريستاد إنيرجي (Rystad Energy) إلى أن الطاقة الاحتياطية لتحالف «أوبك +» لديها القدرة على تعويض فقدان الإنتاج الإيراني، وتوقعت شركة آي إن جي بارنجز (ING Barings) في حال تحقق السيناريو الأسوأ، أن تتضاعف أسعار النفط لتصل إلى 150 دولاراً للبرميل في وقت لاحق من 2025.

وقفزت أسعار النفط بنسبة بلغت 13% خلال جلسة الجمعة، عقب الضربة الإسرائيلية على إيران، قبل أن تقلص مكاسبها لاحقاً، وسجل خام برنت أكبر ارتفاع يومي منذ مارس 2022 خلال التداولات.

وفي السياق، قال محللان نفطيان كويتيان إن أسعار النفط ارتفعت في تداولات الأسبوع الماضي بنسبة تجاوزت 10 في المئة، مدفوعة بمخاوف من اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، على خلفية هجوم الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية فجر الجمعة الماضي، وأضافا أن هذه التطورات قد تؤدي إلى «تقييد الإمدادات في مضيق هرمز»، الذي يمر عبره نحو 20 في المئة من تجارة النفط العالمية، فضلا عن احتمال انقطاع صادرات النفط الإيرانية.

كرم: الشرق الأوسط يمتلك نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط

وأوضح المحللان، في تصريحين منفصلين لـ «كونا»، أن من العوامل التي ساهمت أيضا في ارتفاع الأسعار تجدد الآمال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما يدعم النمو الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب على النفط، إضافة إلى انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الأميركية بنحو 3.6 ملايين برميل لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير الماضي وهو نحو 432.4 مليون برميل.

وكانت العقود الآجلة لخام برنت أنهت تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 74.23 دولارا للبرميل، في حين أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند مستوى 72.98 دولارا للبرميل.

وقال المحلل النفطي رئيس مركز الأفق للاستشارات الإدارية، خالد بودي، إنه في ظل التصعيد العسكري تتجه أسعار النفط إلى الارتفاع، حيث صعدت الأسعار بنسبة 8 في المئة تقريبا منذ بداية الحرب، ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في الصعود مع زيادة حدة المواجهات العسكرية.

وأضاف بودي أن هذا الصعود في الأسعار غالبا ما يكون مؤقتا، حيث تعود إلى مستويات ما قبل الحرب، ولكن إذا حدث ضرر كبير في المنشآت النفطية، وأدى ذلك إلى نقص في الإمدادات فمن المتوقع أن تظل الأسعار مرتفعة، ولكن دون المستويات التي وصلت إليها مع بداية الحرب، وقد تتراجع فيما بعد إذا تم تعويض الإمدادات المفقودة من مصادر أخرى.

وأوضح أنه إذا توسع النقص في الإمدادات نتيجة عرقلة وصول النفط من دول ليست طرفا في الصراع إلى المستهلكين، بسبب إغلاق بعض طرق نقل النفط، فهذا قد يؤدي إلى صعود النفط إلى مستويات قياسية، وقد تتجاوز الأسعار حاجز 100 دولار للبرميل، وتستمر على هذا المستوى إلى أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها، مؤكدا أنه كلما تم تعويض النقص في الإمدادات النفطية من منتجين آخرين وسلوك طرق إمداد بديلة مفتوحة كان تأثر الأسعار بالمواجهات العسكرية أقل حدة.

بدوره، ذكر المحلل النفطي أحمد كرم انه بعد انخفاض أسعار النفط في الفترة الماضية جراء التباطؤ الاقتصادي العالمي بسبب رفع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ارتفعت الأسعار الآن بشكل مفاجئ وسريع، وهذا يعود للتوترات السياسية العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الأعمال العسكرية التي شنتها إسرائيل على إيران.

وشدد كرم على أن هذه التوترات العسكرية في المنطقة ستلعب دورا كبيرا في أسعار النفط، وهذا يعود إلى امتلاك الشرق الأوسط نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط، لافتا إلى أن المراقبين للأوضاع يرون أنه لو استمرت هذه العمليات العسكرية وتوسعت فستكون الشرارة التي سترفع النفط إلى «أسعار قياسية غير مسبوقة».

العراق: الصراع الحالي يهدد باضطرابات اقتصادية خطيرة

تحذير عراقي

من ناحيته، حذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين من أن استمرار الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، واحتمال غلق مضيق هرمز، قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية خطيرة، مع احتمال ارتفاع اسعار النفط الى ما بين 200 و300 دولار للبرميل.

ونقل بيان للخارجية العراقية عن حسين قوله في اتصال هاتفي مع نظيره الألماني يوهان واديفول: «إن ذلك قد يفاقم معدلات التضخم في الدول الأوروبية، ويعقد عملية تصدير النفط بالنسبة لدول منتجة مثل العراق، وقد يؤدي غلق الممر إلى فقدان سوق النفط حوالي خمسة ملايين برميل يوميا من النفط الخليجي والعراقي».

وحذر حسين من أن تصاعد وتيرة الحرب قد يدفع بموجات لجوء جديدة نحو أوروبا، مما يستوجب تحركا دوليا جادا لمعالجة مسببات التوتر، ووقف التصعيد عبر الحلول الدبلوماسية.

بدوره، أكد الوزير الألماني حرص بلاده على دعم أمن واستقرار العراق، مشددا على ضرورة إبعاده عن أي مواجهات عسكرية أو تداعيات محتملة للصراع. وشدد الوزير واديفول على أهمية مواصلة المسار التفاوضي بين إيران والولايات المتحدة وكذلك مع الدول الأوروبية بشأن البرنامج النووي الإيراني باعتباره خطوة جوهرية نحو خفض التوتر.

«نفط البصرة»: «كويت إنيرجي» مستمرة في عملها

نفت شركة نفط البصرة صحة ما تم تداوله بشأن إطفاء حقل السيبة الغازي ومغادرة العاملين الأجانب.

وقالت الشركة، في بيان، «تنفي شركة نفط البصرة بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حول قيام شركة كويت إنيرجي، المشغلة لحقل السيبة الغازي، بإطفاء تام للحقل ومغادرة جميع العاملين الأجانب تحسبا لأي تطورات ميدانية محتملة نتيجة الأوضاع الأمنية الأخيرة في ظل الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل».

وأكدت الشركة «أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على الأخبار والمعلومات الدقيقة، لا سيما ما يتعلق بالمورد الرئيس لاقتصاد البلاد»، حسبما نقلته وكالة الأنباء العراقية

back to top