بالقلم الأحمر: ما علاقة البيتزا بالحرب؟

نشر في 15-06-2025
آخر تحديث 14-06-2025 | 18:36
 الجازي طارق السنافي

منذ فجر التاريخ، لم تكن الأحداث المهمة تُعلن عن نفسها بشكل مفاجئ، بل غالباً ما تبرز من خلال التفاصيل الصغيرة التي لا يلاحظها الكثيرون، قد تكمن في حركات غير اعتيادية بأروقة المؤسسات الحكومية الحساسة والتي تثير تنبؤات كثيرة بوقوع حرب أو أحداث مصيرية مرتقبة، لكن من غير الطبيعي أن تكون «البيتزا» هي التي تُفشي تلك الأحداث!

ظهر مؤشر غير رسمي يحلل الأحداث السياسية يحمل عنوان مؤشر البيتزا، والمعروف أيضاً باسم Pentagon Pizza Index أو Pizza Meter، وهو مقياس مفتوح يعتمد على رصد ارتفاع مفاجئ في طلبات البيتزا أو النشاط الكثيف لمطاعم التوصيل قرب منشآت عسكرية وسياسية حساسة. يرتبط هذا الارتفاع عادة بعمل مكثف خارج أوقات الدوام الرسمي، وهو ما قد يشير إلى استعدادات لحدث أمني أو سياسي بالغ الأهمية.

في مايو 2011، وقبيل إعلان الرئيس الأميركي مقتل أسامة بن لادن، لاحظ بعض المحللين والمراقبين ارتفاعا ملحوظا في نشاط توصيل «البيتزا» ليلا إلى مقرات العمل الحكومية الحساسة في منطقة لانغلي، وتحديدا مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقبل غزو الكويت، وتحديدا في 1 أغسطس 1990، سجلت طلبات من الوكالة المركزية للمخابرات (CIA) ارتفاعا ملحوظا في طلبات البيتزا وصلت الى 21 بيتزا في ليلة واحدة، ثم غزا العراق الكويت في اليوم التالي، ولوحظ مؤخرا تضاعف نشاط توصيل طلبات «البيتزا» في محيط البنتاغون تزامنا مع التوتر الحاصل بين إسرائيل وإيران!

هذا المؤشر وإن بدا بسيطاً وترفيهياً وغير مهم في الحقيقة للوهلة الأولى، إلا أنه مثّل تنبؤاً دقيقاً للحروب المقبلة داخل الغرف المغلقة.

ما يُعرف اليوم بـ «مؤشر البيتزا» هو ببساطة أداة رصد - غير رسمية - للسلوك المصاحب للأحداث الاستثنائية، فعندما يزداد وجود العاملين في مقرات القرار بعد ساعات العمل الرسمية، فهو يُشير إلى حالة طوارئ أو تحضير لحدث كبير لم يُعلن بعد.

الأمر لا يتعلق حرفياً بـ «البيتزا»، بل بفهم الإشارات غير الحركية التي تعكس حجم التحرك داخل المؤسسات بشكل غير اعتيادي، إذ تكشف هذه المؤشرات أن هذه الطلبات تُخفي «حدثاً» قادماً.

ليس الهدف من قراءة هذه المؤشرات هو تضخيم الأحداث الحالية، بل نشر الوعي بأن الأحداث الكبرى لا تقع فجأة، بل تسبقها مقدمات وتحتاج إلى ملاحظة دقيقة للتنبؤ بالقادم منها.

بالقلم الأحمر: نسأل الله أن يبعد عنا الحروب وأن يجعل هذا البلد آمناً.

back to top