صعود حاد لأسعار النفط مع تبادل إسرائيل وإيران الغارات الجوية

• البرميل الكويتي يرتفع 3.98 دولارات ليبلغ 73.19

نشر في 14-06-2025 | 10:29
آخر تحديث 14-06-2025 | 18:45
حقل نفط
حقل نفط

ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 3.98 دولارات ليبلغ 73.19 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة مقابل 69.21 دولاراً للبرميل في تداولات الخميس وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وفي الأسواق العالمية، قفزت أسعار النفط 7 في المئة عند التسوية مساء الجمعة بعد تبادل إسرائيل وإيران ضربات جوية، مما أجج مخاوف المستثمرين من أن يعطل القتال صادرات النفط من الشرق الأوسط على نطاق واسع.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 4.87 دولارات، أو 7.02 في المئة، إلى 74.23 دولار للبرميل بعد أن قفزت أكثر من 13 في المئة لتسجل مستوى مرتفعا خلال جلسة عند 78.5 دولاراً للبرميل، وهو الأعلى منذ 27 يناير.

وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.94 دولارات، أو 7.62 في المئة، إلى 72.98 دولاراً، وقفز خلال الجلسة أكثر من 14 في المئة إلى أعلى مستوياته منذ 21 يناير عند 77.62 دولاراً.

ومكاسب الجمعة هي أكبر تحركات يومية لكلا الخامين منذ عام 2022 بعد أن تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة.

«الطاقة الدولية»: لدينا احتياطي 1.2 مليار برميل من النفط للطوارئ

وقالت إسرائيل إنها استهدفت منشآت نووية إيرانية ومصانع صواريخ بالستية وقادة عسكريين الجمعة في بداية ما حذرت من أنها ستكون عملية طويلة الأمد لمنع طهران من صنع سلاح نووي، في حين توعدت إيران برد قاس.

وذكرت تقارير إعلامية عديدة بعد وقت قصير من انتهاء التداول في جلسة اليوم، أن صواريخ إيرانية أصابت مباني في تل أبيب بإسرائيل. وسُمع دوي انفجارات في جنوب إسرائيل.

وحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران على التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، لوضع حد «للهجمات المقبلة» التي جرى التخطيط لها بالفعل.

وقالت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط إن منشآت التكرير والتخزين لم تتضرر ومستمرة في العمل.

وتنتج إيران، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حالياً حوالي 3.3 ملايين برميل يومياً، وتصدّر أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط والوقود.

وقال محللون ومراقبون بأوبك إن الطاقة الفائضة لدى أوبك وحلفائها لضخ مزيد من النفط لتعويض أي انقطاع تعادل تقريبا إنتاج إيران.

وأذكت أحدث التطورات مخاوف إزاء حدوث اضطرابات في مضيق هرمز، وهو ممر حيوي للشحن البحري.

وقال رابو بنك في مذكرة بشأن المضيق «السعودية والكويت والعراق وإيران محصورون بالكامل في ممر واحد صغير للصادرات».

ويمر نحو خمس إجمالي استهلاك النفط في العالم عبر مضيق هرمز، أي قرابة 18 إلى 19 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود.

وقال بن هوف رئيس أبحاث السلع الأولية في بنك سوسيتيه جنرال «تجنب التحرك الإسرائيلي حتى الآن البنية التحتية الإيرانية للطاقة، بما في ذلك جزيرة خرج، المحطة المسؤولة عما يقدر بنحو 90 في المئة من صادرات النفط الخام الإيرانية».

وقال محللون إن إيران قد تدفع ثمنا باهظا لإغلاق مضيق هرمز.

أميركا تراقب

وقال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت الجمعة إنه وفريقه يعملان مع مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لمراقبة الوضع في الشرق الأوسط وأي تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة العالمية.

وذكر رايت على منصة إكس، بعد الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية ورد إيران عليها بالصواريخ، أن سياسة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى زيادة إنتاج النفط والغاز الأميركيين إلى أقصى حد، التي تتضمن أيضاً خفض اللوائح التنظيمية للتلوث، تعزز أمن الطاقة الأميركي.

وقال محللون إن مواقع النفط والغاز في إيران، عضو منظمة أوبك، لم تُستهدف، فيما قال محللون في شركة كلير فيو إنرجي بارتنرز في مذكرة للعملاء «قد ترتفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بنحو 20 سنتا للغالون في الأيام المقبلة خلال موسم ذروة القيادة الصيفية في الولايات المتحدة، مما يوجد ضغوطاً اقتصادية وعراقيل سياسية أمام الرئيس ترامب، الذي ركز في حملته الانتخابية على خفض تكاليف الطاقة».

وقالت شركة كلير فيو إن ارتفاع الأسعار قد يدفع ترامب إلى التركيز على استغلال احتياطيات النفط الاستراتيجية، والسعي إلى زيادة الإمدادات من مجموعة أوبك+، وقد يُعقّد جهود تشديد العقوبات على روسيا، إحدى أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم.

ولم ترد وزارة الطاقة الأميركية بعد على سؤال حول إمكانية استغلال احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، وهو الأكبر في العالم ويضم حالياً 402.1 مليون برميل من النفط الخام.

وقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس على منصة إكس إن نظام أمن النفط التابع للوكالة الذي يشمل احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، يحتوي على أكثر من 1.2 مليار برميل من مخزونات الطوارئ.

وانتقدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) منشور بيرول، قائلة إنه يُثير إنذارات كاذبة و«يُثير شعوراً بالخوف في السوق».

احتياطي الطاقة الدولية

وأبدت وكالة الطاقة الدولية الجمعة استعداداً لاستخدام مخزونات النفط لحالات الطوارئ في حال تعرض السوق لنقص في المعروض في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، مما أثار انتقادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المنافسة التي قالت إن البيان لن يؤدي إلا إلى إثارة المخاوف في السوق.

واشتبكت وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مستهلكي النفط، وأوبك التي تمثل بعض كبار منتجي النفط في العالم، في السنوات القليلة الماضية بشأن مسارات الطلب العالمي على النفط ووتيرة التحول في مجال الطاقة.

وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إنه على الرغم من وجود معروض وفير في سوق النفط، فإن الوكالة ستكون مستعدة للتحرك إذا لزم الأمر، مضيفا أن الوكالة لديها في منظومتها لأمن النفط 1.2 مليار برميل من النفط في الاحتياطيات الاستراتيجية واحتياطيات الطوارئ.

وانتقد الأمين العام لـ»أوبك» هيثم الغيص تصريح بيرول قائلاً، إنه «يثير إنذارات كاذبة ويثير شعوراً بالخوف في السوق من خلال تكرار الحاجة غير الضرورية لاحتمال استخدام مخزونات الطوارئ النفطية».

وأضاف أنه لا توجد تطورات في آليات العرض أو السوق «تبرر اتخاذ تدابير غير ضرورية».

وكانت أسعار النفط قفزت بشدة بعد أن شنت إسرائيل وابلاً من الهجمات على إيران، قائلة إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ وقتلت مجموعة كبيرة من القادة العسكريين في عملية قد تكون طويلة الأمد لمنع طهران من تصنيع سلاح نووي.

وارتفعت أسعار النفط 7 في المئة، وهو أكبر ارتفاع يومي لها منذ 2022 عندما غزت روسيا أوكرانيا.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها، بالتنسيق مع وكالة الطاقة الدولية، استغلوا مخزونات النفط لحالات الطوارئ آخر مرة في أوائل 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو قرار انتقدته أوبك بشدة حينئذ.

وعلى الرغم من توقف إسرائيل عن استهداف منشآت الطاقة الإيرانية، فإن المتعاملين في السوق يتخوفون من تدهور الوضع، مما قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة في إيران أو الدول المجاورة لها، فضلا عن حصار مضيق هرمز.

وقالت حليمة كروفت المحللة لدى (آر.بي.سي كابيتال ماركتس) في مذكرة عقب الهجوم الإسرائيلي «ارتفع النفط بالفعل... ومن المرجح أن تتوقف نقطة الهبوط النهائية على ما إذا كانت إيران ستعيد إحياء قواعد عام 2019 وتستهدف ناقلات النفط وخطوط الأنابيب ومنشآت الطاقة الرئيسية في أنحاء المنطقة».

back to top