شوشرة: مواجهة الغش ومعالجة الأخلاق

نشر في 13-06-2025
آخر تحديث 12-06-2025 | 17:28
 د. مبارك العبدالهادي موافقة مجلس الوزراء على مشروع مرسوم بقانون بتعديل قانون الجزاء الصادر بالقانون رقم 16 لسنة 1960، والذي يقضي بإضافة مادتين جديدتين برقمَي 259 مكرر و259 مكرر أ إلى قانون الجزاء المُشار إليه، بهدف حماية نزاهة العملية التعليمية في المرحلتين المتوسطة والثانوية منها، ولضمان عدالة التقييم، ومنع أي تلاعب قد يؤثر على مستقبل الطلاب الأكاديمي والمهني والعملي أو الإخلال بنظام الاختبارات، ولمكافحة مظاهر الغش أو التلاعب التي تهدِّد جودة التعليم، حيث نصَّت المادة 259 مكرر على تجريم كل فعل يتضمَّن طباعة أو نشر أو إذاعة أو ترويج أو بيع أو حتى عرض للبيع أو تسريب أسئلة أو إجابات اختبارات التعليم المتوسط أو الثانوي الحكومي أو غير الحكومي بأي وسيلة كانت متى اقترنت هذه الأفعال بقصد الغش أو تسهيله أو الإخلال بنظام الاختبارات أو التأثير في صحتها وسلامتها، حيث قررت معاقبة مَنْ يقوم بأي من هذه الأفعال بالحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن ألف دينار، ولا تزيد على خمسة آلاف، أو بإحدى هاتين العقوبتين. في حين جرَّمت المادة 259 مكرر أ سلوك تعديل الإجابات أو الدرجات الممنوحة للطلبة في اختبارات التعليم دون وجه حق، وقرَّرت معاقبة فاعله بالحبس لمدة لا تزيد على سبع سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف دينار، ولا تزيد على عشرة آلاف، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

يأتي هذا المشروع بمرسوم ضمن الإجراءات التي يتخذها وزير التربية سيد جلال الطبطبائي نحو تصويب كل الجهود لإصلاح المنظومة التعليمية ومعالجة الخلل، بهدف إيجاد مُخرجات طلابية تسير وفق مسطرة القانون، خصوصاً أن المتابع لبعض المُخرجات ما بعد الثانوية يكتشف فجوات لدى بعض الطلبة الذين تتساءل عن كيفية تخرُّجهم وهم لا يحملون معهم المبادئ التعليمية، ولا يفقهون بما تعلموه كما هو مفترض.

اليوم أصبح الوزير الطبطبائي يضع يده على الجرح لعلاجه، واستئصال كل الأورام التي تُسهم في تفشي أي وباء يؤدي إلى الخلل في المنظومة التعليمية، فالإصلاح التعليمي هو طريق يترتب عليه مستقبلاً شباب واعد ينهض بالوطن، خصوصاً أن العام الدراسي القادم سيكون ذا طابع دراسي مختلف إذا انتهت وزارة التربية من المناهج الجديدة التي تواكب التطورات وتخاطب عقول الأجيال الحالية، التي أصبحت أكثر إدراكاً في عالم التكنولوجيا، وما يتبعها من طفرات التطوُّر في مختلف وسائل النمو الاصطناعي وذكائه الذي يفوق بعض العقول البشرية، ويجتازها بسنوات ضوئية.



ونحن الآن نعيش أجواء اختبارات الثانوية العامة، التي نتمنَّى النجاح والتوفيق لطلبتنا عبر اختبارات واقعية تتناسب مع مستويات تعليمهم دون أي مبالغة في الصعوبة أو التبسيط، يجب أن تكون وفقاً لمعايير موادهم الدراسية التي نتمنَّى أن تحقق المُراد، خصوصاً أن هناك طلبة فائقين لديهم قُدرات تفوق المناهج الحالية، وتتجاوز إمكانات بعض المعلمين، الذين يحتاجون إلى إعادة تأهيل في طريقة الشرح وإيصال الرسالة التعليمية ضمن مفهومها الصحيح، حتى تصل المعلومة بوضوح دون تعقيد وتشويش، لأن هناك مَنْ يعلِّمها يحتاج إلى تعلُّمها، فضلاً عن إصلاح السلوك لبعض الطلبة الذين يحتاجون إلى إعادة ضبط سلوكهم وأخلاقهم التي تكشف عن فجوة كبيرة في تربيتهم، الأمر الذي ينعكس على علاقاتهم مع المعلمين وزملائهم.

القادم سيكون الأجمل في ظل تبني الوزير الطبطبائي لملف الإصلاح التعليمي، وتطويره، ومعالجة مثالبه.

آخر السطر:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هُمو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

back to top