نص: صوت الماء
جالسة بهدوء، أُصغي إلى خرير الماء
فإذا بصوت خافت ينطق إليّ
يهمس: هل تعلمين أن كل ما هو حي ينبع منّي؟
أنا الذي أجري حراً في الأنهار
وأرقص فرحاً فوق الحجارة والرمال
أتساقط مدوياً في أعماق السكون
أتلوى في مجرى يبحث عن البحر حيث نلتقي قطرة تلو الأخرى
حتى من الغيوم أتساقط، تتحد الملوحة بالعذب في عناق أبدي
هنا... حيث يلتقي الجديد اليافع بالعتيق المزدهر بالحياة منذ فجر الخليقة
أمامي رحلة لا تنتهي من ساحل إلى ساحل... ذهاباً وإياباً
مداً وجزراً، بأمواج هائجة متلاطمة
أو بتموّج هادئ يلاعب الأصداف
في أعماقي مخلوقات بديعة... من صغائرها إلى عمالقتها
تسبح في دورة الحياة متناسكة حتى جاء الإنسان بجشعه... يريد المزيد والمزيد
متانسياً أن هذه الأرض للجميع
ألا يرى كيف يجرح بيئتي؟
كم من النفايات قذفت عليّ وأخلّت بتوازني الرقيق
فأجد صعوبة في أن أظهر بكل أشكالي... حيث أُنتظر
جبالي تذوب في البحار وعلى اليابسة
مخلوقاتي تنفق وتموت وشعابي المرجانية تبهت وتتلاشى... ألا ترون؟
أنتم بحاجة إليّ
في كؤوسكم وأكوابكم، في حقولكم وبساتينكم، في حماماتكم وحدائقكم،
بدوني... لا حياة تثمر... ولا طعام على موائدكم
ألم تقرأ ذكر الخالق:
«وجعلنا من الماء كل شيء حي»؟ فاحفظوني كما أكرمكم
وأحسنوا إليّ... فبدوني لا دوام لكم
انظروا إليّ برفق فإني أعكس عالمكم كالمرآة
واجلسوا بجانبي واستمعوا إلى هدير الماء