شظايا حرب السودان تصل إلى الحدود مع مصر وليبيا
• حميدتي يسيطر على المثلث الاستراتيجي... وحفتر ينفي دعمه
في تطور ينذر باحتمال تصاعد تداعيات الحرب الأهلية السودانية المتواصلة منذ عامين ونصف العام إقليمياً، مع احتمال وصول شظاياها إلى مصر، التي تكافح من أجل النأي بنفسها عن الاضطرابات التي تعمّ مناطق جوارها، بسطت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي) سيطرتها على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، في وقت أكد الجيش السوداني انسحابه من المنطقة الاستراتيجية اليوم.
وأفادت قوات الدعم، في بيان، بأنها تمكنت من «تحرير منطقة المثلث، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية»، ووصفت الخطوة التي أتت بعد 3 أيام من الاشتباكات والمناوشات بـ «النوعية».
وزعمت أنها استولت على «عشرات المركبات القتالية بعد تقهقر العدو وفراره جنوباً بعد تكبّده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
وأكدت قوات حميدتي أن سيطرتها على المثلث ستكون لها تأثيرات على «عدة محاور قتالية، لا سيما في الصحراء الشمالية». وقالت إنها ستسهم في «مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية».
أتى ذلك بعدما أقر المتحدث باسم الجيش التابع لمجلس السيادة بقيادة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان بأن قواته أخلت منطقة المثلث الحدودية «في إطار ترتيباتها الدفاعية لصدّ العدوان».
واتهم الجيش السوداني «كتيبة السلفية» التابعة للقائد الليبي خليفة حفتر، المسيطر على شرق ليبيا، بتقديم إسناد مباشر لـ «الدعم السريع» في الهجوم على المثلث الحدودي وبالتوغل داخل الأراضي السودانية.
في المقابل، سارعت قوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر إلى نفي الاتهامات السودانية، واصفةً إياها بأنها «محاولة مفضوحة لتصدير الأزمة الداخلية السودانية وخلق عدو خارجي افتراضي».
وأوضحت قيادة القوات التي تتمركز في بنغازي، أن دورية عسكرية تابعة لها تعرّضت للهجوم أثناء قيامها «بواجبها المشروع المكلفة به في تأمين الجانب الليبي من الحدود».
وتقع المنطقة التي سقطت بيد قوات حميدتي شمال مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتُعد من خطوط المواجهة الرئيسية في الحرب بين الجيش السوداني و»الدعم السريع».
وتعزز السيطرة على المثلث الحدودي فرص «الدعم السريع» في التقدم من اتجاه الشمال نحو الفاشر في دارفور بغرب السودان، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في الإقليم التي ما زالت تحت سيطرة الجيش.
وتحاصر «الدعم السريع» الفاشر منذ أكثر من عام، وتهاجمها بكثافة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتمثّل الخطوة الحدودية أحدث ضربة بسلسلة ضربات نوعية تشنّها «الدعم السريع» ضد القوات الحكومية، بعد أن تمكنت الأخيرة من طردها من العاصمة الخرطوم في 26 مارس الماضي.
وفي منتصف مايو الماضي، شنّت قوات حميدتي عدة غارات غير مسبوقة بطائرات مسيّرة على مقر الحكومة المؤقت في بورتسودان ونقاط حساسة، مما زعز صورة المدينة المستقرة منذ اندلاع الحرب.
وبعدها أحرزت «الدعم السريع» تقدماً على حساب قوات الجيش بعدة محاور في ولايات كردفان، التي تضم أكبر حقول النفط السوداني، لتعزز بذلك قبضتها على مناطق الجنوب والغرب، وتعوّض خسارتها الاستراتيجية للخرطوم وتنعش فرص حضورها بمسار تفاوض لإنهاء الحرب التي تسببت في كارثة إنسانية، رغم إصرار الحكومة المعترف بها دولياً على الحسم العسكري.