كندا والمكسيك تحاولان تطويق «رسوم ترامب الجمركية»

نشر في 11-06-2025
آخر تحديث 10-06-2025 | 18:14
 وول ستريت جورنال

في خطوة دبلوماسية غير معتادة، وجّه رئيس الوزراء الكندي مارك كارني دعوة إلى رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم لحضور قمة مجموعة السبع المرتقبة هذا الشهر في كاناناسكيس، ألبرتا. ورغم أن المكسيك حضرت سابقاً كضيف، إلا أن وجودها ليس اعتيادياً في اجتماعات المجموعة.

هذه الدعوة قد تبدو محاولة كندية للتحالف مع المكسيك بهدف تشكيل جبهة موحدة أمام سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالتجارة. خطوة استراتيجية، خصوصاً مع اقتراب موعد مراجعة اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (USMCA) عام 2026، ما يمنح كندا والمكسيك فرصة لتثبيت مواقفهما.

لكن شينباوم لم تؤكد بعد مشاركتها. ربما تخشى أن تُستفز إدارة ترامب أكثر، خاصة بعد أن رد الرئيس الأميركي على حكم قضائي ضده - منع استخدام «قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية» لفرض رسوم جمركية - بزيادة الرسوم على الصلب والألمنيوم إلى 50 في المئة.

رغم ذلك، ثمة من يردد داخل الأوساط السياسية رواية TACO”: *Trump Always Chickens Out* (ترامب يتراجع دائماً)، في إشارة إلى فشل الرئيس الأميركي في الصمود أمام نتائج قراراته الاقتصادية. فمع ارتفاع التكاليف على الشركات والمستهلكين الأميركيين بسبب الرسوم، بدأ الضغط يتصاعد ضد سياساته، ما يضعف موقفه السياسي.

وفي الثالث من يونيو، تحدث السفير الأميركي لدى كندا، بيت هوكسترا، في تورونتو عن تحسّن مرتقب في العلاقات التجارية. بعد أيام، نقلت صحيفة «تورونتو صن» عن مصادر أن اتفاقاً تجارياً وشيكاً مع كندا قيد الإعداد، وهو ما قد يشمل التراجع عن رسوم جمركية على الفولاذ والألمنيوم وكذلك الرسوم البالغة 25% على السيارات ذات المكونات غير الأميركية. في المقابل، من المتوقع أن تقلّص كندا رسومها الانتقامية، لكنها لا تبدو مستعجلة بحسب تصريحات كارني.

أما المكسيك فلم ترد بالتصعيد بعد، لكنها على ما يبدو تخوض مفاوضات منفصلة. وإذا كانت واشنطن تسعى الآن لمخرج من أزمة الرسوم في أميركا الشمالية، فهو ليس بدافع «الكرم السياسي» ولا احتراماً لاتفاق USMCA، بل بسبب الأثر الاقتصادي السلبي المتصاعد.

ووفقا لوزارة التجارة الأميركية، صدّرت كندا إلى الولايات المتحدة ما قيمته 7.8 مليارات دولار من الفولاذ في عام 2024، ما يجعلها أكبر مورّد لأميركا. وفي المقابل، استوردت كندا فولاذاً أميركياً بقيمة 5.36 مليارات دولار. معظم هذه المبادلات تتعلق بمنتجات مثل الصفائح الفولاذية الرقيقة، والتي لا تُنتج محلياً بكميات كافية في أميركا، لكنها تُستخدم بكثافة في الصناعات مثل السيارات والمباني.

وفي مارس وأبريل 2025، دفعت الشركات الأميركية 524 مليون دولار كرسوم على واردات الفولاذ، منها 107 ملايين على الفولاذ الكندي وحده. أما الفولاذ البرازيلي فجاء ثانيا بـ45 مليون دولار فقط.

ورغم أن فرض الرسوم عام 2018 أسفر عن 1000 وظيفة جديدة في صناعة الفولاذ، فقد أدى في المقابل إلى خسارة نحو 75 ألف وظيفة صناعية بحلول منتصف 2019، بحسب دراسة من جامعتي هارفارد وكاليفورنيا.

وحتى نقابة «عمال الفولاذ المتحدة»، التي طالما دعمت الرسوم، أعلنت في أبريل 2025 معارضتها لرسوم ترامب، ووصفتها بـ«الضارة وغير الضرورية»، مؤكدة أنها تضرّ بالعمال في أميركا وكندا على حد سواء.

من هذا المنطلق، ربما يكون من المفيد أن يُقدّم كارني فعلاً طبق «تاكو» في قمة كندا، إشارة ساخرة لحقيقة أن الرئيس الأميركي – وإن بدا حازماً – قد لا يصمد طويلاً أمام ضغط الواقع الاقتصادي والسياسي، داخل أميركا وخارجها.

* ماري أنستاسيا أوغرادي

back to top