العيسى: ثمة تشريعات تعوق تطوير التعليم والإصلاح مسؤولية مشتركة

«واجهنا أفكاراً طائفية وقبلية في المناهج... ومعلمون يرفضون التكنولوجيا!»

نشر في 25-05-2016
آخر تحديث 25-05-2016 | 00:07
العيسى والأنصاري في ندوة «إصلاح التعليم»  (تصوير عوض التعمري)
العيسى والأنصاري في ندوة «إصلاح التعليم» (تصوير عوض التعمري)
قال العيسى إن «التربية» ماضية في إصلاح التعليم رغم المعوقات التي تصطدم بها ومنها السلطة التشريعية التي ترفض بعض الأفكار التي تطرح لهذا الغرض، مشدداً على أن المسؤولية مشتركة ولا تقع على الوزارة وحدها.
أجمع المتحدثون في ندوة "إصلاح التعليم" التي نظمتها كتلة الوحدة الدستورية "كود" مساء أمس الأول على ضرورة إصلاح منظومة التعليم والارتقاء بمخرجاتها، لافتين إلى أن المسؤولية مشتركة ولا تقع على وزارة التربية وحدها، منوهين إلى أن ترتيب دولة الكويت الذي يأتي دائما في مؤخرة قائمة الدول بالنسبة للتعليم يحتم على الجميع العمل والتعاون من أجل النهوض بهذه المنظومة وتحقيق التطوير المنشود للتعليم في ظل الوفرة المالية والكوادر البشرية.

بداية، تحدث وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى قائلا: "هناك العديد من التحديات التي تواجه التعليم في الكويت، منها التحديات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية"، مبيناً أن الناس دائماً ما يعتقدون أن تحسين مستوى التعليم مرتكز على وزارة التربية فقط، إلا أن الواقع يؤكد لنا أن العملية التعليمية مسألة مشتركة ما بين وزارة التربية والمدرسة وأولياء الأمور والمجتمع كله.

تغيير السياسات

وأضاف العيسى: "لا نبرئ النظام التعليمي، فنحن كصناع قرار يجب أن نواجه التحديات التي تواجه التعليم بالتعاون مع الحكومة والمشرعين والمجتمع"، لافتاً إلى أن الوزارة في بعض الأحيان تضع سياسة معينة تحاول من خلال النهوض بالتعليم، لكنها تكون غير متفقة مع المجلس التشريعي، فنضطر أن نغيرها.

وأشار إلى أنه قبل أن يتسلم الوزارة كان يوجد فيها نهج طائفي وقبلي، ونهج يدعو إلى العنف، وقد كان هذا النهج موجودا في المناهج، وحاولنا إزالة كل ذلك، لكننا لا نستطيع أن نسيطر على المعلم سواء في قاعة الدرس أو خارجها، وفي المخيمات الكشفية أو برامج التدريب، وقد كان على وزارة التربية أن تراقب كل هذه المواقع لعدم إبراز الطائفية والقبلية.

وزاد: "وقبل استلامنا للوزارة كان معظم المعلمين غير مدربين على استخدام التقنية الحديثة في توصيل المعلومة، وقد اتفقنا مع شركة مايكروسوفت لتدريب المدرسين لتوصيل المعلومة عن طريق التابلت، لكننا وجدنا أن بعض المدرسين ضد هذه الفكرة بسبب تعودهم على الطريقة التقليدية في التعليم، هناك أناس صعب عليهم التغيير لأن التغيير يحتاج إلى الكثير من الجهد لمواكبة التطور، إلى درجة أن بعضهم لا يريد استلام التابلت".

ولفت العيسى إلى وجود تشريعات تعوق التطوير في التعليم، مبيناً أنه اليوم (أمس الأول) في مجلس الوزراء قد وافقنا على مشروع الجامعات الحكومية، وقد كان من أحد بنود هذا المشروع هو فصل جامعة الكويت عن جامعة الشدادية، لكن مع الأسف وجدنا أن بعض القياديين في الدولة غير مقتنعين بهذا الفصل، وبين العيسى أن الطاقة الاستيعابية لجامعة الكويت تستطيع أن تغطي 25 ألف طالب بينما ما هو موجود الآن فوق هذه الطاقة الاستيعابية حيث يبلغ عدد الطلبة في الجامعة اليوم ما يقارب 38 ألفا، وبالتالي لا يمكننا أن نحسن مستوى التعليم، مادام هناك تكدس في كليات كثيرة خصوصاً في كليتي التربية والشريعة.

مطبخ المعلمين

وذكر أن مطبخ المعلمين (كلية التربية في جامعة الكويت وكلية التربية الأساسية في التطبيقي) يفترض أن يكون في كلتا الكليتين النخبة من الطلاب لتعليم أولادنا، لكن ما يحصل أن الكليات العلمية الأخرى تختار ما تحتاج إليه من الطلبة والبقية يتكدسون في التربية والشريعة والكليات الأخرى، مبيناً أن ما يقارب النصف من مجموع من يذهب إلى كلية التربية ليست لديهم الرغبة في التدريس.

وأكد أن أغلب من يدخلون كلية التربية يتجهون إلى التخصصات السهلة كالاجتماعيات ورياض الأطفال والاقتصاد المنزلي، وهذه التخصصات لدينا تشبع فيها، في المقابل لدينا نقص في تخصصات الرياضيات والعلوم (الفيزياء)، وهذا يضطرنا إلى أن نستقطب معلمين من خارج الكويت، مبيناً أن هناك تكدسا إداريا في إدارات وزارة التربية بسبب بعض المدرسين الذين تحولوا إلى هذه الإدارات نتيجة لتقريرهم الضعيف في التدريس.

وتابع: لقد عملنا اتفاقية مع البنك الدولي لمدة 5 سنوات، ومضى على هذه الاتفاقية عامان حتى الآن، وقد غيرنا المناهج، وحالياً سنتفق مع إحدى المؤسسات الناشرة لتضع المنهج الذي وضعنا فيه الكفاءات المطلوبة، وأيضاً المعايير التي تتضمن تحسين البيئة المدرسية، إضافة إلى تدريب المدرسين وإعطائهم رخصة من خلال تقديم امتحان سنوي لهم.

وأضاف: كما نسعى إلى وضع السياسات التعليمية التي تشتمل التخطيط للبرامج والأنشطة، وما يتعلق بالموارد المالية وتحسين البيئة المدرسية، مبيناً أنه من المفترض أن نتلمس نتائج هذه الخطة الخمسية خلال 12 سنة قادمة حتى نستشعر التغيير الشامل.

الغش في الامتحانات

وحول ظاهرة الغش المنتشرة في الامتحانات، أكد العيسى أن هناك تطورا تكنولوجيا في استخذام وسائل الغش التي نكتشفها في كل عام، وقد كانت آخر تقليعة أن وضع أحد الطلبة سماعة صغيرة في فمه وعند دخوله إلى قاعة الامتحان يضعها في أذنه، وهذه السماعة تتميز بأنها لا يمكن استخراجها إلا بالملقط أو المغناطيس، ويكون معه بطاقة أشبه ببطاقة Credit Card، ومن يخرج من الامتحان مبكراً ينشر الاسئلة، وقد يكون مستقبل الاسئلة من خارج الكويت ليرسل له الإجابة، مؤكداً في الوقت نفسه أن هناك حالات عديدة لا يمكن أن نكتشفها، مشيراً إلى أن الغش يحدث بشكل كبير في مراكز تعليم الكبار، والمدارس الخاصة خصوصاً العربية منها، وهؤلاء مع الأسف بعضهم يعتبر قضية الغش حقا بالنسبة له، فمن الممكن أن يتجادل مع المراقب ويقول له هذا حقي، وللأسف استخدام الوسائل الحديثة في الغش ليست متوقفة على المدارس فقط، بل هي موجودة في الجامعة وأصبحت تنافس المرحلة الثانوية.

من جهته، قال المستشار الثقافي السابق في القاهرة الأستاذ في كلية التربية الأساسية د. عيسى الأنصاري: مرّ على تاريخ وزارة التربية تميز قيادي، وتميز وزراء من داخل وخارج الجسم التربوي وطرحوا ما لديهم بإبداع، كم من القيادات المستمرة والمتميزة وحرص من الدولة، مع الحضور اللافت للنظر في مسابقات على مستوى الخليج والوطن العربي نجد أن المدرس والإداري والمشروع الكويتي يحصلون على جوائز متميزة، ورغم ذلك فنحن في المرتبة الأخيرة على مستوى الخليج.

«التربية»: اختبار «العربية» واضح وبعيد عن الغموض

أكد الموجه الفني العام للغة العربية صلاح دبشة، أن وزارة التربية تواصل جهودها، بمختلف قطاعاتها، لتوفير الأجواء التربوية المناسبة لأداء الطلبة اختباراتهم بسهولة ويسر. وقال دبشة في تصريح صحافي، أمس، إن توجيهات قطاع التعليم العام، ممثلة بالوكيل المساعد للتعليم العام، كانت واضحة، بضرورة أن تكون الأسئلة مباشرة، وبعيدة عن الغموض، والاتجاه فيها إلى قياس ما اكتسبه الطالب من مهارات في الفترتين الثالثة والرابعة، مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، وتوافر الشروط والأسس الفنية للامتحانات، والمأمول أن تشهد النتائج في هذا العام ارتفاعاً في نسب النجاح.

وأضاف أن التنسيق متواصل بين التوجيه الفني للغة العربية والكنترول والموجه العام ولجنة وضع الامتحانات، التي ستكون حاضرة في الكنترول يوميا، قبل بدء الامتحان، وعلى امتداد ساعاته، إلى ما بعد انتهاء الوقت المحدد للرد على جميع الاستفسارات والأسئلة الصادرة عن مراكز ولجان الامتحانات.

من جانبها، دعت الباحثة النفسية بإدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية لطيفة الهدهود، أولياء الأمور إلى توفير بيئة دراسية متكاملة لأبنائهم الطلاب خلال فترة الاختبارات، ومساعدتهم على إدارة الوقت وتنظيم المهام ومشاركتهم في المذاكرة، من خلال المحادثة والحوار الإيجابي حول المذاكرة والاختبارات، لافتة إلى ضرورة ملاحظة علامات التوتر التي قد تظهر على الأبناء، وتوفير الإرشادات والنصائح الإيجابية لهم.

مجلس الوزراء وافق على «الجامعات الحكومية» وفصل «الشدادية» وللأسف هناك قياديون يرفضونه
back to top