حارب السخرية المؤذية

نشر في 26-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 26-04-2016 | 00:01
No Image Caption
حين يرسل إليك أحد قليلاً من السلبية لتعوق طريقك، قد تشعر بالرضا إن عكستها عليه. لا بدّ من أنه سيشعر بالسوء إن أفسد مخططاتك، أليس كذلك؟ ماذا عنك؟ كيف تتصرّف؟
يسألك أحدهم بغضب: «تقريرك ليس جاهزاً بعد؟ هل هذا أمر معقول؟». فتجيب: «كلا، ليس جاهزاً. ربما لأنني أعمل أكثر منك بأضعاف!». إجابة رائعة!

ولكن ماذا يحصل حين تبدأ السلبية بالهيمنة على الأجواء؟ تتلاشى الطاقة. في نهاية المطاف، تريد أن تشعر بأنك استفدت من حياتك إلى أقصى الحدود، بأنك عشت كل لحظة واستمتعت بتجارب جميلة. لا تريد انتظار انتهاء هذه اللحظة لتبدأ غيرها وتمرّر الوقت من دون جدوى وتنتقل من حالة توتّر إلى أخرى.

التوتّر يقتل، أما التفاؤل فهو منقذ الحياة. هل تعلم أن المتفائلين يشفون من الجراحات خلال مدة أقصر مقارنة بغيرهم، ويتعايشون مع المرض بطريقة أفضل، مثل السرطان والسيدا وأمراض القلب؟ للإيجابية فوائدها، ولكن هل يمكن الحفاظ على الرؤية الإيجابية في عالم سلبي؟

طبعاً. مثلاً، الأشخاص الذين يمارسون التأمل ويوفّرون طاقتهم من خلال وصل أنفسهم بطاقة تحافظ على الأرض كلّ يوم، يتخيّلون أن أجسامهم تتجذّر في التربة، فيعتبرون أنفسهم بمثابة صخرة قوية جداً- الصخرة الثالثة من الشمس.

إن أردت أن تزرع نفسك في الأرض:

1. اقطع الروابط كافة التي تصلك بمهامك اليومية وهمومك والتكنولوجيا.

2. اجلس كما ترتاح في مكان هادئ، وأغمض عينيك لتركّز على تنفّسك.

3. اجمع تركيزك كلّه على نفسك وركّز في الشهيق البطيء والزفير. عند الشهيق، تتم عملية الشفاء إذ تتنشّق الطاقة المنعشة. أما عند الزفير، فتخرج من جسمك الطاقة السوداء المعقّدة.

4. اشعر بالمقعد الذي تجلس عليه (أو بظهرك إن كنت ممدداً). تخيّل الروابط التي تصل جسمك بالكرسي، وتلك التي تصل الكرسي بالأرض، وأيضاً الروابط التي تصل الأرض بالتربة في الأعماق. تماماً كما جذور الشجرة، القاعدة قويّة وموثوقة.

5. ابعث الطاقة السلبية وغير المرغوبة إلى الأرض وخذ منها الطاقة الجيدة والإيجابيّة.

بهذه الطريقة تستخرج طاقة أفضل من الأرض. حاول أن تبقى في هذا المكان الدافئ والسعيد. حين يدخل أحد مساحتك الخاصة ويحضر معه السلبية، لا تتمسّك بها ثم تعكسها عليه. سواءً كان وقحاً أو ساخراً أو قاتماً أو معادياً، اجعل هذه السلبية تجتاز جسدك وتنتقل إلى الأرض مباشرةً. كما لو كنت تتخلّص من القمامة، {لقد تخلّصت من الأوساخ}.

حين تفعل ذلك تكون قد نظّفت الجو. تنزع السلبية من بيئتك وتجرّد عدوّك من السلاح. أليس تجريد الشخص المتشائم من سلاحه أفضل من تزويده بذخيرة سلبية جديدة ليحارب بها؟ بمعنى آخر: لا تكن مرافقاً للبؤس.

السخرية أمر جميل، فتساعد على التعبير عن سخافة الحياة وإيجاد الفكاهة والفرح في أيامنا. ولكن ربما يجب أن نمتنع عنها حين يصبح الأمر متعلقاً بالسخرية من أشخاص آخرين. فأنت تستحق أن تعيش حياة جميلة وسعيدة، خالية من الكراهية والازدراء.

back to top