الليفتينغ... فوائده النفسيّة

نشر في 27-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 27-02-2016 | 00:00
No Image Caption
 ما الذي نسعى إلى تغييره عندما نلجأ إلى الجراحة التجميلية؟ الهدف الرئيس من تبديل المظهر الخارجي هو صورة الجسد وصورة الذات لا بل هذا الشعور بالانتماء إلى الذات.

غالباً ما نحاول تصحيح عيب جسدي يسبَب لنا الحرج أو يثير السخرية. أنف طويل أو ذقن مربع الشكل أو أذنان نافرتان. في هذه الحالات، تغدو الحياة أجمل فالجراحة التجميلية تضفي رونقاً على الإطلالة. باختصار حسناً تفعل. ماذا يحصل في المقابل، عندما يخبئ الإقبال على الجراحة استياءً أعمق بكثير من الحالات تلك، أو جرحاً أو هشاشةً. كالوقت الذي يمضي مصعبّاً على البعض تقبّل عمره. هل ينبغي على الجرّاح أن يتدخّل في هذه الحالة أيضاً؟ وكيف لنا أن نعلم ذلك قبل الجراحة؟  

ظاهرة اجتماعية

يُقبل المراهقون والبالغون (نساء ورجال) بأعداد متصاعدة، على الجراحات التجميلية لتغيير مظهرهم الخارجي. يسعى الناس من الآن فصاعداً أن يصبحوا نسخة أفضل عن أنفسهم، بدءاً بالليفتينغ وشفط دهون البطن مروراً بجراحة تكبير الثديين. لا يتكاسل الاختصاصيون أمام هذا الإقبال المتزايد على الجراحات التجميلية. ولكن بالنسبة للبعض، قد يصبح السعي وراء الصبا والجمال أمراً خطيراً عندما يتحوّل إلى هوس ينتج عنه فقدان الهوية. من هنا أهميّة خيار الطبيب، فيتعيّن عليه أيضاً الموافقة على الطلب الذي يتقدّم به المريض والتأكَد من استقراره النفسي. لذا في عالم الجراحة التجميلية، تكون العلاقة التي تربط المريض بالطبيب أساسيّة. فالإستشارة الأولى تساعد الطبيب على تقييم الوضع وتقدير ما إذا كانت الأمنيات قابلة للتحقيق. من جهته، يدرك المريض مدى جديّة ومصداقيّة الطبيب، ومؤهلاته ونوعية المعلومات التي يقدّمها له، من دون أن ننسى البوح الصادق والصريح بالمخاطر المتأتّية عن هذه الجراحة.

شدّ الجلد... حوافز المرضى

• لإرضاء الذات: حوالي 69% من النساء قد أقبلن أو سيقبلن على جراحة تجميلية.

• لوضع حدّ لعيب جسدي: 34%

• لإرضاء الشريك: 21%

• للحفاظ على الصبا: 15%

• للشعور بالإرتياح في الوسط المهني: 11%

• للظهور في سنّ الشباب في المجتمع: 10%

شدّ الجلد... هو الأساس

يستدعي الليفتينغ جراحة تجميلية لا محال. تطوّرت التقنيّات بشكل ملحوظ، فلم تعد هذه الجراحة تترك آثاراً ولا ينتج عنها أيّ تشوه في الوجه. يهدف الليفتينغ إلى ترميم البشرة وتقوية عضلات الوجه المرتخية. تظهر ملامح التقدّم في السنّ خصوصاً على الوجه: تجاعيد الجبين، الوجنتان المتدلّيتان، {تجاعيد الحزن}، تجاعيد ما  بين الحاجبين، الأجفان المرتخية، الذقن المزدوج. يشكّل هذا الإرتخاء الجلدي-العضلي العنصر المباشر لجراحة شدّ الجلد. عموماً، تعتبر سنّ الخمسين متوسط العمر لإجراء هذه الجراحة. تتوافر أنواع عدّة للليفتينغ:

ليفتينغ الوجنتين والعنق

يجرى عموماً للوجنتين المتدليتين وعضلات العنق المرتخية المسؤولة عن تجاعيد العنق العمودية. قبل الجراحة، يخضع المريض للتخدير الموضعي أو العمومي حسب رغبته. تدوم الجراحة ساعتين وتتطلّب ملازمة المريض المستشفى يومين إلى أربعة أيام. تسمح تقنيّات جديدة بالحصول على نتائج طويلة الأمد، وتساهم هذه الجراحة بتقوية العضلات العميقة محقّقة بذلك ليفتينغ عضلي فاعل.

ليفتينغ الجبين

يضفي على الوجه طابعاً مشرقاً جديداً ويلطّف قساوة التجاعيد التي تظهر بين الحاجبين بشكل عمودي وكذلك التجاعيد الأفقيّة التي ترتسم على الجبين. تُجرى هذه الجراحة عموماً في سنّ أبكر من ليفتنغ الوجنتين والعنق (حوالي 35 أو 40 عاماً) ما إن تظهر بعد التجاعيد على الجبين. يخضع المريض قبل الجراحة لتخدير موضعي عميق أو عمومي حسب رغبته. تدوم الجراحة ساعة وتستدعي ملازمة المريض المستشفى 24 ساعة. تختبئ الندبة تحت الشعر وسريعاً ما تختفي الوذمات والكدمات. تدوم نتائج الليفتينغ هذا 7 إلى 8 سنوات.

ليفتينغ الفص الصدغي

تُجرى هذه الجراحة للتخلّص من تجاعيد أرجل الغراب أيّ التجاعيد المرتسمة حول العيون، خصوصاً حول الزاوية الخارجية للعين وعلى مستوى الوجنتين. يخضع المريض لتخدير موضعي عميق أو عمومي قبل بدء الجراحة التي تدوم ساعة وتستبقي المريض في المستشفى 24 ساعة. يتم الشقّ على مستوى شعر الصدغ أو على مستوى فروة الرأس في حال كان الصدغ عارياً. بعدها تقشّر البشرة وترمّم وتخيّط  بعد استئصال الفائض الجلدي. توضع ضمادة ضاغطة لـ 24 ساعة لتُستبدل بعد ذلك بضمادة عاديّة. تُزال الغرز الجراحية بعد الجراحة بعشرة أيّام أو 15 يوماً.

الليفتينغ ... ليس عديم الجدوى

الجراحة التجميلية ليست جراحة عديمة الجدوى أو بسيطة سواءً على المستوى الجسدي أو النفسي. يعتمد كل شيء، إذا جاز القول، على نوع الجراحة والنتيجة المرجوة عقبها. ولكن غالباً ما تكون فجوة كبيرة بين الآمال التي يعلّقها المريض وما أمكن تحقيقه خلال الجراحة. إذاً يأخذ الطبيب على عاتقه مسؤولية الحوار المسبق مع المريض ويدعّمه بالصور والرسومات التي تسمح لهذا الاخير أن يرى النتيجة المتوقعة.

    حوارٌ ضروريٌ جداً بالنسبة إلى المريض. سواءَ كان التغيير على مستوى الأجفان أو الأنف أو الوجه أو حتى الثديين، غالباً ما يشعر المريض بالقلق، فيخاف ألّا يتمكّن من التعرّف إلى نفسه مجدداً أو أن يصعب على الآخرين التعرّف إليه جيداً. في حال الليفتينغ، يكون الوجه بأكمله محور الجراحة، أيّ هوية المريض بحدّ ذاتها.

مخاطرها النفسيّة

    مع أنّ جراحة الوجه التجميلية (أو بعبارات أخري هذا التطوّر العلمي الضخم) قد تمكّنت من تغيير وتحسين حياة البعض، ألّا أنّها قد تتحوّل إلى مصيبة في حالات محدّدة.  فلهذه العملية قدرة مؤسفة على تحويل الحلم إلى كابوس. الجراحة التجميلية، ككلّ الجراحات الأخرى، تحمل في طيّاتها بصورة فعلية الكثير من المخاطر. ألّا أنّ هذه الأخيرة قد قُيّمت وأُفصح عنها للمريض قبل الجراحة. في أغلبية هذه الجراحات، يكون معدّل الفائدة أعلى من معدّل الخطر (باسثناء الجراحة الترميمية وجراحة شفط دهون البطن، ففي هاتين الحالتين يتساوى معدّلا الفائدة والخطر).

يبرز الخطر النفسي الرئيس عقب عملية الجراحة التجميلية. فإذا كان المريض راضياً عن الجراحة الأولى، سيرغب في الإقبال على التالية كي يشعر بالرضى أكثر فأكثر. وهكذا دواليك، حتى تتغيّر ملامحه تماماً. فننتقل من شخص معيّن إلى جراحات تجميلية متراكمة الواحدة تلو الأخرى، لنقع في نهاية الأمر على شخص آخر مختلف اختلافاً كبيراً. إلّا أنّ الوجه هو عنصر لا مفرّ منه لهوية الفرد. لهذا السبب لا ينبغي الإفراط في هذه الجراحات حتى لو كنّا مقتنعين أنّ النتيجة ستكون أفضل، لأنّه في النهاية ليس هناك أفضل من «الأفضل».

تركّز فرانسواز ميلي بارتولي في كتابها «الجمال المنحوت»  (la beauté sur mesure) على النواحي النفسية للجراحة التجميلية وعلى المخاطر النفسيّة التي تطرأ ما إن نقرّر تعديل مظهرنا الخارجي. يكمن الخطر الأساسي في تفاقم أزمةٍ موجودة مسبقاً قبل الجراحة. فإذا كانت الرغبة، في التمتّع أخيراً بأنفٍ مستقيم لا عيب فيه، ما هي إلّا تجلٍّ لاكتئاب دفين، لن تحسّن الجراحة التجميلية الوضع بل قد تزيده سوءاً. فينظر المريض إلى نفسة نظرةً مربكة. وقد يحدث ألّا يتمكّن المرضى من التعرّف إلى شكلهم الجديد، حتى بعد تغيير بسيط. لذا يكمن الخطر في الإقبال باستمرار على الجراحة وذلك لأنّ وجههم {الأساسي} قد اختفى.

علاوةً على ذلك، أظهرت دراسات احصائية أنّ معدّل الموت عقب محاولة الإنتحار أعلى بنسبة ٥٥٪ عند النساء اللواتي خضعن لجراحة تجميلية في وجههن.  إنّه رقم هائل، ولا ينفك يتزايد. تظهر النساء اللواتي يُقدمن على الجراحة التجميلية  ضعفاً نفسيّاً، فهنّ يرفضن جزءاً لا يرضيهنّ من جسمهنّ أو أجزاء عدّة منه. لهذا السبب لا بدّ من تعزيز فكرة خضوع النساء، اللواتي يطمحن إلى الإقبال على جراحة تجميلية، إلى فحص على الصعيد النفسي قبل الجراحة. ممّا يسمح بتحليل مدى تقدير الذات أو مستوى الثقة بالنفس مثلاً.

تحليل رغبة المريض جيّداً

في المحادثات التي تدور بين الطبيب والمريض، يشير بعض الكلمات إلى هذا النوع من الغموض المتعلّق برغبة مبهمة وحائرة. «بعدما قطعت علاقتي بحبيبي السابق، انهرت تماماً. قبيحة، بشعة: كلمات مازالت مطبوعة في ذهني. استشرت طبيباً. أردت أن أغيّر شكل ثديي وأن أخضع لليفتينغ». استجاب الطبيب لهذا الطلب. أدلت المريضة بشهادتها بعد وقت قصير قائلة: «أنا منهارة، سأنفجر، أشعر أنّني وحيدة وبلا قيمة».

يعود الأطبّاء في حالات الصعوبة تلك إلى العيادة ويحبثون عن إجابات في الحوار الذي أجرونه مع المريض. لا بدّ إذاً من تحليل هذا الخطاب بهدف اكتشاف الآمال الحقيقية التي كان يعلّقها على الجراحة. من المهّم أن يسأل المرء نفسه قبل الإقبال على أيّ جراحة تجميلية إذا ما كانت رغبته في ذلك نفسية في الأساس. من المهم أيضاً أن يتمكّن الطبيب من تحديد التصوّرات اللاوعية التي تختبئ وراء الرغبة هذه.

تؤدّي صورة الجسد دوراً أساسياً في اتخاذ قرار الخضوع للتجميل. فقد أثبتت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يسعون إلى الجراحة يبدون استياءً مفرطاً تجاه جسدهم. وقد تبلغ قلّة من الناس، التي تريد الخضوع لجراحة، معدّلات قصوى من هذا الاستياء الذي يؤدي أحياناً إلى تشوّه الجسد.

لا يملك الجسم الطبّي القدرة على بلوغ {الصورة المثالية} التي يتوق إليها المريض  وإرضائه تماماً، إنّما الطبيب هو المستشار، وتقع مسؤوليته في الإجابة صدقاً على الأسئلة التي قد يطرحها المريض.

لاستبعاد المرضى الذين يتوهّمون إيجاد العلاج لدى جرّاح التجميل فيما هم بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي، يلجأ الجرّاح إلى استخدام حسّه السيكولوجي. كثر هم الأطبّاء الذين يتغاضون عن هذه الحالات، إلّا أنّ البعض منهم يبرهن عن ذكاء ويستبعد المريض بطريقة لطيفة. لا يستطيع الطبيب الجرّاح، في أيّ حالة، أن يساعد المريض الذي يرغب أن يصبح شخصاً آخراً. وفي الحالات القصوى، عليه أن يرفض الطلب وينصح باستشارة الطبيب النفسي.

الفوائد النفسية أو الجسدية أو العاطفية

لليفتينغ فوائد نراها بالعين المجردّة. غير أنّه إلى جانب هذه الفوائد، أثر نفسي وعاطفي. تدرك النساء بعد نجاح الجراحة التي خضعن لها أنّ ملامح وجههن باتت شابّة وأكثر تناغماً وتناسقاً. فأمسين يرينه بصورة جديدة، ممّا يؤثّر بشكل كبير علي حياتهن العاطفية.

فلنتذكّر أنّ حياتنا العاطفية تعتمد على نظرتنا إلى جسدنا. مع هذه الصورة الجديدة، ستشعر النساء بالارتياح ويستعدن الثقة بالنفس. كما سيشهدن تطوّراً ملحوظاً في العلاقة مع الآخرين. فالجراحة التجميلية غيّرت نظرة المجتمع إليهن، الأمر الذي سيزيد حبّهن للحياة. تؤثر هذه المجموعة من الفوائد النفسية والجسدية والعاطفية على شخصية المرأة التي ستتمكّن من فرض نفسها في بيئتها ومحيطها.

تؤدّي جراحة الوجه التجميلية إلى محاذير خطرة نوعاً ما، غير أنّها قد تقلب من جهة أخرى حياة المرء رأساً على عقب. فتسمح من يعاني مشاكل وأزمات معقّدة أن يجد الطمأنينة ويثق بنفسه. ففي هذا الاتجاه، تكون الجراحة قد حقّقت منفعة كبيرة للمريض.

النساء والجراحة التجميلية

• جراحة تقويم الأنف: ١٨٪

• إعادة قولبة البطن: ١٥٪

• حقن التجاعيد: ١١٪

• ليفتينغ: ٩٪

• تكبير أو تحجيم الثديين: ٩٪

• شفط الدهون: ٥٪

• رفع الأجفان: ٥٪

• تمليس التجاعيد: ٤٪

هل يشعرن بالرضى؟

٧٩٪ هو معدّل الرضى التي تشعر به النساء اللواتي يُقدمن على الجراحة التجميلية.

ليفتينغ... عندما تصبح الحياة مهدّدة

أكّدت دراسات أجريت في كلّ من الولايات المتحدّة وكندا أنّ معدّل انتحار النساء اللواتي يُقبلن على جراحة تكبير الثدي أعلى بـ 73% من معدّل الإنتحار عند الشعوب عموماً. لا يرتبط هذا الإنتحار مباشرةً بجراحات الترميم، إنّما بالحالة النفسية للمرضى الذين يظهرون هشاشةً على الصعيد السيكولوجي.

إذا ما عالجنا المشاكل النفسية أوّلاً، قد يتبيّن لنا أنّ هؤلاء النساء لم يعدن يرغبن في الخضوع لجراحة تكبير الثدي. لا يوافق بعضهنّ على نظرية الهشاشة تلك ويَنسُبن عمليّات الإنتحار إلى مشاكل جراحات الترميم التي تصادفها المرأة بعد جراحة تكبير الثدي (الخضوع لجراحات ممتالية ... إلخ).

ولنأخذ مثال هذه المرأة التي خضعت لـ 14 جراحة لتكبير ثدييها خلال 18 عاماً. هل يقع اللوم على الجراحة؟ كلّا على ما يبدو. فمعدّل انتحار النساء اللواتي خضعن لجراحة تجميلية من نوع آخر أعلى بـ 55% من معدّل الإنتحار عند الشعوب عموماً. ممّا يعني أنّ كافة الجراحات التجميلية معنيّة، ليس حراجة تكبير الثدي فحسب.

أدّت دراسات أخرى أُجريت على مساحات جغرافية أصغر مثل السويد وفنلندا إلى نتائج متشابهة مفادها أنّ النساء اللواتي خضعن لجراحة تكبير الثدي غالباً ما يعانين نقصاً في الثقة بأنفسهن. يفسّر الدكتور بريسون قائلاً: «لا بد

يتزايد اليوم عدد المرضى الذين يعضّون أصابعهم ندماً لإقبالهم على الجراحة التجميلية. وفق البحوث العلمية الدولية، ينتهي 5% من الجراحات بنتيجة سيئة وواضحة تماماً، كالندبات المتضخمّة والأجفان التي ليس بوسعها أن تغمض مجدّداً.ٌ كثرٌ يخيب أملهم ومازالوا غير راضين عن أنفسهم. وفي دراسة أُجريت في ثلاثة مستشفيات في باريس، تبيّن أنّ 20% من أصل 200 شخص خضعوا لجراحة تجميلية غير راضٍ عن النتيجة. إذاً يربح بعض المرضى هذا الرهان فيما يخسره البعض الآخر.

باختصار، ترضي النتيجة عدداً من الأشخاص وتخيّب الآخرين فيندمون على النتائج التي طالما حلموا بها. وخلاصة الأمر أنّه ينبغي على المرضى التعايش مع التغيّرات الجسدية الجديدة سواء كانت على قدر تطلّعاتهم أم لا.

الليفتينغ وعلم النفس

يضطلع علم النفس بدوره ما إن يبدأ الطبيب عمله. إذ يخالج المريض شعوراً بالقلق، خصوصاً في ما يتعلّق بجراحات بالغة التعقيد على غرار الليفتينغ، حتى لو كانت الخطوة التي يُقدم عليها المريض إراديّة، ممّا يريح الجرّاح في طبيعة الحال.

تلاحظ المحللّة النفسيّة كلود هالموس قائلة: «تعود عبارة «الضعف النفسي» إلى حالة طبيعية وحالة مرضية. غير أنّه تخمين خاطئ. في علم التحليل النفسي، نعرّف «الإنتقال إلى الفعل» الفعل الذي نُقدم عليه لأنّنا لم نستطع التعبير عنه.

جوابٌ خاطئ على سؤالٍ صحيح. بالنسبة للبعض، تعتبر استشارة الجرّاح التجميلي بمثابة نوع من «الإنتقال إلى الفعل». فلنفترض أنّني لا أتحمّل حقيقة كوني امرأة وهو شعورٌ يخالجني باللاوعي، أُقبل حينئذٍ على جراحة تحجيم الثديين. في البداية، سيتساءل المحلّل النفسي حول هذه الأنوثة التي لم تعش حقّها».

back to top