كلينتون تهاجم برنامج ساندرز و«تتمترس» خلف أوباما

نشر في 13-02-2016 | 00:02
آخر تحديث 13-02-2016 | 00:02
No Image Caption
حاولت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في المناظرة الديمقراطية التي جرت أمس توجيه انتقادات إلى منافسها بيرني ساندرز بسبب برنامجه الاجتماعي غير القابل للتنفيذ و"المكلف"، كما اجتهدت في إظهار ولائها للرئيس باراك أوباما ربما للفوز بأصوات الأميركيين السود.
بدأت المعركة الانتخابية بين الديمقراطيين تتجه إلى مزيد من السخونة، مع محاولة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الحد من خسائرها في ولاية نيوهامشير، أمام منافسها سناتور فيرمونت الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز.

وفي المناظرة التي نظمتها أمس محطة "بي بي اس" في مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن أمس،  وهي الخامسة للديمقراطيين، والثانية بين كلينتون وساندرز وجها إلى وجه، قدمت كلينتون أداء وصف عموما بالجيد، ما مكنها بحسب الكثير من التعليقات من امتصاص الخسائر التي منيت بها والتي ألقت شكوكاً على قدرتها في استكمال معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وكان واضحاً منذ البداية أنها تركز في خطابها على جمهور ولاية نورث كارولينا، حيث غالبية الناخبين من الاميركيين السود، واستخدمت كل مهاراتها الخطابية في محاولة إقناع هذا الجمهور بصحة اختياره لها.

وعود غير واقعية

وسعت كلينتون إلى التقدم على خصمها واصفة مقترحاته بأنها غير واقعية ومكلفة. وحاولت اتخاذ مسار جديد في الحملة مع توجهها جنوبا وغربا، وشنت هجوما قاسيا على سناتور فيرمونت لا سيما على برنامجه الصحي وطرحه توفير تعليم جامعي مجاني للجميع.

كما عملت على رد انتقادات ساندرز لعلاقاتها المقربة من مركز الأعمال في وول ستريت واستعادة التواصل مع الناخبات، مع التشديد على تجربتها بشكل عام نظرا إلى توليها وزارة الخارجية.

الرعاية الصحية

واصطدم المرشحان بخصوص الرعاية الصحية وتأكيد ساندرز أن خطته لتطبيق نظام الدافع الواحد ستوفر المال على دافعي الضرائب الأميركيين.

وقالت كلينتون: "استنادا إلى كل تحليل صادر من أشخاص متعاطفين مع هدف (هذا الطرح)، فإن الأرقام لا تعززه، وسينتهي الكثيرون في وضع أسوأ مما هم عليه الآن".

كما اعتمدت أسلوب هجوم يستخدمه الجمهوريون فسعت إلى تلطيخ صورة ساندرز بالتأكيد أن خططه ستضاعف على الأرجح حجم الحكومة الفدرالية بنسبة 40 في المئة تقريبا. وقالت: "يترتب علينا واجب خاص بتوضيح ما نؤمن به لذلك أعتقد انه علينا ألا نقطع وعودا لا يمكننا تحقيقها".

ثم اتهمت ساندرز، الذي يقدم نفسه بأنه ديمقراطي اشتراكي، بالسعي الى تفكيك برنامج أوباما البارز للرعاية الصحية لمصلحة خطته (أوباماكير).

لكن ساندرز رد بالقول: "كافحت طوال حياتي لأضمن رعاية صحية مناسبة للجميع".

وتابع "لن نفكك شيئا"، موضحا أن العائلات من الطبقة الوسطى ستدفع ضرائب إضافية بقيمة 500 دولار لتحصل على 10 أضعاف هذا المبلغ عبر تقليص التكاليف الصحية.

وتحاول وزيرة الخارجية السابقة الفوز في الاستحقاقين المقبلين في نيفادا في 20 فبراير الجاري وكارولاينا الجنوبية بعد أسبوع، وهما ولايتان يلعب فيها الناخبون السود واللاتينيون دورا رئيسيا في معركة تعيين المرشح الرئاسي.

ويسعى ساندرز الى البناء على تقدمه المذهل عليها بـ20 نقطة مئوية في نيوهامشير بالتواصل مع الاقليات نظرا الى مواجهته صعوبة في بناء قاعدة دعم صلبة في أوساطهم.

ويترتب على كلينتون محاولة إبطاء زخم ساندرز من دون خسارة الناخبين الشباب وبينهم النساء الذين تجذبهم رسالة "الثورة السياسية" التي ينادي بها.

البراغماتية

وسعت إلى النأي بنفسها عن ساندرز بتقديم نفسها بصورة البراغماتية القادرة على اتمام العمل اللازم في واشنطن، بما فيه معالجة تفاوت الرواتب واصلاح تمويل الحملات وهما نقطتان اساسيتان في حملة سيناتور فريمونت.

كما أنها تبنت إحدى رسائله الشهيرة، ربما لمحاولة جذب الناخبين الشباب. وقالت ان "الوظائف ذات الرواتب الجيدة غير كافية، خصوصا للشباب، نعم، الاقتصاد مبني بحيث يخدم مصالح من في القمة".

أما ساندرز فوجه تصريحه اللاذع الأبرز في المناظرة ردا على عرض كلينتون تكاليف برامجها عندما قال لها "السيدة الوزيرة كلينتون، لم تصلي إلى الابيض بعد".

الأقليات

وسيكون إبعاد السود عن كلينتون إنجازا حيويا لساندرز، لا سيما في كارولاينا الجنوبية حيث شكلوا 55 في المئة من الناخبين الديمقراطيين في 2008 بحسب بيانات استطلاعات الخروج.

في النقاش حول مشاكل الأقليات أكد ساندرز ضرورة اصلاح القضاء الجنائي ووقف المراقبة المشددة للشرطة لاحياء السود. كما سعى الى توسيع التحالف الموالي له.

وقال "نحن نكافح في سبيل كل صوت نجمعه من النساء والرجال والمثليين وغير المثليين والسود واللاتينيين وآسيويي الأصول".

السياسة الخارجية

وحاولت كلينتون اظهار تفوقها في مجال السياسة الخارجية التي استحوذت على حيز اساسي من المناظرة، واستخدمت محطاتها في تقديم نفسها على انها الاكثر وفاء والتزاما بالخط السياسي الذي انتهجه الرئيس باراك اوباما في هذا المجال.

ساندرز ذكر بتصويته ضد حرب العراق وبتصويت كلينتون مع الحرب، معتبرا ذلك خطأ في التقدير، مضيفا أن الخبرة مهمة لكنها لا تعني الحكم الصائب على الأمور، وردت كلينتون بالقول إن تصويتاً جرى في عام 2002 لا يشكل خطة لهزم داعش في 2016، داعية غريمها الى التركيز على المستقبل، وأشارت الى نصيحتها لأوباما بتصفية أسامة بن لادن، لكنه رد بانتقاد كلينتون لأنها دعمت سياسة تغيير النظام في ليبيا التي فتحت الطريق لظهور تنظيم "داعش".

لا توضيحات جديدة  

ساندرز الذي حافظ على خطابه المرتفع وثوريته ورهانه على استقطاب الشباب الى جانبه، كرر تركيزه على قضايا فساد الطبقة السياسية وعدم المساواة بين الاميركيين وعلى ضرورة الزام الاغنياء بتحمل نصيبهم في إعادة بناء الطبقة الوسطى. الا انه لم يقدم تفسيرات جديدة تدعم اقتراحاته الاكثر إثارة للجدل حول كيفية تطبيق وعوده، سواء في الضمان الصحي للجميع أو في جعل التعليم الجامعي مجانيا او في كيفية اقناع مجلسي الشيوخ والنواب الذي يهيمن عليهما الجمهوريون لتمرير تلك المشاريع.

فرانكلين المشترك

وحين سئل ساندرز عن الشخصيتين الأكثر تأثيرا عليه داخل الولايات المتحدة وخارجها، اجاب انه الرئيس فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل.

ومن ناحيتها، قالت كلينتون إنه إضافة الى روزفلت فإن نيلسون مانديلا هو احد اكثر الشخصيات في العالم تأثيرا عليها.

الولاء لأوباما

كلينتون استخدمت قضية ولائها لأوباما لتوجيه رسالة الى الناخبين السود في ولاية ساوث كارولينا. وأبدت استغرابها للنقد الذي وجهه ساندرز الى الرئيس على قيادته وعلاقته بالحلفاء، خصوصاً وصفه الرئيس بأنه ضعيف ومخيب، معتبرة أن هذا النوع من الوصف "أتوقعه من الجمهوريين"، فرد عليها ساندرز وهو يهز رأسه اعتراضاً بالقول: "هذه ضربة دنيئة"، مضيفاً:" لست انا الذي ترشح ضد أوباما في انتخابات الرئاسة".

كيسنجر

المرشح الاشتراكي الديمقراطي لم يتوان أيضاً عن توجيه الانتقاد الى وزير الخارجية الاسبق هنري كيسنجر، المقرب من كلينتون، كاشفاً عن يسارية متجذرة لديه حين انتقد سياسات الأخير من فيتنام الى كمبوديا الى الشرق الاوسط، قائلا إن سياساته كانت الأكثر تدميراً لصورة الولايات المتحدة ومبادئها الديمقراطية المتسامحة.

«وول ستريت»

في المقابل، وفي مجال دفاعها عن علاقتها بوول ستريت، الخاصرة الرخوة التي يسعى ساندرز لاستغلالها في هجومه عليها متهما إياها بالتبعية لسلطة المال، قالت كلينتون ان أوباما كان اكثر المرشحين الديمقراطيين الذين حصلوا على اكبر دعم من تلك الاوساط، ورغم ذلك يسجل له انه اتخذ أشد القوانين والضوابط المقيدة لسلطة المصارف منذ الركود الكبير عام 1929.

غير كافية

واعتبر معلقون كثر أن نجاح كلينتون في المناظرة قد لا يكون كافيا لإعادة تحجيم ساندرز الذي اثبت ان لديه طاقة وشعبية كامنة لدى جمهور غاضب من سياسات واشنطن، فيما أوباما نفسه يخطب في ولايات اميركية عدة متحدثا عن الانقسام الكبير الذي لم تشهده الولايات المتحدة منذ اعتلائه سدة الرئاسة قبل سبع سنوات.

أوباما يستغرب قرار إرجاء خطته المناخية

وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الأول، قرار المحكمة الأميركية العليا، بإرجاء تنفيذ "خطة القوى النظيفة"، للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من محطات القوى، بأنه "غريب"، معبرا عن ثقته بفوز البيت الأبيض في نهاية المطاف.

وقال في تصريحات لمجموعة من الديمقراطيين المانحين في كاليفورنيا، في أول تصريحات علنية له بعد القرار، "نحن على ثقة تامة من أننا في موقف قانوني راسخ الآن".

وفي واشنطن، قالت مديرة الوكالة الأميركية للحماية البيئية لجهات الطاقة الحكومية ومؤسسات الرقابة على البيئة جينا مكارثي، إن القرار "لن يحد من حركتنا".

وكانت المحكمة رفضت الثلاثاء الماضي، لوائح اتحادية لأوباما للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من محطات القوى، وهي المقترحات التي تمثل المرتكز الأساسي لاستراتيجية إدارته بشأن استراتيجيات مكافحة تغير المناخ التي تم الاتفاق بشأنها العام الماضي في باريس.

ورفضت المحكمة، بأغلبية خمسة أصوات من المحافظين مقابل أربعة من الليبراليين، مطالب من 27 ولاية وعدة شركات وجماعات من قطاع الأعمال تتعلق بمقترحات الإدارة الأميركية المسماة "خطة القوى النظيفة"، ما يعني عدم سريان اللوائح، فيما تستمر إجراءات التقاضي بشأن مدى مشروعية اللوائح.

(كاليفورنيا - رويترز)

back to top