شغف النجوم... في الدراما أم السينما؟!

نشر في 13-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 13-02-2016 | 00:01
بين شاشات توصف بالفضية وأخرى تسمى ذهبية، تتنوع وسائل تقديم الفنانين لأعمالهم عبر التلفزيون والسينما، وبين المساحتين تتعدد مستويات الشغف، وقدرات الفنان ومدى حرفيته في إيصال الرسالة إلى أوسع شريحة من الجمهور، واكتساب انتباهه... من هنا يمكن القول إن المحور في نجاح العمل هو تضافر جهود فريق العمل، ذلك أن المشاهد يهمه جوهر العمل الفني لا الوسيلة التي يعرض من خلالها.
“الجريدة” استطلعت آراء النجوم عن أكثر الوسائل شغفاً بالنسبة إليهم.
اختلاف النظرة والتطلعات

فادي عبدالله

عصام الكاظمي

“تختلف  نظرة النجوم تجاه كل من المسرح والتلفزيون والسينما، أتلمس ذلك من خلال علاقتي بكثر منهم”، يلاحظ الفنان عصام الكاظمي، مشيراً إلى أن  لكل من هذه الوسائط حلاوته ومرارته، ويميل كل فنان إلى أحدها حسب رغباته وميوله وما يحققه له على المستويين  النفسي والاجتماعي وكذلك المادي. يضيف: “يرى البعض نفسه من خلال التلفزيون والسينما أكثر من المسرح، فلا يعتلي خشبته إطلاقا، لأسباب أهمها أن التلفزيون يحقق شهرة وانتشاراً،  والقلق من مواجهة الجمهور مباشرة، فيما البعض الآخر يرى نفسه أكثر في المسرح، أنا من هذه الفئة، وأعشق التمثيل المسرحي بشكل أساسي لما فيه من تفاعل حيوي مباشر مع الجمهور، فترى نتيجة تعبك وجهدك أثناء العرض وبعده فوراً”.

يتابع: “في  التمثيل التلفزيوني والسينمائي لا ترى تفاعل الناس إلا بعد عرضه

بفترة قد تطول وقد تقصر، وأكثر هذا التفاعل يكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وليس بشكل مباشر”. الأهم من وجهة نظره أن يقدم ما يشعر أنه دور مثمر وممتع بالنسبة إليه، سواء على المسرح أو الشاشة، “لكن يبقى للمسرح متعة خاصة لا تجدها في أي من الوسائط الأخرى”.

زهرة الخرجي

“أطمح أن أكون نجمة سينمائية عالمية، فهذا الحلم يراودني  منذ كنت طفلة”، تؤكد الفنانة زهرة الخرجي موضحة أنها تسعى إلى تحقيق طموحها  وتنتظر الفرصة والعرض المناسبين. تضيف أنها  تعشق مشاهدة الأفلام الأجنبية، خصوصاً “الأكشن” والخيال العلمي والرعب،  وتتابع الأعمال التي فازت بجوائز أوسكار سواء الحديثة منها أو القديمة، التي تعرض على إحدى قنوات الأفلام. تلاحظ أن الأفلام العربية والغربية تقترب من بعضها البعض في المآسي التي تكاد تكون واحدة، “القضايا الإنسانية تجمعنا”. حول معاييرها للمشاركة في عمل سينمائي، تشير إلى ضرورة  أن يتضمن قصصاً إنسانية، “الحياة الآن عبارة عن حروب نفسية أو اجتماعية، ومن خلال الفن السابع يمكن الانطلاق في آفاق أكبر من خلال موضوع عالمي، الكل يود أن يشاهده، وفعل درامي إضافة إلى المؤثرات”. تلفت إلى أن المنتجين السينمائيين الأجانب يبحثون عن مواصفات معينة، وماذا  يتطلّب الدور من إمكانات في التمثيل، لذا تجد أن الفنان يشكل نفسه ليلائم الدور، “ثمة فنانون عرب وهنود تم استقطابهم في بعض الأفلام السينمائية، والأمر نفسه في المسلسلات الأجنبية، نتمنى أن نرى معهم فناناً كويتياً”. حول تجربتها السينمائية الأولى في فيلم «عدنان”، تتابع: “استمتعت بها مع المخرج عبدالعزيز الحداد، فقد صوّر العمل من دون صوت ثم أدخل الصوت في الأستوديو”. أما تجربتها الثانية فكانت مع المخرج صادق بهبهاني  في فيلم روائي قصير موضوعه إنساني بحت، يلعب على وتر حساس بين الزوج والزوجة، مدته 18 دقيقة، تم تصويره في يومين، وقد عرض في مهرجانات سينمائية. ترى أن الدراما التلفزيونية هي المجال الأكثر إنتاجاً وحضوراً  في المنطقة خصوصاً الكويت، وأن الناس يقصدونها لتصوير أعمالهم، “لذا أعمل للتلفزيون، ولكن عشقي ينقسم بين السينما والمسرح”.

صادق بهبهاني

“أحبّ مهنة الإخراج السينمائي، رغم أن المجال ليس مدعوماً” يشير الممثل والمخرج صادق بهبهاني، لافتاً إلى أن السينما تعلّم أكثر من التلفزيون، وأن الأخير استهلاكي، أما الفيلم الروائي القصير فلا يموت، فهو كالمسرح وأكثر توثيقاً للمراحل الزمنية والتاريخية.

يضيف أن “الصالحية” و”الزولية” أفضل عملين قصيرين قدمهما ولهما أثر بالغ في مشواره،  كلاهما للأديب هيثم بودي، لأنهما الأكثر توثيقا للتراث الكويتي، وقد شارك من خلالهما في “مهرجان دبي السينمائي الدولي” و”مهرجان كان السينمائي الدولي” و”مهرجان قرطاج السينمائي”. على صعيد الأفلام الروائية الطويلة،  يؤكد بهبهاني أنه بصدد خوض غمارها، ويدرس  نصين جاهزين أحدهما للكاتب بدر محارب والآخر له بإشراف محارب، وسيبدأ تصوير أحدهما في مايو المقبل أو بعد عيد الفطر السعيد، بطولة مجموعة من الفنانين الشباب ومشاركة نجوم كبار كضيوف شرف، لافتاً إلى أن الفيلم سيعرض جماهيرياً وسيشارك به في المهرجانات.

يتابع أنه على مستوى المسرح الجماهيري،  يستعدّ للإشراف على عمل مسرحي جديد من تأليف فاطمة العامر، إخراج عبدالعزيز صفر، بطولة حمد العماني ومجموعة من الممثلين.

المساحة الأكبر

بيروت -  ربيع عواد

دارين حمزة

“أمنح الأولوية للسينما، لأنني أفضل  تصوير عمل لا يحتاج تفرّغاً طويلا بدل أن أخسر عروضاً جميلة بسبب استغراق تصوير مسلسل  ستة أشهر”، توضح  دارين حمزة، لافتة إلى أنها تنظر إلى هوية الكاتب والمخرج ومن ثم هوية شركة الإنتاج، بعدها  إلى نوعية الدور، “لأن تنفيذ العمل الجميل على يد شركة إنتاج سيئة ومخرج ضعيف، سيسقطه حتماً”.

حول تميزها في السينما وتفضيل المخرجين والمنتجين لها خصوصاً أن السينما تفضح الجماهيرية والحرفية في الأداء توضح: “بتجرّد، يتم اختياري لأنني متخصصة في السينما والمسرح  ولدي خبرة، بفضل مشاركتي في أفلام إيرانية ولبنانية. وهذا أمر مهم عندما تكون  ثمة مشاركة أوروبية في إنتاج الفيلم، أو يكون معدّا للعرض في مهرجان سينمائي أوروبي، لأنهم يولون أهمية إلى سيرة الممثل وخبرته والتنوع الذي حققه في أعماله، وما إذا كان متخصصاً في السينما ولديه  ثقافة سينمائية ويفهم تقنياتها. وهذه معايير متوافرة لديّ وتشّكل نقاط قوّتي المهنية إضافة إلى الموهبة والشكل”.

جوليا قصار

“عندما أتلقى نصًّا يعجبني، وتتوافر المكونات التي أطمح إليها في التلفزيون على صعد الكتابة والإخراج والإنتاج وفريق العمل، عندها لا أغيب!” تؤكد جوليا قصار التي تغيب عن الشاشة الصغيرة لعدم وجود نصوص جميلة، وتطل في السينما.

عما إذا كانت السينما تقدّم لها ما لا تجده في التلفزيون تضيف: “أستمتع بما يُعرض عليّ على صعيدي السينما والمسرح، فيما لم أتلقَّ منذ سنوات دوراً تلفزيونياً جاذباً، يرضيني فنيًا ويحمّسني لأدائه. أحب الإطلالة عبر التلفزيون بهدف استمرار التواصل مع الناس الذين يظنون أنني بعيدة عن المهنة كوني غائبة عن الشاشة الصغيرة”.

ترى أن العجلة السينمائية اللبنانية تسير بشكل جيد مع  توافر أعمال جميلة، “إنما ينقصنا الاستقرار لتحريك عجلة الإنتاج أكثر”.  تتابع في هذا السياق: “برأيي، نحن متجهون إلى أعمال أجمل مما عُرض حتى الآن، خصوصاً أن صالات السينما تعي راهناً أهمية الفيلم اللبناني، وأن جمهورنا بات يعطي أولوية للفيلم المحلي على حساب الفيلم الأجنبي، شرط أن يكون ناجحاً وجميلا، لأنه يرى فيه قصصه ومجتمعه. أفرح لنجاح أي فيلم سينمائي محلّي، عندها يستردّ تكاليف إنتاجه  الباهظة والنابعة من مبادرات فردية”.

زينة مكي

“شخصياً أفضّل السينما التي تشكل أولويتي المهنية”، تؤكد زينة مكي التي لمعت في السينما من خلال “حبة لولو” و”حكم نسوان”، وكانت محطّ أنظار المنتجين الذين رأوا فيها وجهاً درامياً جديداً، فانطلقت مع “ميرا” في مسلسل “وجع الروح”،  وانتقلت بعدها إلى شخصية “ياسمين” في  مسلسل “درب الياسمين”، وحلّت ضيفة شرف في مسلسل “24 قيراط”.  

 حول تجربتها تضيف: “بالنسبة إلى الإخراج لا اختلاف بين السينما والشاشة الصغيرة، أمّا في التمثيل فيجتهد الممثل كثيراً  للبقاء في الشخصية طيلة فترة التصوير، بينما يُفسح في المجال أمامه في السينما لمراجعة مشاهده فتكون الأجواء مهيأة أكثر من أجواء التصوير الدرامي”.

حول رأيها بالأعمال السينمائية تتابع: “أشاهدها كلها لدعمها ودعم هذه المحاولات التي تحصل رغم التفاوت في المستوى، كونها تمهّد، مستقبلا، لتحوّلها إلى صناعة سينمائية. أتمنى أن ينتهي مبدأ المنافسة لنتعاون معاً لإغناء هذه الصناعة”.

تشير إلى أن ثمة مسلسلات تحمل رسائل إنسانية واجتماعية وأخرى مجرّد أعمال ترفّيهية، وهي تميل إلى النوع الأول كونه يحرّك تفكيرها وإحساسها،  خصوصا تلك التي تتناول حقبة معيّنة بطريقة جميلة، بينما  ثمة جمهور يحب الترفيه عن نفسه فحسب. أمّا بالنسبة إلى السينما فيمكن أن تحمل الوجهين معاً الترفيهي والتوجيهي، حسب رأيها.  

النصّ هو نقطة الفصل

القاهرة –  بهاء عمر

تعتبر يسرا أن الفنان الحقيقي يكمن شغفه في الفن بغض النظر عن وسيلة عرضه، ولا يهتم بأسلوب تقديمه، رغم  أهميته، لافتة إلى أنها جربت العمل في التلفزيون  والسينما، وشعرت بما يمثله كل منهما على مستوى الانتشار وكذلك النجاح والتطور فنياً.

تضيف: “منذ سنوات، كانت الدراما التلفزيونية  توفر انتشاراً أكبر للممثل من السينما، وزاد الأمر بعد انتشار الفضائيات المتخصصة في العروض التلفزيونية الدرامية، فيما جمهور السينما مازال محصوراً في شرائح محددة.  في الحالات كافة،  لا تبدو الحسابات بالشكل نفسه، وحده العمل الفني الجيد هو نقطة  الفصل، سواء كان سينمائياً أو تلفزيونيا،  وقدرته على الوصول إلى معظم الفئات الشعبية”.

نسبة مشاهدة

نظراً إلى انطلاقها في بداية مشوارها الفني في الدراما التلفزيونية عبر  مسلسلي “جبل الحلال” مع محمود عبد العزيز، و”طريقي” مع شيرين،  تجد ياسمين صبري  شغفاً للعمل السينمائي، كونها لم تخض هذه التجربة،  كاشفة أنها تعمل حالياً على فيلم سينمائي مع محمد إمام.

تضيف أن بدايتها الدرامية كفلت لها نسبة مشاهدة واسعة،  لا سيما أن كلا العملين حققا نجاحاً، كذلك حلقات “خطوات الشيطان” التي شاركت فيها قبل سنوات وعرضت جميعها في شهر رمضان، ما ساهم في تعريف الجمهور إليها بشكل أسرع، وهي ميزة تختص بها الأعمال الدرامية.

ترى أن السينما تتضمن  جرعة عمل مكثفة هدفها تقديم رسالة ما في وقت محدود إذا ما قورن بمساحة المسلسل، وبالتالي تكمن قدرة الفنان الحقيقي في تقديم نفسه وإظهار موهبته للمتابعين والمخرجين.

تعرب ناهد السباعي عن يقينها بأن السيناريو هو الشغف الوحيد الذي يحركها لتقديم العمل، فضلا عن طريقة تقديمه، مشيرة إلى أنها رفضت أدواراً لم تكن مناسبة لها بسبب السيناريو أو العمل ككل، وليس كونها درامية أو سينمائية.

تضيف  أن كثراً  يفكرون نظرياً ويبحثون عن عمل سينمائي أو درامي، ويقدمون أسبابا غير حقيقية لأنفسهم  حول مدى تأثيره  في الجماهيرية، بينما يغيب عنهم أن النص هو الأهم والأبقى ويفرض نجاحه ويجذب جمهوره.

طاقة فنية

يعتبر حمادة هلال، نفسه من المحظوظين في الوسط الفني، إذ قدم دراما وسينما وألبومات غنائية، مشيراً  إلى أن لكل منها شغفاً خاصاً وطريقة مميزة، يجد السعادة في تقديمها  ولا يفضل أحدها على الآخر.

 يعتبر أن الأعمال الدرامية والسينمائية أحد أهم الوسائل ويجب أن تحمل رسالة، فتكون الموضوعات الاجتماعية الخالصة أكثر ملاءمة على شاشة التلفزيون، بينما تبدو السينما مناسبة أكثر للسياق البوليسي والتشويقي.

 يضيف: “هذه جميعها افتراضات قريبة من الواقع لكنها ليست نهائية، بعدما حققت مسلسلات بوليسية  نسبة متابعة  واسعة وفي مواسم مهمة”.

يوضح أن “ولي العهد” الذي قدمه خلال الموسم الرمضاني الماضي، وما يتضمن من صراع اجتماعي وعائلي مليء بالتشويق والكوميديا والتحولات، لم يكن مناسباً له سوى الشكل الدرامي، بينما تبدو قصة فيلم “حلم العمر” الذي قدمه قبل سنوات حول قصة نجاح ملاكم، ملائمة للسينما، لافتاً إلى أن  لكل من السينما والتلفزيون  مساحة من الشغف الذي يميزه عن غيره من دون تناقض أو منافسة.

يؤكد  أحمد بدير  أن المسرح هو شاغله الأكبر الذي يطلق طاقته الفنية، رغم تقديره وولعه بأعماله السينمائية والتلفزيونية، مشيراً إلى أن طريقة تقديم العمل وسيلة تتناسب مع النص وليس أكثر، غير أن لكل فنان طرق معالجة  مناسبة أكثر من غيرها، فيتنقل بين السينما والدراما والمسرح لإظهار مواهبه في تقديم الرسالة.

يعزو شغفه بالمسرح إلى التعامل المباشر مع الجمهور، بالتالي يتلقى ردود الفعل على أدائه بشكل فوري، ما يساعده على تعديل أدائه  أو التأكيد عليه في كل ليلة عرض.

يضيف: “أجد نفسي في أعمالي كافة وأحبها جميعها، لأنني لم أكن لأقدمها إذا لم أقتنع بها، لكن في المسرح متعة شخصية لا يشعر بها سوى من جرب الفنون كافة”.

back to top