مليون سوري تحت الحصار و«هجوم حلب» يعزل نصف مليون

نشر في 10-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 10-02-2016 | 00:00
● «داعش» يقتل 9 في هجوم انتحاري على نادي الضباط بدمشق

● الأسد استخدم «الكلور» في 2014 و2015
تتفاقم الأزمة الإنسانية في سورية مع محاولة النظام، بدعم عسكري مباشر من روسيا، ودعم إيراني متمثل في إرسال جنود ومتطوعين وميليشيات لبنانية وعراقية موالية لها، تحقيق انتصار عسكري يحسم الحرب التي تعيشها البلاد منذ 5 سنوات.  

أفادت منظمتان غير حكوميتين، أمس، هما جمعية «باكس» الهولندية و»معهد سورية» الأميركي، بأن أكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار بعد 5 سنوات من الحرب في مناطق داخل دمشق وفي محافظات ريف دمشق وفي حمص ودير الزور وإدلب، في حين أعلنت الأمم المتحدة أن مئات الآلاف من المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام إذا نجحت قوات الحكومة السورية في محاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمدينة حلب وحذرت من موجة فرار جديدة للاجئين.

وتخشى الأمم المتحدة أن يقطع تقدم القوات الحكومية الطريق الوحيد المتبقي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومعابر الحدود التركية الرئيسة، والتي كانت بمنزلة شريان حياة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه «إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب، فإن هذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أي مساعدات إنسانية ما لم يتم التفاوض على نقاط دخول عبر الخطوط»، وأضاف «إذا استمر تقدم قوات الحكومة السورية حول المدينة تقدر المجالس المحلية أن ما بين مئة ألف و150 ألفا سيفرون نحو عفرين والريف الغربي لمحافظة حلب».

وشنت القوات السورية المدعومة بضربات جوية روسية ومقاتلي حزب الله اللبناني هجوما كبيرا على ريف حلب الذي تسيطر حكومة دمشق على أجزاء منه، وتسيطر المعارضة على مناطق أخرى فيه منذ سنوات. والهجوم الذي يستهدف تطويق حلب التي كانت يوما كبرى المدن السورية، وعاش فيها مليونا نسمة، يعد من النقاط الفارقة في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات وقتل فيها ربع مليون شخص وشرد 11 مليونا أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم.

تركيا والنازحون

الى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن تركيا تسمح بدخول اللاجئين السوريين «بطريقة محكومة»، وإنها سمحت حتى الآن بدخول 10 آلاف لاجئ من نحو 50 ألف شخص وصلوا إلى حدودها في موجة التدفق الأخيرة. وقال الوزير التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري خلال زيارة لبودابست إن عدد اللاجئين المتدفقين على تركيا قد يصل إلى مليون شخص إذا استمرت الحملة العسكرية الروسية والحكومية السورية على المعارضة. وتستضيف تركيا بالفعل نحو 2.5 مليون لاجئ من سورية.

وكان نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي قال أمس الأول إن تركيا تقدر أنه في أسوأ الأحوال الممكنة قد يحتشد نحو 600 ألف شخص فارين من حلب على حدودها مع سورية. وأمس بلغت مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية الفاصلة بين سورية وتركيا قدرتها القصوى على الاستيعاب.

وفي دمشق، أسفر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة تبناه «داعش» واستهدف نادي الضباط في مساكن برزة بدمشق عن مقتل 9 أشخاص بينهم عناصر من الشرطة، وإصابة 20 آخرين بجروح، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر في وزارة الداخلية أن «سيارة حاولت اقتحام نادي ضباط الشرطة في مساكن برزة وتصدى لها عناصر حماية النادي، فقام الانتحاري بتفجيرها، ما أدى الى ارتقاء شهداء وإصابة عدد من المواطنين»، من دون تحديد الحصيلة. من ناحيته، قال المرصد إن «انتحاريا كان يرتدي زي الشرطة أقدم على تفجير نفسه داخل السيارة».

اجتماع ميونيخ

الى ذلك، قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيسعى للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية، وتقديم مساعدات للمدنيين، وذلك خلال اجتماع مجموعة فيينا الدولية في ميونيخ غدا الخميس.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الأميركية: «يعتقد كيري أنه إذا تمكنا من التوصل لوقف لإطلاق النار وجرى تسليم المزيد من المساعدات، فمن الممكن تحقيق تقدم دبلوماسي آخر.» وأضاف المسؤول: «من الصعب استمرار الحوار في وقت يتعرض فيه الناس للقتل والتجويع حتى الموت».

وقال دبلوماسي غربي تحدث شريطة عدم نشر اسمه «إذا اغلقت الحدود بين سورية وتركيا فلن يصمد هؤلاء الرجال على قيد الحياة طويلا... التحدي الآن هو حماية رأس المعارضة من الغرق».

ومن ناحيته، اعتبر جيفري وايت المحلل السابق لدى وكالة المخابرات العسكرية، والذي يعمل حاليا بمعهد سياسة الشرق الأدنى إن البيت الأبيض أخطأ بعدم إعداد استراتيجية توازن بين الاستجابة العسكرية والاستجابة الدبلوماسية لتفكك سورية ويدفع الثمن الآن. وأضاف في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية «لم تفلح... ولن تفلح».

وتتجه الأنظار أيضاً الى بروكسل، حيث سينعقد اليوم اجتماع لوزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي على مدى يومين. ومن المقرر أن يجتمع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع نظرائه الأطلسيين ليعرض رؤية المملكة لعملية برية تستهدف «داعش» في سورية. وغدا الخميس سينضم وزراء دفاع الدول المشاركة في الائتلاف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده واشنطن الى نظرائهم في حلف شمال الأطلسي. وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أشار إلى إمكان إرسال قوات خاصة سعودية إلى سورية، في إطار الائتلاف الدولي، وذلك بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن.

«الكلور»

وبعد يوم من إعلان محققي الأمم المتحدة أن النظام يعذب ويقتل المعتقلين في جرائم ترتقي الى درجة «الإبادة»، كشفت الاستخبارات الأميركية، أمس، أن النظام السوري استخدم غاز الكلور في هجمات نفذها بين عامي 2014 و2015.    

واشنطن: أم سياف ضالعة في قتل مولر

وجه القضاء الأميركي، أمس الأول، إلى أرملة القيادي الكبير في تنظيم «داعش» أبوسياف، تهمة الضلوع في مقتل الرهينة الأميركية كايلا مولر.

واتهمت نسرين أسعد إبراهيم بحر العبيدي، المعروفة باسم أم سياف، بالتآمر لتقديم الدعم للمتطرفين واحتجاز مولر ونساء أخريات في منازل أبوسياف، حيث قام زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي باغتصاب الشابة الأميركية مراراً وتكراراً.

وأقرت أم سياف بأن البغدادي كان «يملك» مولر أثناء احتجازها في منازل أبوسياف، موضحة أن «الامتلاك» يوازي الاستعباد، بحسب ما أفاد مدعون فدراليون أميركيون.

وخطفت مولر في حلب في أغسطس 2013، واحتجزها «داعش» رهينة الى أن قضت في مطلع فبراير فيما كانت في الـ26 من العمر.

وبينما يؤكد التنظيم الإرهابي، أنها قتلت في غارة شنتها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، فإن الولايات المتحدة تنفي ذلك لكن من دون أن توضح ملابسات مقتلها. وقتل أبوسياف في مايو 2015 في عملية كومندوس أميركية نادرة داخل مدينة حلب. واعتقلت زوجته في العملية، كما أنقذت القوات الأميركية فتاة أيزيدية.

وتواجه أم سياف في حال إدانتها عقوبة السجن مدى الحياة، وهي محتجزة حالياً في العراق، حيث هي متهمة بأنشطة على ارتباط بالإرهاب.

وقال مساعد المدعي العام الأميركي جون كارلين في بيان، «إننا ندعم بالكامل الادعاء العراقي ضد أم سياف، وسنواصل العمل مع السلطات هناك لتحقيق هدفنا المشترك بمحاسبة أم سياف عن جرائمها».

قديروف يتجسس على «داعش»

أكد الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أنه يتم إرسال جواسيس من هذه الجمهورية الروسية إلى سورية لاختراق صفوف تنظيم «داعش»، ومساعدة الطيران الروسي على قصف الجهاديين.

وقال الرئيس المعروف بولائه غير المحدود للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «لقد آن الآوان للحديث عن هؤلاء الذين يؤمنون ميدانياً نجاح مهمة الطيران الروسي، مجازفين بحياتهم». ويظهر التقرير الرئيس الشيشاني في معسكر تدريب للقوات الخاصة في الشيشان. وقال الرئيس الشيشاني «للأسف، سجلنا خسائر، لكنهم يعلمون أين يذهبون، لقد توجهوا إلى هناك لكي نتمكن من العيش بهدوء في أراضي جمهورية الشيشان وفي روسيا بمجملها».

back to top