«سالومي»... ترقص في البيت الأبيض

نشر في 10-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 10-02-2016 | 00:01
No Image Caption
فيكتور سيروجي يستلهم أحداثاً تاريخية للتعبير عن الواقع

يمزج الشاعر فيكتور نصرالله سيروجي بين مجموعة من الأحداث التاريخية وما يجري حالياً من خلال نصه "سالومي ترقص في البيت الأبيض".
كان الملك "هيرودس" حاكم الجليل قد اتخذ "هيروديا" زوجة أخيه "فيلبس" زوجة له، وكانت المرأة حاقدة على النبي يحيى (يوحنا)، لأنه حرّم هذا الزواج، فاستغلت فرصة إعجاب الملك بابنتها "سالومي" التي رقصت له في حفل فأبدعت، وأراد ان يكرمها، فطلبت رأس يوحنا، فخالج الملك بعض الخوف لأنه يهاب تقوى النبي إلا أنه خضع في النهاية فجيء برأس يوحنا مقدما إلى الصبية على طبق.

أما الاشارات الاخرى فقد وردت في الكتاب المقدس كمذبحة أطفال بيت لحم التي أمر بها هيرودس ايام مولد السيد المسيح. وكذلك هناك اشارات مأخوذة من قصص "العهد القديم" كالأشعار المنسوبة إلى النبي سليمان في "سفر نشيد الانشاد"، ومن التراث هناك حكاية متناقلة، عن أماكن اللهو، والسماسرة في القرن الماضي والقرن الحاضر حين يتخذ النضال أحيانا مسارات مبهمة في السراب، أو من خلف الزجاج. أما كلمة "اللعنة" فهي آخر كلمة مكتوبة وردت في التوراة في سفر ملاخي، ووردت بتعبير بليغ في القرآن الكريم في سورة البقرة "فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ".

   (١)

اللعنة!

آخر كلمة...

وحصاد التوارة

ختام.

اللعنة خبز الأيام المرة

وخميرة أزمان التيه العبرية

زوادة أحقاد الأحقاد

اللعنة

دورة شؤم أزلية

ترضع أحفاد الأحفاد مذ كتب الرب سطور الكون

منذ الطوفان

مذ كانت سالومي تطلب رأس يوحنا - يحيى

تختبئ ذليلة

في ظل حمامة

فينام الموت قرير العين.

مذ رقصت سالومي لحن "نشيد الانشاد"

نام الحقد البشري قرير العين.

ويموت يوحنا

    (2)

واليوم

ترقص سالومي

في البيت الأبيض

والأوغاد تتراقص في

لحن وثني تتبادل أنخاب

الأسياد

تقلب خارطة

العالم

تطلب رأس العالم!

اللعنة أنّات رضيع مقهورة

تتكسر في كهف الليل

تتمزق في أيدي الجلاد

"هيرودس" يأتي

والأولاد

تتهشم في المهد جماجم

"هيرودس" يأتي

والأمجاد تنعاها الصخرة والأجداد

القدس احترقت

والأوغاد

تتراقص في لحن عبري

تتبادل أنخاب الأسياد

وأوامر انصاف الأسياد

أضحت باروداً

وثقوباً في الرأس

لا تتحرك...

لا تشكي...

لا تتأفف...

من يشكي الامن بخير!

   (3 )

سالومي عادت...

مازالت

تتثنى، بالقد المياس

أيا عمري!!

تسكرنا... سالومي

عادت... بل ما ذهبت

حتى تعود!

مازالت بالصخب المعهود

تمتعنا

ترقص في كل قضية...

سالومي

لم تتركنا البتة!

تسقينا

يا ليل!!

تتلوى جذلى

كل فضائيات بني يعرب

سبقٌ صحافي!

شبق لا يخفي

أية عورة!

والعرب حضور دوماً

في مجلس ذياك الإمبراطور

الساكن  في البيت الأبيض.

    (4)

سالومي ترقص معنا

وتجالسنا... وتناجينا

شفوياً... لا غير

من خلف زجاج اللهفة

للحل السلمي

حتى أضحينا

إحدى العادات السرية

بياعيها صرنا...

نستسمح عفتها

بشفاعتها- أم العزة.

نطلب منها... الغفران

صكوكا...

حتى يرضى عنا...

بل حتى ترضى عنه! ذيّاك الساكن في البيت الأبيض.

( 5)

زمنٌ أسود

بل زمن عبري بني غامق

بمشيئتنا "زطمنا" أنوف شهامتنا

كالخازوق المرسوم

في ... العفة

حتى أضحت بنيّة!

***

اللعنة

آخر سفرٍ

آخر سطرٍ

آخر كلمة

اللعنة!!

back to top