Monster Hunt... سحر وفكاهة

نشر في 04-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 04-02-2016 | 00:01
No Image Caption
ساد الاعتقاد في الآونة الأخيرة بأن الأميركيين يعِدّون الأفلام والصينيين يستهلكونها. فيعتمد نجاح الأفلام الأميركية عموماً على الأسواق الأجنبية، خصوصاً سوق البلد الذي يحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد السكان ويتمتع بشهية متنامية إلى السينما. لكن الأوضاع انقلبت أخيراً مع نزول فيلم Monster Hunt، الذي حقق نجاحاً كبيراً على شباك التذاكر في الصين، إلى دور العرض الأميركية.
 يحفل فيلم Monster Hunt بالوحوش اللطيفة المعدَّة على الكمبيوتر، وتدور أحداثه في الصين خلال القرون الوسطى. كذلك يتوجه إلى الأولاد والبالغين الشبان من خلال قصته الشاملة وفكاهته الواسعة. ولكن حتى لو قررت مشاهدته لأسباب ثقافية أنثروبولوجية، لا تخسر هذه القصة الغريبة والمميزة عن تعلم البشر والوحوش التعايش معاً سحرها وقدرتها على الإمتاع.

تولى إخراج Monster Hunt رامان هوي، الذي يشتهر بعمله الأنيمايشن في أفلام Shrek. ويُستهل الفيلم بمقدمة سريعة توضح لمَ ما عاد البشر والوحوش يعيشون معاً: أراد الإنسان السيطرة بالكامل على العالم وطرد الوحوش ليعيشوا في الجبال، ما أدى إلى عملية مطاردة واسعة يمسك فيها الصيادون الوحوش لقاء جائزة كبيرة. تأتي هذه الكائنات المنتفخة بأشكال عدة: قصيرة ومدورة أو كبيرة وشرسة، إلا أنها غير مخيفة البتة. كذلك تستطيع أن تتنكر بمهارة في زي إنسان.

تفر ملكة الوحوش الحامل من اعتداء وينتهي بها المطاف إلى قرية تيانيين (بوران ينغ)، حيث يستعد صيادا وحوش، هما الصيادة المبتدئة الجريئة هيو كسياولان (بايهي باي) والمعلم المخضرم ليو غانغ (وو يانغ)، للحصول على جائزة. لكن الملكة تعهد لتيانيين برعاية طفلها بطريقة غريبة: تضع بيضتها في داخله، فيحمل ويلد لاحقاً طفلاً ملكاً من الوحوش. نعم، يحتوي الفيلم في مختلف أجزائه مزْجاً غريباً بين الأجناس وما يولده ذلك من فكاهة.

يشبه الوحش الطفل {ووبا} الفجلة الصغيرة، ويبدو لطيفاً ومحبباً جداً، حتى إنك تعجز عن مقاومته. فيتحد الثلاثي تيانيين، هيو كسياولان، وووبا لمحاربة النظام الذي يفصل بين البشر والوحوش. يشكل الفيلم مزيجاً رائعاً من الأنيمايشن والحركة الحية، ويمتاز بمشاهد مذهلة من الفنون القتالية وأنيمايشن الوحوش. صحيح أن المؤثرات الخاصة ليست مقنعة جداً، إلا أن التصميم بحد ذاته فريد.

لا يلتزم Monster Hunt بأي قواعد، علماً أن هذا يشكل نقطة قوة وضعف في آن. قد يتمكّن أحد الأعوان من التحكم في النار بشكل غير متوقع، أو قد تملك هيو كسياولان قطعاً ورقية معدة بأشكال مختلفة تدب فيها الحياة وتهب لمساعدتها. لكننا لا نفهم مصدر معظم القوى الخارقة، بل تبدو ملائمة فحسب لإخراج الأبطال من ورطة ما. إلا أن Monster Hunt لا يُعتبر من الأفلام التي تُطبَّق عليها قواعد المنطق (لأنها غير منطقية أساساً). لذلك من الأفضل الاستمتاع بهذا العمل بكل ما يتضمنه من غرابة مذهلة والسماح له بالتأثير فيك.

يشمل الفيلم أيضاً بعض الأغاني اللطيفة التي ترقص على أنغامها الوحوش، عدداً من مشاهد القتال المثيرة للاهتمام، وكمية لا بأس بها من الفكاهة التي تعتمد إلى أدنى حد ممكن على الجسم وحركته. في المقابل، يقدم الممثلون أداء مميزاً وكبيراً تبرزه المؤثرات الصوتية والموسيقى القوية. لكن Monster Hunt ينجح في التأثير فيك بسخافته الصريحة. ولا شك في أنك ستجده ممتعاً.

back to top