أنقرة تتلقى «دفعة أطلسية» وأوباما يدعوها لسد «ثغرات» الحدود

نشر في 02-12-2015 | 00:02
آخر تحديث 02-12-2015 | 00:02
No Image Caption
إردوغان يرفض اتهامات بوتين بشأن شراء نفط «داعش» ويدعو موسكو إلى طي الخلاف
وسط استمرار الاحتراب اللفظي، تلقت تركيا دعماً قوياً في مواجهة روسيا بتأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما على حقها في الدفاع عن نفسها وإعلان قيادة حلف شمال الأطلسي إعداد إجراءات دعم جديدة لأنقرة.

مع دخول الأزمة الدبلوماسية الناجمة عن إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية أسبوعها الثاني، شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، على حق تركيا في الدفاع عن نفسها ومجالها الجوي، بالتزامن مع تعهد حلف شمال الأطلسي بعمل إجراءات إضافية لضمان أمنها.

وبعد لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في باريس، قال أوباما: «أود أن أكون واضحاً جداً، تركيا حليف ضمن حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة تدعم حقوق تركيا في الدفاع عن نفسها ومجالها الجوي وأراضيها»، كاشفاً عن أن واشنطن حريصة على تسريع وتيرة العمل على تأسيس علاقة عسكرية مع أنقرة لضمان سلامة حليفتها في حلف شمال الأطلسي والمساعدة في حل الصراع في سورية.

ودعا الرئيس الأميركي موسكو وأنقرة إلى تجاوز خلافهما الدبلوماسي حول إسقاط الطائرة «سوخوي- 24» والتركيز على «العدو المشترك»، قائلاً: «لقد بحثنا كيف يمكن لروسيا وتركيا أن تعملا معاً لخفض التوتر وإيجاد مخرج دبلوماسي لحل هذه القضية»، مضيفاً «لدينا جميعاً عدو مشترك وهو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأريد أن نحرص على التركيز على هذا التهديد». وقال الرئيس الأميركي، إنه جرى إحراز بعض التقدم في عملية إغلاق الحدود بين تركيا وسورية لكن لا تزال هناك بعض «الثغرات» التي يستغلها متشددو «داعش».

ومد إردوغان يده مجدداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبدياً حرصه على طي صفحة الخلاف، وقال: «نحن راغبون على الدوام باستخدام الخطاب الدبلوماسي ونريد تجنب التوتر».

دعم أطلسي

وفي بروكسل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمام وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء، أمس، عن إعداد إجراءات دعم جديدة لتركيا، مشيراً إلى أن الانتشار البحري من جانب ألمانيا والدنمارك في البحر المتوسط هدفه طمأنتها.

وقال ستولتنبرغ، أمام وزراء خارجية دول حلف الأطلسي الـ28، إن الإجراءات، التي لم يحدد طبيعتها، «بدأت قبل عدة سنوات كجزء من التزامنا بحليف»، مشيراً إلى أن الحلف ساعد على مدى سنوات تركيا في مجال دفاعاتها الجوية.

وكرر ستولتنبرغ، خلال اللقاء الذي يستمر يومين، وسيشهد مراجعة إجراءات اعتمدت بعد أزمة أوكرانيا لرفع مستويات الجهوزية وطمأنة دول أعضاء من أوروبا الشرقية متخوفة من النفوذ الروس، دعوة أنقرة وموسكو إلى تهدئة أزمة إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية، موضحاً أن «التركيز يجب أن يكون على كيفية وقف التصعيد وتهدئة التوتر وإيجاد آليات تجنبنا مثل هذا الحادث».

واللقاء الذي يستمر يومين سيراجع إجراءات اعتمدت بعد أزمة أوكرانيا لرفع مستويات الجهوزية وطمأنة دول أعضاء من أوروبا الشرقية متخوفة من النفوذ الروسي.

حصار الطماطم

ووقع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، أمس، على مرسوم بمجموعة من العقوبات على تركيا.

ويضم المرسوم، الذي نشر على الموقع الرسمي للحكومة على الإنترنت قائمة منتجات زراعية لن تستوردها روسيا من تركيا اعتباراً من أول يناير 2016.

وتشمل القائمة فواكه وخضراوات منها الطماطم والبصل والأعناب والتفاح ومنتجات داجنة لكنها لا تضم الليمون والبندق اللذين تستورد روسيا كميات كبيرة منهما من تركيا.

غطاء سياسي

في المقابل، حمّل مندوب روسيا الدائم لدى الحلف ألكسندر غروشكو ،أمس، «أعضاء الأطلسي مسؤولية إسقاط القاذفة الروسية»، معتبراً أن «الحلف وفر غطاء سياسياً لتركيا، في هذه المسألة».

وقال غروشكو، بحسب تلفزيون «روسيا اليوم» الرسمي، «حلف الأطلسي لم يعط التقييم المبدئي لعمل غير مشروع، وهو غطى على سياسة أنقرة، العضو في التحالف، ولذا فإنه مسؤول عن الحادث».

تهريب النفط

إلى ذلك، اتهم بوتين أنقرة بالتغطية على تهريب «داعش» للنفط، قائلاً، خلال مؤتمر صحافي، أمس الأول، «تلقينا معلومات إضافية ولدينا كل الأسباب التي تدفعنا إلى الاعتقاد بأن قرار إسقاط طائرتنا اتخذ لحماية طرق ينقل عبرها النفط إلى الأراضي التركية بكميات كبيرة إلى تركيا».

وتحدى الرئيس التركي إثبات ذلك بقوله: «تركيا تسورد حاجاتها من النفط بطرق قانونية، لو ثبتت (اتهامات بوتين) فإن كرامة أمتنا كانت تفرض أن أغادر مهامي» مضيفاً، «لسنا عديمي الأمانة إلى حد ممارسة هذا النوع من التجارة مع مجموعات إرهابية».

وبحسب الرئيس الروسي، فإن معظم محاوريه على هامش مؤتمر باريس اتفقوا على أنه «لم يكن من الضروري» أن تقوم السلطات التركية بإسقاط المقاتلة «التي لم تكن تهدد تركيا»، مذكراً بأن الطيارين الروس كانوا يكتبون على القنابل عبارتي «من أجل شعبنا» و»من أجل باريس» في إشارة إلى إسقاط الطائرة المدنية الروسية في 31 أكتوبر في سيناء المصرية واعتداءات 13 نوفمبر في العاصمة الفرنسية.

وتساءل بوتين: «هذه المقاتلة (التي كانت تحمل العبارتين) أسقطتها طائرة تركية. عن أي تحالف نتحدث في هذه الشروط؟»، عاد وقال: «سندافع دائماً عن فكرة تحالف موسع لكننا لن نتوصل اليه ما دام البعض يستخدم مجموعات إرهابية لخدمة مصالحه السياسية على الأمد القصير».

قنوات الحوار

ودعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أمس، روسيا إلى إعادة قنوات الحوار بدلاً من توجيه «اتهامات عارية عن الصحة» حول تجارة النفط المزعومة.

وقال داود أوغلو، خلال زيارة إلى الشطر الشمالي في قبرص، «يجب أن تعلم السلطات الروسية أن المقاتلات التركية ليست من انتهك المجال الجوي الروسي»، مضيفاً: «حين تكون هناك حرب دائرة قرب حدودنا ويتدفق اللاجئون الى تركيا، فإن تجاهل الانتهاكات للمجال الجوي سيكون تصرفاً غير مسؤول». وتابع: «من غير الممكن التستر على انتهاكات للمجال الجوي عبر اتهامات عارية عن الصحة تستهدف تركيا مثل مزاعم شراء نفط من داعش».

صواريخ جو - جو

وفي حين نشرت وزارة الدفاع الروسية الصور الأولى لطلعات مقاتلات «سوخوي-24» في سورية مزودة بصواريخ جو-جو قادرة على إصابة أهداف لمسافة تصل إلى 60 كلم، حذرت نظيرتها الأميركية (البنتاغون) مساء أمس الأول من استخدام تلك الصواريخ ضد طائرات الائتلاف الدولي.

وقالت المتحدثة باسم «البنتاغون ميشال بالدانسا: «وستؤدي هذه الأسلحة إلى مزيد من التعقيد للوضع في أجواء سورية، دون أن تساهم بأي شكل من الأشكال في مكافحة داعش الذي ليس له أي قوات جوية»، مضيفة: «نأمل في أن تلتزم روسيا، في حال نشر المنظومة، بمذكرة التفاهم الموقعة بيننا بشأن سلامة التحليقات، وألا توجه هذه الصواريخ ضد طائراتنا».

(موسكو، أنقرة، باريس، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top