اللبناني غابي معوض أحد أهم الأطباء في الولايات المتحدة

نشر في 28-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-11-2015 | 00:01
No Image Caption
رغم أنه ترعرع في بلد مليء بالاضطرابات تُعتبر فيه فرص التمتع بعيش ومعايير عمل أفضل محدودة، تمكن غابي معوض من التغلب على خلفيته هذه وبلغ مستويات جديدة في الحقل الطبي خارج بلده. معوض مهاجر من لبنان في التاسعة والثلاثين من عمره اختير أخيراً في استطلاع للرأي على شبكة الإنترنت كأحد أهم الأطباء في الولايات المتحدة. التفاصيل عرضها مصطفى رعد في «نيوز ويك ميدل إيست».
في استطلاع أجرته مجلة Washigtonian، سئل 12 ألف طبيب يمثلون 40 حقلاً طبياً من مختلف أنحاء الولايات المتحدة عن رأيهم المهني في نوعية الأعمال التي قدمها أطباء زملاء كل في مجال عمله. فاحتل الدكتور اللبناني غابي معوض الطليعة في الجراحة الآلية المتقدمة في طب التوليد والنساء.

تشكل الجراحة الآلية، التي تُعتبر إنجازاً في تكنولوجيا الجراحة، جراحة أقل غزواً (minimal invasive surgery) وأكثر دقة، ما يقصّر فترة التعافي ويسمح حتى للمريض بالخروج من المستشفى في اليوم عينه. ويشير الدكتور معوض إلى أن الجراحة الآلية تقدّم بديلاً لبعض الجراحات التقليدية وتنظير البطن.

في مقابلة مع Newsweek Middle East، ذكر الدكتور معوض: {تسمح الجراحة الآلية للمريض بالتعافي في اليوم عينه بعد جراحته واستئناف نشاطه المعتاد في غضون 10 إلى 14 يوماً، فضلاً عن أنه يواجه مضاعفات محدودة ومقدار أقل من الألم. كذلك يقدّم هذا النوع من الجراحة النتائج الجراحية التجميلية السريعة المرغوب فيها}.

بعد أن ترك بلدته زغرتا في شمال لبنان، سافر معوض إلى الولايات المتحدة عام 2007 عقب الاعتداء الإسرائيلي على بلده الصغير الواقع على البحر الأبيض المتوسط، هذا البلد الذي بات {غير مستقر}، وفق معوض.

أنهى الطبيب الشاب تدريبه الطبي قبل تخرجه في الجامعة اللبنانية عام 2002، ثم تخصص في طب التوليد والنساء في مستشفى القديس جاورجيوس في جامعة البلمند في لبنان بين عامَي 2003 و2007. وبرع في عمله خلال السنوات الأربع التي عمل فيها كطبيب مقيم في كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة جورج واشنطن وتلقى جوائز عدة، بما فيها جائزة جمعية طب التوليد والنساء بالتنظير (AAGL) العريقة للتفوق في الجراحة بالتنظير الداخلي.

لم تكن الهجرة جزءاً من خططه للمستقبل، على حد تعبير الطبيب. لكنه يؤكد أنه اتخذ قرار مغادرة وطنه بعد أن لاحظ أن الوضع العام في لبنان في تردٍّ مستمر. ومن الأسباب الأخرى التي دفعته إلى السفر واقع أن السوق اللبنانية {باتت مكتظة} بالأطباء.

بالإضافة إلى ذلك، شعر معوض أنه يحتاج {إلى المزيد من التدريب كي يتمكن من تقديم أفضل الرعاية الطبية} لمرضاه. لا يخفي الطبيب ألمه وحزنه حين يتحدث عن قطاع الصحة العليل في لبنان، الذي يعاني، وفق كثيرين، الفساد، ما حوّل المستشفيات اللبنانية إلى شركات تجارية لا مؤسسات إنسانية تتولى الرعاية بصحة المرضى وتعتبرها أولوية.

يقول الدكتور معوض: {يحتاج قطاع الصحة في لبنان إلى تدخل حقيقي من [المسؤولين] المناسبين بهدف تنظيم إصدار الشهادات الطبية... كذلك، ثمة حاجة إلى إشراف صارم في مجالَي الرعاية الصحية والتأمين الصحي بغية توفير رعاية فضلى وموحدة في كل المستشفيات}.

يشدد معوض أيضاً على ضرورة منع التدخل السياسي في نظام الرعاية الصحية في لبنان. ويضيف: {يجب أن تُعامل حياة الإنسان باحترام. هذه ضرورة بالغة الأهمية}. للدكتور معوض أعمال منشورة تركز خصوصاً على الأورام العضلية الملساء الرحمية والانتباذ البطاني الرحمي، فضلاً عن العمليات النسائية الأقل غزواً.

صار هذا المهاجر، الذي حقق إنجازات مهمة ورسم أحلاماً كبيرة، خبيراً مجازاً في الجراحة الآلية، وهو يعلّم على صعيد الأمة مقرر شهادة الماجستير {المتقدم} في الجراحة الآلية لجراحين آخرين متخصصين في طب النساء والتوليد، وذلك بغية تطوير مهاراتهم الآلية. كذلك يُعتبر الدكتور معوض اليوم المتحدث الرسمي باسم الجراحة الآلية حول العالم.

بما أن معوض يحاول قدر الإمكان سد حاجات مرضاه الجراحية باعتماد مقاربة أقل غزواً، يُعتبر اليوم الأفضل بين نظرائه في هذا الحقل المتقدم، الذي يشمل إجراء الجراحات بالاعتماد على تنظير البطن، الجراحة الآلية، وتنظير الرحم.

فضلاً عن أنه طبيب نساء وتوليد مجاز، معوض بروفسور مساعد متخصص في طب النساء والتوليد في كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة جورج واشنطن. ونال منحة من جمعية طب التوليد والنساء بالتنظير للقيام بأبحاث في مجال الجراحات النسائية الأقل غزواً في الرابطة الطبية في جامعة جورج واشنطن. علاوة على ذلك، يُعتبر معوض راهناً واحداً من مئة طبيب حول العالم ينتمون إلى مركز التفوق الجراحي.

back to top