ألو دكتور

نشر في 28-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-11-2015 | 00:01
No Image Caption
يتناول بعض أصدقائي مكملات غذائية تحتوي على البلميط المنشاري للحد من مشاكل البول بسبب فرط نمو البروستات. يؤكد أصدقائي فاعليته. ولكن هل من أدلة تؤكد صحة ذلك؟ وهل تناول البلميط المنشاري آمناً؟

الجواب المختصر: لا نملك أدلة كثيرة تؤكد أن تناول البلميط المنشاري (saw palmetto) يحد حقاً من مشاكل البول. في المقابل، لا يبدو أنه يسبب أي تأثيرات جانبية تُذكر. يجرب رجال كثر خلاصات شجرة البلميط المنشاري (نخيل قزم) كعلاج {طبيعي} لأعراض البول التي ترافق فرط تنسج البروستات الحميد أو غير السرطاني. ففي حالة فرط التنسج هذه، تنمو غدة البروستات أكثر من الطبيعي. فيسبب هذا مشاكل مثل صعوبة في بدء عملية التبول أو الحاجة إلى التبول مرات عدة ليلاً. قارن عدد من الدراسات البلميط المنشاري بدواء وهمي طوال أشهر إلى سنوات. فتبين أن الرجال الذين تناولوا البلميط المناشري لم يلحظوا تحسناً كبيراً في حالتهم، مقارنة بالرجال الذين تناولوا الدواء الوهمي، حتى مع جرعات أعلى من المعتاد (320 مليغراماً) بثلاثة أضعاف. لكن نحو 40% من الرجال الذين تناولوا العلاج الوهمي في هذه الدراسات أكدوا أنهم صاروا أفضل حالاً، ما قد يفسر لمَ يعتقد رجال كثر أن البلميط المنشاري يساعدهم.

 أخضع في الآونة الأخيرة لمسح بالتصوير المقطعي للصدر بحثاً عن أي سرطان رئة (كنت أدخن بكثرة). هل يجب أن أقلق بشأن تأثيرات تراكم الأشعة؟

من الممكن للأشعة من عمليات المسح الطبية أن تسبب السرطان، إلا أن معدلات التعرض التي تُعتبر خطرة على الأرجح تبدو أعلى بكثير مما تشمله عملية تصوير مقطعي عادية. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج السرطان الناجم عن عمليات المسح الطبية إلى عقود لينمو. نتيجة لذلك، لا يُعتبر مصدر قلق مهماً للرجال الذين يخضعون لفحوص بغية التحقق من سرطان الرئة، علماً أن هذه الفحوص لا يُوصى بها راهناً إلا للمدخنين الحاليين والسابقين في سن الخامسة والخمسين أو أكبر. تشكل الأشعة الناجمة عن عمليات التصوير المقطعي سبب قلق أكبر بالنسبة إلى الأولاد والشبان البالغين الذين ما زالوا يملكون وقتاً كافياً للإصابة بالسرطان بعد التعرض للأشعة السينية الطبية.

تتطلب عمليات المسح بحثاً عن سرطان الرئة جرعة منخفضة نسبياً من الأشعة، مقارنة بأنواع التصوير المقطعي الأخرى (نحو نصف الجرعة الضروري لتصوير البطن المقطعي )، إلا أنها تفوق ما تتعرض له خلال عملية تصوير الصدر العادية بالأشعة السينية بنحو 10 إلى 15 ضعفاً. بالإضافة إلى ذلك، يزيد الخضوع سنوياً لتصوير مقطعي للصدر طوال عشرة أعواماً خطر الإصابة بالسرطان خلال أمد حياة المريض بنحو 0.1%، أي نحو حالة سرطان واحدة إضافية بين كل 1000 شخص يتعرضون لهذه الأشعة.

إن بدا هذا سيئاً، حاول أن تنظر إليه من منظاره الصحيح. يُعتبر احتمال الإصابة بسرطان ناتج عن عمليات التصوير المقطعي صغيراً مقارنة بالمعدل العالم للسرطان في حالة كل فرد. فمن بين ألف شخص يخضعون لعمليات تصوير بحثاً عن سرطان الرئة طوال 10 سنوات، سيُشخص الأطباء إصابة 60 منهم بهذا المرض. ولكن خلال مدى الحياة، سيُعاني 430 من الألف شخص عينهم أي نوع من السرطان (بما فيها سرطان الرئة). ولا شك في أن فوائد اكتشاف سرطان الرئة باكراً لدى المدخنين بإفراط الحاليين أو السابقين تفوق بالتأكيد هذه المخاطر.

رغم ذلك، يجب ألا يخضع المريض للتصوير المقطعي من دون أي أسباب وجيهة. فتُعتبر هذه التقنية آمنة وفاعلة، عندما تُستخدم بطريقة هادفة.

د. وليام كورموس

back to top