بوتين يطالب أنقرة باعتذار وإردوغان يرفض... ثم يتراجع

موسكو تغلق «قنوات التعاون» مع تركيا وتضع «إس 400» في وضعية القتال في حميميم

نشر في 27-11-2015
آخر تحديث 27-11-2015 | 00:12
طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، اعتذاراً من تركيا على إسقاطها طائرة «سوخوي 24» يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن نظيره التركي رجب طيب إردوغان رفض هذا الأمر، قائلاً إن على موسكو الاعتذار لانتهاكها الأجواء التركية، إلا انه عاد وعدل من لهجته في مقابلة مع قناة فرنسية مؤكداً أنه كان سيتصرف بطريقة مختلفة لو علم أن الطائرة روسية.

وأكد إردوغان أنه سيواصل دعم تركمان سورية وفصائل سورية أخرى معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، مضيفاً أن بلاده تواصل «تطهير» المناطق بين مدينة جرابلس شمال سورية وغرب البلاد لإقامة «منطقة آمنة».

وقال إردوغان في مقابلة أخرى، مع قناة «فرانس 24» الفرنسية، «بعد الواقعة اتصلت ببوتين، لكنه حتى الآن لم يرد» على الاتصال الهاتفي.

وأضاف، في خطوة اعتبرها محللون تراجعاً أمام الضغوط الروسية: «كنا ربما منعنا بطريقة أخرى هذا الانتهاك للمجال الجوي» لو«عرفنا أن الأمر يتعلق بطائرة روسية».

وكان بوتين اعتبر، أمس، أن أنقرة أسقطت الطائرة عمداً خلافاً للقانون الدولي، وأنه ينتظر اعتذاراً أو عرضاً للتعويض عن الأضرار، مشيراً إلى أن «تقاعس بعض الدول، وتقديمها معاونة مباشرة للإرهابيين أديا إلى ظهور تنظيم داعش».

ومع استبعاد استخدام موسكو الخيار العسكري رداً على ما صنفته «عملاً عدائياً» من جانب أنقرة، أمر رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف أمس بإعداد سلسلة إجراءات اقتصادية انتقامية قابلة للتنفيذ في غضون أسبوعين، موضحاً أن هذه الإجراءات ستتعلق بالتجارة والاستثمارات وتشغيل اليد العاملة والسياحة والنقل الجوي وحتى المجال الثقافي.

ولاحقاً، دعت وزارة الخارجية الروس الموجودين حالياً في تركيا إلى العودة فوراً إلى بلادهم، مشيرة إلى مخاطر «إرهابية قائمة حالياً في تركيا».

وانتقد إردوغان ما وصفه بتصريحات «انفعالية» و»غير مناسبة»، كاشفاً أنه حاول الاتصال ببوتين، لكنه لم يرد على جميع مكالماته الهاتفية.

ووفق وكالة «تاس»، فإن وزارة الدفاع علقت أمس جميع قنوات التعاون مع الجيش التركي، بما في ذلك الخط الساخن الذي أنشئ لتبادل المعلومات بخصوص الضربات الجوية في سورية.

وأكد الناطق باسم الوزارة الجنرال إيغور كوناشينكوف أن بلاده نشرت بالفعل منظومة الصواريخ «إس 400» في القاعدة الجوية بمطار حميميم، موضحاً أنها أصبحت في وضعية قتالية فعلية.

(موسكو، أنقرة - أ ف ب، رويترز)

back to top