المخرج كريم شعبان: {السينما المُستقلة} هي المستقبل

نشر في 27-11-2015
آخر تحديث 27-11-2015 | 00:01
يسطع جيل جديد من السينمائيين زارعاً بوادر الأمل في صناعة السينما المصرية، خصوصاً بعدما استطاع المُخرج الشاب كريم شعبان حفظ بريق الفيلم المصري في فعاليات الدورة الـ37 من مهرجان القاهرة السينمائي، وتسلم شهادة تقديرية بمسابقة آفاق السينما العربية عن فيلمه {في يوم}. وهي التجربة الروائية الطويلة الأولى لمخرج شاب، سرد خلالها حكايات ستة أشخاص فقدوا الأمل والكرامة والإحساس بالأمان أثناء سعيهم إلى حياة كريمة. «الجريدة» التقته في هذا الحوار:

كيف استقبلت أول تقدير لك في مهرجان القاهرة السينمائي؟

الجائزة أمر كبير للغاية بالنسبة إلي. هي سعادة لا توصف، خصوصاً أنها أول تقدير لي وللفيلم أيضاً. مشاركتي في مهرجان القاهرة في حد ذاتها جائزة، لذا فأنا فخور بأنني حصلت على جائزة منه وهي بمثابة شهادة ميلاد لمسيرتي الفنية، كذلك منحني عرض الفيلم في المهرجان فرصة عظيمة للتواجد بين رموز الصناعة.

كيف جاءت مشاركة فيلم {في يوم} في مهرجان القاهرة منذ البداية ومن صاحب الفكرة؟

أنا صاحب الفكرة. قدمنا الفيلم لإدارة المهرجان عن طريق الموقع الرسمي، وبعدها بأيام تلقيت اتصالا من سيد فؤاد، رئيس مسابقة آفاق السينما العربية، بعدما نال الفيلم إعجابه ومن هنا جاءت المشاركة. كانت لدى رغبة قوية لمشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة لأنه يساعدنا للظهور ضمن عناصر صناعة السينما، وأذكر أنني عندما كنت أتابع الفعاليات في العام الماضي كنت أتمنى الانتهاء من الفيلم لعرضه في الدورة المُقبلة، والحمد لله تم اختياره للمشاركة.

هل سيساهم نجاح الفيلم في دخوله المزيد من المهرجانات الدولية خلال الفترة المقبلة؟

بالتأكيد، لا بد من استثمار النجاح، وأعمل حالياً على تسويق الفيلم عبر مهرجانات كثيرة على مدار الفترة المقبلة.

يرصد فيلمك الفساد المُجتمعي داخل إطار سينمائي؟ فماذا عن هذه التجربة؟

كانت البداية الشعور بأن ثمة حالة اجتماعية تجمعنا ونعيش داخلها. من هنا ظهرت فكرة الفيلم عن حالة «الفساد المجتمعي» الذي نعيشه، ذلك من خلال ست حكايات مختلفة رصدها الفيلم، تروي بهدوء ما آلت إليه الأحوال.

لماذا تم التركيز على حكايات الأشخاص الستة فقط؟

أحترم المشاهد جداً وأتعامل مع الجمهور كشخصية ذكية شريكة في القصة، وكان الهدف الحقيقي من الفيلم أن يرى المُشاهد نفسه، لذلك تركنا مساحات مع التصوير البصري والموسيقي والمؤثرات يرى الجمهور من خلالها نفسه أو أصدقاءه، وهذا كان مقصوداً لأن شكل السينما التقليدية تضاءل جداً.

ما رأيك في الانتقادات التي وجهت إلى الفيلم، تحديدا بطء الإيقاع؟

تتعلق الفكرة برغبتي في تواجد الجمهور كشريك في الحبكة الدرامية لأن الفيلم بمثابة عقد بيني وبين المُتفرج، ولو بدأت حوادث الفيلم بسرعة ثم حصل بطء فيها سيؤدي ذلك إلى خلل، لذا اخترت منذ بداية الفيلم أن تكون مشاهده طويلة وتحتوي على نوع من العُمق الفكري لأؤكد من خلالها رؤيتي. باختصار، كانت وجهة نظري هي كيفية تحقيق الاتزان وكسر إيقاع الزمن عندما يشاهد الفيلم جمهور تتعاقب من حوله الحوادث بسرعة ويتفاعل معها بدراية وحكمة.

ما هي أبرز التعليقات الإيجابية التي لفتت انتباهك؟

كثيرة، من بينها تعليقات البعض حول أن الفيلم عبَّر عنهم، وثمة تعليق مهم جداً من سيدة قالت لي: «سعيدة جداً لوجود مثل هذه النوعية من الأفلام». وأحد أكثر الأمور التي استحسنها البعض أن أبطالي في الفيلم لم يقدموا أية تنازلات، لذا فأنا سعيد لأن ثمة من شعر أنني لم أتنازل وأننا تعاملنا مع الفكرة من مفهومنا الخاص كشباب.  

   

كيف جاءت التحضيرات للفيلم وما هي المعوقات التي واجهتك؟

بدأنا العمل منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكان الجانب المالي من ضمن أبرز الصعوبات التي واجهتنا لأنه في مجمله من نفقاتنا الخاصة، كذلك أعمال المونتاج للصعوبة في استقدام مونتير نظراً إلى الظرف المادي، بالإضافة إلى معوقات التصوير كشراء أنواع معينة من العدسات والاطلاع على استخدامات وأهمية كل عدسة، وكان من أصعب المشاهد مشهد الصحراء، لأننا جلسنا في الصحراء على مدار أسبوع كامل داخل خيم. لكن رغم ذلك كله، الحمدلله كان ثمة إصرار ورهان مع النفس لاستكمال الفيلم.

ما هي مشاكل صناعة السينما في الوقت الراهن؟

أرى أن مشاكل السينما تتلخص في مساحة الحرية، ويجب على الصانعين اللجوء إلى المخاطرة من دون خوف، لأنه طالما تواجد الخوف داخلنا سنظل في المكان نفسه، ويجب على الدولة أن تعطي لنا المساحة الكاملة، ونحتاج إلى عدد من دور العرض مثل سينما {زاوية}. ذلك كله يخرج صناعة السينما من الركود.

ماذا عن مستقبل السينما المستقلة؟

مستقبل مُشرق جداً، لأننا نبذل أقصى جهد للارتقاء بهذه الصناعة، وفي المُستقبل سنشاهد أفلاماً أخرى كثيرة، خصوصاً مع وجود جمهور مختلف. بالتالي، ما دام الجمهور موجوداً سيرضخ الصانع لطلباته، وأتمنى من الدولة أن تدعمنا بالتصريح وأماكن عرض الأفلام وتسهيل الأمور الروتينية، خصوصاً في ظل التطور التكنولوجي.

back to top