محمود حميدة: لم أعش الطفولة وزرت طبيباً نفسياً وإيناس الدغيدي صادمة بأقوالها

نشر في 26-11-2015
آخر تحديث 26-11-2015 | 00:01
حل الممثل المصري محمود حميدة ضيفاً مع الإعلامية وفاء الكيلاني في برنامج «المتاهة» عبر شاشة «أم بي سي»، وكانت الحلقة ممتعة وسلسة، نظراً إلى شخصية حميدة العفوية والبعيدة عن التفلسف، إذ لم يتهرب الفنان من الإجابة عن الأسئلة حتى لو كان بعضها محرجاً.
لم يحاول محمود حميدة، خلال حواره، أن يظهر أنه إنسان مثالي، فيتحدث عن حسناته وقيمه في الحياة، على غرار ما يقوم به نجوم كثر في إطلالتهم الإعلامية، بل كان صادقاً إلى أبعد الحدود وتحدث عن نجاحاته وإخفاقاته، عن أخطائه وصوابيته في أمور حياتية وعائلية وشخصية.

أشار إلى  أن شخصيته متمردة منذ صغره، لذلك بدأ العمل منذ كان في السابعة من عمره من دون استشارة أحد وقال: {لم اهتم كثيراً في حياتي بآراء الغير، وكنت، حين أريد  استشارة أحد في بعض المواضيع، أدرس شخصيتـه وخلفيته وأسأل نفسي حول الفائدة التي يمكن أن يقدمها لي، من خلال إجابته، يقيناً مني بأن السؤال أهم، في معظم الأحيان، من الجواب}.

ملل وفشل

شدد على أن الملل صفة ملتقصة به، لذلك  تنقل بين أعمال كثيرة، وكان لديه شغف دائم في اكتشاف أمور جديدة ومختلفة، وأضاف: {سمعت قصصاً كثيرة في حياتي، وكنت أعمل على أن أعيش قصصاً مماثلة في كل مجتمع أكون فيه، من هنا لم تكن لدي مشكلة في الانخراط مع أي بيئة بل أحرص على أن أعيش تفاصيلها}.

اعترف بأنه زار طبيباً نفسياً حين كان في الثانية والثلاثين من عمره، إذ كان يمر بأزمة نفسية، وقال له الطبيب إن الإنسان، حين يتخطى مرحلة من دون  عيشها يعود إليها في فترة متأخرة من حياته، وتابع: {عشت مراهقتي، لكن مرحلة الطفولة كانت غائبة ولا أذكر شيئا عنها}.

تحدث عن فشله أيام الجامعة وروى أنه قضى سبع  سنوات في كلية الهندسة ولم يثبت نفسه فيها لينتقل من بعدها إلى كلية التجارة.

بناته أساس حياته

حول زوجته الأولى سهير، قال إنه أحبها منذ  كان في الخامسة من عمره، وأضاف: {الزواج مؤسسة كبيرة ومن يريد  خوض غمارها عليه أن يكون على قدر من الوعي والإدراك، فالزوجان لا تربطهما علاقة جنسية غرائزية فحسب، وفي حال كان ذلك همّ الطرفين، يعني أن مصير هذا الارتباط فشل مبكر،  مع الأيام يتحول الزوجان إلى شخص واحد لدرجة أنهما  يشبهان بعضهما البعض في الشكل والأهواء}.

لفت إلى  رفضه السلطة الذكورية القائمة على استعباد الزوج لزوجته، وأن حضورها يقتصر على تلبية حاجاته وتنفيذ أوامره،  لأن الزواج بنظره شراكة قائمة على الرجل والمراة معاً وأضاف: {لا أنكر أنني في بداية شبابي كان في داخلي ما يسمّى بالـ{سي سيّد} لكن حين أنجبت بناتي الأربع، تغيرت نظرتي لرفضي أن يعاملهن أزواجهن بهذه الطريقة}.  

اعترف ان بناته اليوم هن أساس حياته رغم أنه سابقا كان يعتبرهن جزءاً من أولوياته وقال: {حين قررت الزواج ثانية قال لي أبي الذي رفض هذا الموضوع إن الهدف من حياته كان تربيتنا وتنشئتنا، فأجبته يومها إن بناتي هن أحد أهدافي في الحياة وأن طموحاتي كبيرة، أما اليوم فهمت أكثر معنى كلامه وأشعر بألا طموح  لدي سوى سعادة بناتي}.  

مال وغرور

أكد أنه لا يحب جميع المال لذلك يصرف ما يجني ولا يملك مدخرات، وكشف أن حبّه للمال، في الفترة الأولى من حياته، كان تأثراً بجدّه الميسور ويتمتع بـ {الجاه} بين الناس، وقال: {اعتقدت أنني أستطيع،  من خلال المال، شراء الجاه والوقار، لكني كنت على خطأ وأقنعني أبي بأن العلم هو سند الإنسان الوحيد، والمال لا يشتري السعادة في الحياة ولا أي حاجة. حول مفهومه للسعادة قال: {لا يمكن تفسيرها لكنها الراحة النفسية أولا}.

عن المشاهد الجنسية في الأفلام السينمائية قال ألا شيء يرد شهوة الإنسان {فإن لا يأتيها علنا سيأتيها سرا} ،  والمشكلة أن بعض الناس لا  يفرقون بين الخيال والواقع، لذلك يبدأون في التنظير وتوجيه الاتهامات،  فيكفرون بعض النجوم وينعتون البعض الآخر بالمنحلين أخلاقيا ويتهمون أخريات بالزنى، ويتابع: {حين تكون  ثمة إثارة في أي مشهد جنسي يعني ان الثنائي  يركزان على إيصال الفكرة للمتلقّي ولا يعيشانها على الصعيد الشخصي}.

أعرب عن إعجابه بفكر إيناس الدغيدي ونضالها في سبيل حقوق المرأة وتابع: {ايناس الدغيدي فعلها السينمائي أقلّ من فعلها الاجتماعي وهي صادمة بأقوالها}.

أشار إلى أن الغرور صفة قبيحة لكنه يتهم بها دائما وقال: {لا أحب ولا اريد أن اكون مغروراً، أنا إنسان احب أن اكون خارقاً للعادة، واعتبر أن وراء كل غرور عِقد نقص ولو كنت اعرفها لتخلصت منها فورا (يضحك).

{لا اتصالح مع نفسي بل اقف لها بالمرصاد}، يقول ويعترف بأنه إنسان مؤمن إلى أبعد الحدود ويلجأ دائما إلى ربّه ليس في وقت الصعاب فحسب بل دائماً، وعن الشيطان قال: {يجربني دائماً، أكسب أحيانا والعكس صحيح}.

كشف أنه لم يبك حتى في وفاة والده، الا أنه بكى مرة وحيدة على صديقه ومساعده كونه لم يبلغه بمرضه، وتوفي وهما في طريقهما إلى العمل. كذلك كشف أنه، في شبابه، تعاطى الممنوعات على غرار شباب كثر يريدون كسر حياة التقليد، لكنه نجح في الخروج منها.

back to top