Suffragette يبث حياة في النضال لأجل الحقوق

نشر في 12-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 12-11-2015 | 00:01
No Image Caption
هل تعيد كاري موليغان وحدها إحياء قصة الحركة النسائية في المملكة المتحدة؟ في فيلم Far from Madding Crowd الذي نزل إلى دور العرض في فصل الربيع، أدت هذه الممثلة دور بثشبا إيفردين، شخصية توماس هاردي الفيكتورية العنيدة. ترث هذه المرأة مزرعة، تدورها بالكد والحنكة، وتسعى إلى قيادة حياة مستقلة. ولا شك في أن هذه مهمة صعبة نظراً إلى أن الرجال هم المسيطرون، ويحاول ثلاثة منهم التقرب منها.

ننتقل أربعين سنة في الزمن إلى الأمام وتصبح موليغان مود واتس، امرأة من لندن تعمل ساعات طويلة وشاقة في مصبغة ضخمة، تبقي رأسها مطأطأً، وتقبل برغبات رب عملها الوسخ، حتى لو عنى ذلك غض النظر عن تحرشه بها، علماً أنه يقوم بذلك منذ أن بدأت العمل في هذا المكان، مع أنها كانت آنذاك صغيرة السن.

ولكن في Suffragette، الذي كتبته آبي مورغان (The Iron Lady وThe Hour) وأخرجته سارا غافرون (Brick lane)، تشعر مود بأن الكيل قد طفح. تدور أحداث هذه القصة الخيالية وسط تطورات العالم الحقيقية في القرن العشرين في إنكلترا. فيتتبع الفيلم نهضة مود السياسية وتطرفها. نراها في مستهل القصة امرأة عاملة تتقاضى أجراً زهيداً وتتعرض لسوء المعالمة، فضلاً عن أنها زوجة وأم أيضاً (يؤدي بن ويشو دور زوجها وآدم مايكل دود دور ابنها جورج). ثم تتحول إلى امرأة قوية تخاطب لويد جورج في البرلمان، تنضم إلى مجموعة من الناشطات اللواتي يرمين الحجارة ويفخخن علب البريد، وتُساق إلى السجن من رجال شرطة يحملون هراوات.

يضم Suffragette الكثير من التفاصيل الجميلة عن تلك الحقبة: شوارع لندن التي تعج بعربات تقودها أحصنة، عربات ترام قديمة، دراجات هوائية، وسيارات باكرة. كذلك تشكل أوساخ وبشاعة المجموعات السكنية الكبيرة في شرق لندن صورة مناقضة تماماً للقصور والمنازل الكبيرة والفخمة في الجانب الثري من المدينة. أضف إلى ذلك القبعات، المعاطف، الأثواب الفضفاضة، وحتى أزياء رجال الشرطة، وهكذا يتحول Suffragette إلى عرض لأزياء تلك الحقبة. لكن هذه القصة الدرامية تتحوَّل إلى حقيقة بسرعة كبيرة، عندما تُكسر النوافذ وتُضرم النيران في الأبنية، وعندما تُعتقل مود (يُسلب منها ابنها وعملها) وتُلقى في السجن. وعلى غرار المناضلة عن حق المرأة بالاقتراع إيميلي وايلدينغ ديفيدسون (التي تؤدي دورها ناتالي بريس في الفيلم)، تضرب مود عن الطعام وتُرغم في النهاية على الأكل بإقحام أنبوب مطاطي في حلقها. لا شك في أن لموليغان، التي تبدو دوماً أنها على وشك أن تبكي، أسباباً كثيرة تجعلها تشعر على هذا النحو في Suffragette: يتعامل الرجال الممسكون بزمام السلطة مع المرأة باحتقار واستخفاف، انطلقت حملة المطالبة بحق الاقتراع قبل خمسين سنة تقريباً ولم تحقق أي تقدم، ولم تنجح النساء بنيل مطالبهن بالتظاهر سلمياً. ومع أن زوج مود ليس حقيراً ولا نذلاً، لا يستطيع أن يأخذ حماسة زوجته السياسية الجديدة على محمل الجد. فمن الأسهل تقبل طريقة التفكير التقليدية: تفتقر المرأة {إلى هدوء الطبع والتوازن الفكري} لتتمكن من التوصل إلى إحكام سديدة في المسائل السياسية. هيلين بونهام كارتر صيدلانية تعقد اجتماعات لاتحاد المرأة السياسي والاجتماعي في غرفة خلفية من الصيدلية. وتؤدي رومولا غاراي دور زوجة رجل راقٍ مصممة على تغيير المجتمع. أما ماريل ستريب، فبلهجتها الإنكليزية المميزة (مختلفة عن تلك التي اعتمدتها عندما أدت دور رئيسة الوزراء الأولى في المملكة المتحدة مارغريت ثاتشر في The Iron Lady)، تؤدي دور زعيمة الاتحاد إيميلين بانكهرست. تقف في الشرفة لتدلي بخطاب عن “ضرورة عدم التخلي عن النضال”. في المقابل، يحظى براندن غليسون بدور أكثر خبثاً في شخصية محقق شرطة يحاول إقناع مود بالتحول إلى مخبرة. فيعطيها بطاقته، فضلاً عن نظرته المتعاطفة الأقوى والأشد تأثيراً.

إذا كنا اليوم نعتبر حق المرأة في الاقتراع وتبوء المناصب العامة أمراً مسلماً به، يذكرنا Suffragette أن المسائل كانت مختلفة قبل زمن ليس ببعيد. فقبل مئة سنة، ما كانت المرأة، سواء كانت زوجة، أماً، عاملة مصنع، مدرّسة، فنانة، أو حتى عالمة أو طبيبة (مع أن عدد تلك النساء لم يكن كبيراً)، تستطيع أن تختار السياسيين الذين يمثلونها في الحكومة أو يضعون القوانين.

نتيجة لذلك، نزلت النساء إلى الشارع وتحدين القوانين. تقول مود واتس المتقدة شراراً: {نكسر النوافذ ونحرق الأبنية لأن الحرب هي اللغة الوحيدة التي يصغي إليها الرجال}.

back to top