العمير: «الزور» متماشية مع الاشتراطات البيئية العالمية

● المطيري: المصفاة علامة فارقة في تاريخ القطاع النفطي وستكون لها بصمة في تطوير صناعة التكرير
● التشغيل الرسمي في نوفمبر 2019 بطاقة 615 ألف برميل يومياً وتكلفة 4.87 مليارات دينار

نشر في 14-10-2015
آخر تحديث 14-10-2015 | 00:06
أكد الوزير العمير أن مشروع مصفاة الزور يدعو إلى الاعتزاز والفخر، ويتماشى مع الاشتراطات العالمية البيئية، والكويت في حاجة إليه لخططها المستقبلية.
وقعت شركة البترول الوطنية الكويتية أمس عقود مشروع إنشاء مصفاة الزور النفطية الجديدة بكلفة 4.87 مليارات دينار، وبطاقة تكرير قدرها 615 ألف برميل يوميا.

وقام بتوقيع العقود الرئيسية للمشروع، الذي يتألف من 5 حزم رئيسية، الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية محمد المطيري، مع ممثلي التحالفات العالمية الفائزة بعقود المصفاة، وحضر حفل التوقيع وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د. علي العمير، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني، وجميع القياديين في القطاع النفطي.

وقال وزير النفط، في تصريح صحافي عقب حفل التوقيع، انه من المنتظر أن تبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة الزور الجديدة 615 الف برميل يوميا من الوقود النظيف المطابق للمواصفات القياسية العالمية، مضيفا ان مشروع مصفاة الزور يدعو للاعتزاز والفخر، وانه مشروع تنموي تحتاجه الكويت، كما انه متماش مع الاشتراطات العالمية البيئية، وكذلك هناك حاجة ملحة لوزارة الكهرباء والماء في خططها المستقبلية.

مجمع البتروكيماويات

وعن المشاريع النفطية الأخرى المهمة افاد العمير بأن هناك مشاريع كثيرة قادمة، منها مشروع مجمع البتروكيماويات الكبير الذي من خلاله ستتم الاستفادة من المشتقات التي تخرج من مصفاة الزور وتحويلها الى صناعات كيماوية جيدة.

ولفت الى انه وعلى مستوى القطاع النفطي هناك مشاريع اخرى كثيرة، واستكمال مشاريع قائمة من مراكز تجميع وخطوط امداد وغيرها، مشددا على ان انخفاض اسعار النفط لن يؤثر على مشاريع الكويت الاستراتيجية.

وأضاف: "نؤكد مرة أخرى اننا ولله الحمد الى الآن لم تعطل مشاريعنا بسبب انخفاض أسعار النفط، ونأمل أن تتم خطتنا الاستراتيجية ولا تتأثر بأسعار النفط، صحيح اليوم أسعار النفط تدور في فلك الـ45 دولارا للبرميل لكننا عازمون على أن نجد الطرق المثلى لتمويل هذه المشاريع، والا تتوقف، من أجل مصلحة الكويت وإنجاز ما يتعلق بالقطاع النفطي ضمن خطة الدولة التنموية".

وأكد ان "مشروع المصفاة تنموي، ونأمل أن يتم إنجازه في الموعد المحدد، ويتوافق مع متطلبات الكهرباء والماء والهيئة العامة للبيئة"، مضيفا: "رغم ان مشروع المصفاة كان فكرة منذ عام 2002، ولظروف معينة تأجل ولم ينفذ، إلا أننا فخورون بهذا الإنجاز".

مشاريع ضخمة

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية محمد المطيري إن "توقيع الشركة على عقود مصفاة الزور يمثل علامة فارقة، ليس فقط في تاريخ البترول الوطنية، وإنما في تاريخ مؤسسة البترول والقطاع النفطي بشكل عام، لأن المشاريع الضخمة التي قيد التنفيذ، مثل مصفاة الزور والوقود البيئي ومرافق استيراد الغاز المسال، ستكون لها بصمة واضحة في تطوير صناعة التكرير بالكويت".

وأوضح المطيري، في تصريح صحافي عقب توقيع العقود، أن المشروع يعد أحد أكبر المشاريع العالمية لتكرير النفط، بطاقة إجمالية تبلغ 615 ألف برميل يوميا، وسيساهم في زيادة القدرة التكريرية من 936 ألف برميل إلى 1.4 مليون برميل يوميا، لتلبية الطلب المتزايد على منتجات زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض.

وزاد ان المصفاة ستوفر مصدرا آمنا وثابتا لتغطية احتياجات وزارة الكهرباء والماء من زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض (أقل من 1 في المئة) والبالغة 225 ألف برميل، لتوليد الطاقة وتحقيق الأهداف البيئية للكويت في تحسين جودة الهواء، من خلال تقليص انبعاثات أكاسيد الكبريت، إضافة إلى تكرير الأنواع المختلفة من النفط الكويتي، وخصوصا النفط الكويتي الثقيل ونفط خام الأيوسين، وإنتاج 340 ألف برميل يوميا من المنتجات البترولية عالية الجودة والمطابقة لمواصفات التصدير العالمية، وتوفير فرص عمل للكويتيين وتعزيز تنمية الاقتصاد الوطني.

مشروع استراتيجي

وأعرب المطيري عن سعادته بتوقيع عقد مشروع مصفاة الزور الذي يعتبر المشروع الأضخم على مستوى الكويت، حيث تبلغ القيمة التقديرية 4.87 مليارات دينار، مشيرا الى ان هذا المشروع يعد من المشاريع الاستراتيجية ويحمل علامات كثيرة.

وبين ان المشروع سيوفر وقودا نظيفا لمحطات وزارة الكهرباء بنسبة كبريت منخفضة، لافتا الى ان المشروع سينتج منتجات جديدة تطابق الأسواق الأوروبية، حتى تتمكن الشركة من فتح أسواق جديدة للمنتجات في أوروبا، إضافة إلى تطوير الصناعة النفطية بالكويت والصناعات اللاحقة.

وزاد ان مؤسسة البترول تفكر في بناء مجمع بتروكيماويات متكامل، مشيرا الى ان مشروع مصفاة الزور مع مجمع البتروكيماويات مع مشروع منشآت استيراد الغاز المسال سيصبح مجمعا ضخما كبيرا يعتبر الأكبر في المنطقة، إضافة إلى أن المشروع سيفتح مجالا لتطوير الشركات المحلية ويفتح فرصا وظيفية كبيرة.

وتوقع ان يكون التشغيل الرسمي للمشروع في نوفمبر 2019 وسوف يسبق ذلك التشغيل التجريبي، موضحا ان مشروع استيراد الغاز المسال جاء بعد التجربة الناجحة لبناء وحدات استيراد الغاز المسال في مصفاة ميناء الأحمدي، التي تبلغ طاقتها 750 ألف مليون قدم مكعبة، وبعد نجاح التجربة واثبات ان استيراد الغاز خيار اقتصادي وبيئي، تمت دراسة بناء وحدات قائمة في منطقة الزور بطاقة 3 مليارات قدم مكعبة يوميا.

مواصفات الزور

وبين المطيري ان مواصفات الزور ستقلل نسبة الكبريت إذا احتاج الأمر في المستقبل، مشيرا إلى ان جميع منتجات المصفاة مطابقة للمواصفات العالمية، وهي نفس منتجات الوقود البيئي، متابعا ان زيت الوقود لمحطات الكهرباء سيكون نسبة الكبريت 1 في المئة بطاقة 225 الف برميل يوميا.

وزاد ان الهيئة العامة للبيئة في طور اللائحة التنفيذية لقانون البيئة الجديد، مشيرا الى انه "لو تغيرت بعض المواصفات فلدينا الدراسات اللازمة لمواكبة هذا التغيير".

واردف ان الدفعات المالية التي ستتسلمها التحالفات العالمية عقب توقيع العقود ستكون حسب بنود العقد، وحاليا بعد وضع الضمانات من الشركات الفائزة يأتي دور الدفعة الأولى، وهي 3 في المئة من قيمة المشروع، حتى تبدأ أعمالها وتصل إلى 10 في المئة خلال 6 أشهر حسب الجدول الزمني.

وذكر ان المشروع الضخم يعتمد على أكثر تقنيات التكرير تطورا، والتي سيتولى قيادتها جيل كويتي واعد وكفء ومدرب، وسيعزز قدرات الشباب الكويتي التي طالما أولته البترول الوطنية كل عناية ممكنة، ويوفر كما كبيرا من فرص العمل لهم، إضافة إلى فرص استثمارية كبرى للقطاع الخاص، والتي ستساهم بدورها في دعم التنمية الاقتصادية وازدهار البلاد، متابعا ان مؤسسة البترول تتطلع نحو تقييم جدوى تكامل مصفاة الزور مع مجمع البتروكيماويات والذي سيؤسس لصناعة تكرير عملاقة بالكويت.

توليد الطاقة

من جانبه، ذكر نائب الرئيس التنفيذي للمشاريع في شركة البترول الوطنية حاتم العوضي ان مشروع مصفاة الزور يستهدف تلبية الطلب المتزايد لمحطات توليد الطاقة من زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض، لافتا إلى أن الميزانية المعتمدة لتنفيذ برنامج مصفاة الزور تقدر بـ4.8 مليارات دينار، بينما صرف فعليا على المشروع حتى الآن نحو 408 ملايين.

وأضاف العوضي، في تصريح صحافي على هامش حفل توقيع العقود، ان الموعد المتوقع للتسليم النهائي للمشروع 5 ديسمبر 2019، ومن ثم البدء في مرحلة الضمان التي تستمر 12 شهرا، لافتا إلى ان البدء في تنفيذ الأعمال سيكون في 28 الجاري، أما التسليم المبدئي لأعمال المقاولين ففي 28 يوليو 2019.

وأوضح ان نسبة الاعمال المدرجة للتنفيذ من قبل المقاولين المحليين تقدر بنحو 20 في المئة من قيمة عقود برنامج المصفاة، حيث تم صرف ما يقارب 36 مليون دينار حتى الآن، من خلال اعمال استصلاح التربة وبناء مبنى لفريق العمل بالمشروع وأعمال الحفظ والصيانة والتخزين لأوعية الفصل ذات الضغط العالي، مضيفا ان شركة فان اوورد هي التي تتولى استصلاح التربة، حيث وصلت نسبة التطور في العمل هناك نحو 63.12 في المئة، ومن المتوقع الانتهاء تماما في يوليو المقبل.

عقود الترسية

وبين العوضي ان القيمة الاجمالية لترسية عقد الحزمة الأولى بلغت 1.2 مليار دينار للمقاولين شركة تيكنيكاس رياتيداس، وسينوبيك وهانوي للهندسة والانشاءات، أما الحزمتان الثانية والثالثة فتمت ترسيتهما بقيمة 1.7 مليار دينار على المقاولين شركة فلور ليميتد، وهيونداي للصناعات الثقيلة، ودايوو للهندسة والانشاءات.

وزاد ان الحزمة الرابعة تمت ترسيتها بقيمة 475 مليون دينار على المقاول شركة سايبم وشركة ايسار المتحدة للمشاريع، اما الحزمة الخامسة فكانت بقيمة 454 مليون دينار وتمت ترسيتها على شركة هيونداي للهندسة والانشاءات، وشركة سايبم، واس كي للهندسة.

وحول قيم الكفالات البنكية للحزم الرئيسية بما يعادل 5 في المئة من قيمة العقد تابع انها بلغت 64 مليون دينار للحزمة الأولى، و87 مليونا للحزمتين الثانية والثالثة، و23 مليونا للحزمة الرابعة، و22 مليونا للحزمة الخامسة.

وعن الدفعات المقدمة قال انها جاءت بما يعادل 10 في المئة من قيمة العقد بدون قيمة الأعمال الاختيارية، حيث جاءت قيمة الدفعة المقدمة للحزمة الأولى بنحو 121 مليون دينار، اما الحزمتان الثانية والثالثة فبلغت قيمة الدفعة المقدمة نحو 163 مليونا، والحزمة الرابعة بنحو 45 مليونا، والخامسة بـ42 مليونا.

وبشأن المرخصين للوحدات، زاد ان المرخص لوحدة dht. Sru شركة شيل غلوبل، اما شركة شيفرون فترخص لوحدة ards، اما وحدات nht ،kht ،ht فترخص لشركة هيلدر توبسو.

كفاءة المقاولين

من جانبه، أفاد مدير مشروع مصفاة الزور في شركة البترول الوطنية خالد العوضي بأن كل المقاولين على استعداد للبدء في الهندسة التفصيلية للمشروع عقب التوقيع على العقود، مشيرا الى ان المقاولين سيبدأون من حيث انتهت "البترول الوطنية"، وفقا لما مشروط في العقود ومواصفات العمل.

واضاف العوضي ان الثلاثة اشهر المقبلة سيتم الاتفاق مع المقاولين على وضع خطة العمل التي ستستمر اربع سنوات، مؤكدا ان تلك المرحلة تحتاج مجهودا كبيرا يتطلب تنسيقا ضخما لجلب المواد وفحصها ونقلها الى ارض المشروع وتركيبها، مشيرا الى انه في يوليو 2019 سيتم الانتهاء من مرحلة التنفيذ انتقالا لمرحلة التشغيل التجريبي.

وزاد ان الشركة بدأت فعليا في تسلم الاراضي الخاصة بالمشروع والتي تقدر بـ43 قطعة مختلفة، تم تسلم عدد كبير منها فعليا، وسيتم تسلم الباقي تباعا وفقا لخطة تنفيذ المشروع، موضحا انه سيتم تسلم كل الاراضي من المقاول مطلع يونيو المقبل.

ولفت الى ان المشروع يمثل أهمية استراتيجية اقتصادية للكويت في توفير وقود آمن للطاقة الآمنة، إضافة إلى تحسين جودة الوقود الذي يعمل على تحسين جودة البيئة، مؤكدا ان مصفاة الزور لها مردود اقتصادي يقدر بملايين الدنانير حسب أسعار النفط.

تكنولوجيا حديثة

وقال العوضي إن التكنولوجيا الحديثة متطورة على الدوام، مشيرا الى "اننا نواكب باستمرار كل المستجدات العالمية والمتطلبات والشروط العالمية"، مؤكدا انه "تتم دراسة تلك التكنولوجيا لتطبيقها في مشاريعنا المختلفة".

وأشار إلى أن الدفعات منصوص عليها في العقود على أساس نسبة الانجاز، وعلى أساس ذلك يتم رصد الميزانيات ليتم تمويل المشروع على تلك الاجزاء من المشروع، موضحا أن تلك النسب يتم الالتزام بها حسب بنود العقد.

وفي ما يتعلق بالمفاعلات التي تم شراؤها سابقا اردف ان تلك المفاعلات تحت الصيانة الدائمة في البترول والمصنعين، وسيتم تسليمها الى المقاولين لحين تركيبها. وحول عدد العمالة المتوقع في المشروع وقت التشييد والبناء لفت الى ان نسبة العمالة يمكن أن تصل إلى 45 ألف عامل من جميع الشركات المنفذة.

خمس حزم لأربعة تحالفات

تنقسم عقود تنفيذ مشروع مصفاة الزور إلى خمس حزم، وقد رست على أربعة تحالفات، تشمل الحزمة الاولى وحدات التصنيع الرئيسية، وتمت ترسيتها على Technicas Reunidas (قائد التحالف / اسبانيا) وSinopec Engineering (كوريا الجنوبية) وHanwha Engineering and Const. Corp (الصين) عبر وكيلها المحلي مؤسسة العجران للتجارة العامة والإنشاء، وبلغت قيمة الترسية 1.28 مليار دينار ومدة العقد 45 شهرا.

وتمت ترسية الحزمتين الثانية والثالثة الخاصة بوحدات المساندة وخدمات البنية التحتية على تحالف Flour Limited (قائد التحالف / بريطانيا) وHyundai Heavy Industries Co (كوريا الجنوبية) وDaewoo Engineering Const. Co (كوريا الجنوبية)، عبر وكيلها المحلي مؤسسة فؤاد محمد ثنيان الغانم بمبلغ 1.7 مليار دينار وبمدة عقد قدرها 45 شهرا.

وتضم الحزمة الرابعة حظائر الخزانات والأنظمة التابعة لها، وتمت ترسية الحزمة على تحالف Saipem S.p.A. (قائد التحالف / إيطاليا) وEssar Projects Limited (الهند) عبر وكيلها المحلي شركة توتال للتجارة العامة والمقاولات بمبلغ اجمالي قدره 475.2 مليون دينار ومدة عقد تبلغ 45 شهرا.

وتمت ترسية الحزمة الخامسة الخاصة بمرافق التصدير البحري على Hyundai Engg. and Const Co (قائد التحالف / كوريا الجنوبية) وSaipem S.p.A (إيطاليا) وSK EC (كوريا الجنوبية) عبر وكيلها شركة عبدالله الصقر وإخوانه بمبلغ قدره 454.2 مليون دينار ومدة عقد تبلغ 45 شهرا.

back to top