تتململ باستمرار؟ لست على خطأ!

نشر في 14-10-2015
آخر تحديث 14-10-2015 | 00:01
No Image Caption
بالتململ يستطيع مَن يمضون معظم النهار في الجلوس بالمكتب أمام شاشة الحاسوب، التخلص من جزء من الضرر الصحي الناجم عن طبيعة عملهم، وفق الباحثين.
ندرك جميعنا تأثيرات الجلوس مطولاً السلبية. فقد أكدت سلسلة من الدراسات أن تمضية ساعات في الكرسي كل يوم قد يقصر عمر الإنسان بسنوات.

لكن دراسة أخيرة شملت أكثر من 12 ألف امرأة بريطانية تُظهر أن مَن يتململن كثيراً يتمتعن بحماية أكبر من مضار الجلوس. فقد تبين أن النساء اللواتي يجلسن من دون حراك طوال ساعات أكثر عرضة للوفاة خلال سنوات الدراسة مقارنة بتلك اللواتي لم تنفك أطرافهن تنقر، تتأرجح، أو تهتز.

تذكر جانيت كادي، بروفسورة متخصصة في علم الأوبئة الغذائي في جامعة ليدز: {يبدو أن الأكثر تململاً بيننا يحظين بنتائج صحية أفضل على الأمد الطويل}.

تشير النتائج أيضاً إلى أن علينا تشجيع زملاءنا في العمل الذين ينقرون بأقدامهم على مواصلة ذلك، لا الطلب منهم التوقف، وأن من الضروري أن يعيد الأساتذة النظر في النصيحة المشابهة التي يوجهونها إلى الطلاب الدائمي الحركة.

تؤكد كادي: {قد يكون التململ مفيداً. لا أظن أننا سندرب الناس على التململ لأسباب صحية، إلا أن من المثير للاهتمام أن هذه الحركات الصغيرة الناشطة قد تكون مفيدة}.

في الدراسة، طُلب من 12778 امرأة تتراوح أعمارهن بين 37 و78 سنة تقديم المعلومات عن معدل الوقت الذي يمضينه في الجلوس يومياً وتحديد نسبة تململهن على مقياس من واحد إلى 10، علماً أن {واحداً يشير إلى عدم التململ مطلقاً} و10 إلى {التململ المستمر}.

كذلك جمعت كادي تفاصيل عن غذائهن، تمارينهن الرياضية، ومدى تدخينهن وشربهن الكحول. دُعيت تلك النساء للمشاركة في الدراسة بين عامَي 1999 و2002 وتتبع الباحثون حالتهن طوال 12 سنة لاحقة.

وزعت كادي المشاركات على ثلاث مجموعات: القليلة التململ، المتوسطة التململ، والكثيرة التململ. ذكرت في مقال نشراته في مجلة الطب الوقائي الأميركية أنها لاحظت أن النساء اللواتي جلسن طوال سبع ساعات أو أكثر يومياً كن أكثر عرضة للموت جراء أي سبب بنسبة 30%، مقارنة بمن جلسن خمس ساعات أو أقل، شرط أن يكن قليلات التململ. فمن انتمين إلى المجموعة المتوسطة أو الكثيرة التململ لم يواجهن خطر موت أكبر، عندما جلسن فترات أطول.

تستند الدراسة إلى عمل شدَّد على مخاطر تمضية فترات طويلة في الجلوس، حتى بين مَن يكونون ناشطين جداً جسدياً خارج ساعات العمل.

لكن هذه الاكتشافات تظل أولية لأن النساء ربما تململن أكثر أو أقل مما اعتقدن. ومن العوامل المجهولة الأخرى ما إذا كان التململ عارضاً ظاهراً لواقع آخر يؤثر في صحة الإنسان.

لكن كادي تعتبر أن هذا الرابط يستحق التدقيق فيه. فمن الممكن، وفق الباحثة، أن يعدل التململ العمليات الفيزيولوجية، حتى عندما يكون معدل النشاط أدنى بكثير من التمارين التقليدية. تضيف كادي: {صحيح أننا ما زلنا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث، إلا أن هذه الاكتشافات تثير أسئلة عما إذا كانت الأوجه السلبية المرتبطة بالتململ، مثل الفظاظة أو قلة التركيز، ستستمر، إذا كانت هذه الحركات البسيطة مفيدة}.

تنصح السلطات الصحية البالغين بالقيام بنحو 150 دقيقة من التمرين المعتدل أسبوعياً. لكن كادي تشير إلى أن البالغين الذين يبلغون هذا الهدف وينامون ثماني ساعات في اليوم قد يمضون أيضاً أكثر من 15 ساعة يومياً في حالة من الخمول، إن فكروا في ذلك بدقة.

يضيف غاريث هاغر-جونسون، أحد المشاركين في إعداد الدراسة في جامعة لندن: {تدعم نتائجنا الاقتراح أن من الأفضل تفادي الجلوس فترات طويلة، فحتى التململ قد يشكل نوعاً من الحركة يحدث فارقاً}.

back to top