تعلّم من الأكثر خبرة

النساء مناضلات بطبعهن. فالأشخاص العشرة الذين عاشوا أطول فترة مثبتة نساء، شأنهن في ذلك شأن 85% من المعمرين (مَن تتراوح أعمارهم بين المئة والمئة والعشر سنوات). اكتشف الباحثون الذين درسوا حالة المعمرين أن الجينيات الجيدة ونمط الحياة الصحي ليسا العاملين الوحيدين اللذين يزيدا احتمال العيش حتى المئة. يتشاطر معظم المعمرين خصائص عاطفية، مثل المرونة، أي القدرة على التكيف ببراعة مع الإجهاد والظروف المعاكسة. تدرس الدكتورة جينيفر موي مراحل الحياة والمرونة بصفتها عالمة نفس للمسنين في نظام الرعاية الصحية في بوسطن التابع لجامعة هارفارد. وفي عملها مع الناجين من مرض السرطان، اكتشفت أن المسنين يتكيفون بشكل أفضل مع تشخيص مرض السرطان وعلاجه، مقارنة بالشبان ومَن بلغوا منتصف العمر. تقول: «عندما نتقدم في السن، نكون قد صادفنا الكثير وأصبحنا أكثر قدرة على النهوض مجدداً بعد كل كبوة». كذلك لاحظت الدكتورة موي أن بعض الناس يتمتع بمرونة طبيعية لأنه يواصل طريقه تلقائياً بعد كل أزمة. في المقابل، يحتاج آخرون إلى التفكير في الوضع والاستنتاج أنهم أقوى مما يعتقدون لأنه نجوا من محنة ما.

كيف تنمين المرونة؟

كشفت الدراسات أن المرونة ترتبط ببعض الخصال التي يمكن اكتسابها، مثل التحلي بمقاربة منفتحة وصادقة في التعامل مع الآخرين، اللياقة البدنية، الاستمتاع بالحياة، القدرة على التكيف مع التغيير، التعلم من النكسات، والحفاظ على التفاؤل. إليك بعض الاقتراحات الجيدة:

• نمي علاقات اجتماعية قوية: التمتع بمجموعة واسعة من الأهل والأصدقاء يضمن حصولك على الدعم الذي قد تحتاجين إليه خلال الأزمات.

• استمتعي بكل يوم: قومي بنزهة في الحديقة، طالعي كتاباً ممتعاً، استمعي إلى الموسيقى، أو تبادلي حديثاً مرحاً مع بعض الأصدقاء. اعتبري حياتك هبة وحاولي أن تستفيدي من كل يوم فيها.

• تعلمي من النكسات: فكري في الموارد التي استندتي إليها للاستمرار في الأزمات السابقة واستغليها للمضي قدماً. ولا شك في أنك ستلاحظين أن هذه التجارب جعلتك أكثر قوة.

• اعتني بنفسك: قومي بأمور تحبينها وتساعدك على الاسترخاء. تناولي أطعمة مغذية، احصلي على كمية كافية من النوم، تمرني بانتظام، لا تفوتي مواعيدك لدى الطبيب، وتناولي أدويتك بانتظام.

• لا تفقدي الأمل: إن كانت الأحوال أفضل في الماضي، فقد تعود كذلك بعد حين. حاولي أن تتخيلي المستقبل الذي ترغبين فيه واعملي على تحقيقه.