الماجد: مليارا شخص سيستخدمون هواتفهم الذكية في إدارة معاملاتهم المالية خلال 15 عاماً

استعرض بـ «العالمية للاقتصاد الإسلامي» مستقبل الخدمات المصرفية في ظل تطورات الإنترنت والهواتف الذكية

نشر في 07-10-2015
آخر تحديث 07-10-2015 | 00:04
No Image Caption
ناقشت القمة التي تنظمها «تومسون رويترز» بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي على مدى يومين القضايا الحاسمة التي تؤثر على الاقتصاد الإسلامي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بفرص الأعمال، والاستثمار في مجال التمويل والتأمين الإسلامي، وسلسلة القيمة الكاملة للأغذية الحلال من التصنيع، إلى الخدمات اللوجستية والسياحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
في واحدة من أبرز جلسات القمة العالمية للاقتصاد الاسلامي 2015 التي انطلقت فعالياتها في دبي استعرض نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لبنك بوبيان عادل الماجد مستقبل الخدمات المصرفية، بناء على التطورات الكبيرة في استخدام الانترنت والهواتف الذكية، مؤكدا أن أكثر من ملياري شخص حول العالم سيستخدمون هواتفهم الذكية في إدارة معاملاتهم المالية خلال 15 عاماً.

وقال الماجد، ان التطورات الأخيرة التي شهدها العالم ممثلة في الانتشار السريع للانترنت والنمو الرهيب لأجهزة الهواتف الذكية وجعلها في متناول الجميع أحدثت الكثير من التغيير في حياة الناس اليومية بكل شرائحهم. وأضاف انه على الرغم من أن هذا التغيير قد ينظر اليه انه استفاد منه الأغنياء او القادرون على امتلاك التكنولوجيا، فان الواقع يبدو مغايرا، حيث منحت التكنولوجيا الرخيصة الفرصة للجميع للحصول على الانترنت والهواتف الذكية، وغيرت كثيرا في حياة البسطاء ومحدودي الدخل حول العالم.

وأوضح وفقا لدراسة أعدتها مؤسسة ماكنزي أن 500 الى 1000 مليون شخص حول العالم سيدخلون عالم الانترنت خلال 3 سنوات، والأهم ان هؤلاء لن يكونوا بحاجة الى أجهزة كمبيوتر او أجهزة لوحية، حيث سيعتمدون بصورة كبيرة على هواتفهم النقالة.

وأشار الى انه بحلول 2020 فإن عدد مستخدمي الهواتف الذكية سيتجاوز 6 مليارات نسمة يمثلون 70 في المئة من عدد سكان العالم، والاهم ان 80 في المئة منهم سيتركز في آسيا وافريقيا والشرق الأوسط.

ولفت الماجد الى أن ذلك معناه ان التحولات المقبلة سيكون للتكنولوجيا الرخيصة ممثلة في الانترنت المجاني او شبه المجاني والهواتف الذكية الرخيصة الدور الرئيسي في احداثها وهو ما يعنى حدوث نقلات نوعية في حياة البشر اليومية. وأضاف "باختصار شديد ان ذلك يعني ان التكنولوجيا لم تعد رفاهية كما كانت في الماضي، بل أصبحت ضرورة لأنها أصبحت أساسية في حياة الانسان اليومية أيا كان مستواه المعيشي او الاجتماعي".

ولفت الى الكثير من المحاولات التي لاقت نجاحا في توفير انترنت رخيص او شبه مجاني الى جانب ما اعلنته شركات عملاقة مثل غوغل وفيس بوك عن مبادرات فعلية لتوفير انترنت مجاني للجميع لاسيما الدول الفقيرة، وضرب مثالا بالطائرة بدون طيار التي تنوي فيسبوك اطلاقها، والتي يمكنها ان تغطي مناطق شاسعة مزودة إياها بالانترنت المجاني مدة قد تصل الى 3 أشهر اعتمادا على الطاقة الشمسية.

مستقبل الخدمات المصرفية عبر الهواتف

من ناحية أخرى، أكد الماجد ان المستقبل يحمل الكثير للبشرية من خلال إمكانية الحصول على خدمات ومنتجات وحلول مصرفية كانت حكرا على البنوك من خلال مصادر أخرى مثل شركات الاتصالات او شركات تؤسس لهذا الغرض. وقال "بدون شك فان الحديث عن مستقبل باهر للهواتف النقالة عموما والذكية على وجه الخصوص يستند الى الواقع الذي تعيشه بعض الدول في قارة افريقيا مثل كينيا وتنزانيا، وفي قارة اسيا مثل الهند وبنغلاديش".

إلى ذلك، أوضح الماجد ان الدراسات تؤكد ان حوالي 2.5 مليار شخص بالغ حاليا حول العالم محرومون تماما من الخدمات المصرفية لأسباب تتعلق في غالبها بتصنيفهم ضمن فئة محدودي الدخل.

وبين، حسب دراسة لمؤسسة غيتس، أنه خلال 15 عاما من الآن سيتمكن اكثر من 2 مليار شخص بالغ من إدارة مواردهم المالية دون الحاجة لأن يكونوا عملاء في أي بنك او مصرف اعتمادا على تكنولوجيا الهواتف الذكية والانترنت.

وضرب مثالا طريفا بما يحدث حاليا في بنغلاديش كدولة فقيرة، حيث ان الوصول الى اقرب فرع لبنك قد يتطلب السفر ساعات طويلة في حين يمكن للملايين وغالبيتهم من النساء اجراء العديد من المعاملات المالية باستخدام هواتفهم النقالة.

وأشار الى ان هذه الخدمة التي اطلقت في بنغلادش عام 2010 تحت اسم b kach يتم من خلالها تنفيذ اكثر من 2 مليون عملية تحويل مالية يوميا بقيمة شهرية تتجاوز المليار دولار في ظل وجود الهواتف النقالة مع اكثر من 75 في المئة من الرجال و50 في المئة من النساء.

تجربة «بوبيان»

واستعرض الماجد تجربة بنك بوبيان في عالم mobile banking، موضحا ان البنك استثمر، بقوة، في هذا المجال خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث ان 80 في المئة من عملاء البنك حاليا ينفذون عملياتهم المصرفية عبر الهواتف النقالة، مشيرا الى ان عمليات التحويل عبر الهواتف زادت وتضاعفت خلال السنوات الأخيرة 25 مرة.

وأكد ان بنك بوبيان استطاع من خلال استثماراته في التكنولوجيا المصرفية التأكيد على ريادته في هذا المجال من خلال طرحه للعديد من الخدمات الجديدة على السوق الكويتي الى جانب انفراده بها حتى الآن .

وكشف أن البنك من خلال طرحه للمنتجات والخدمات المصرفية الالكترونية يؤكد ريادته وقيادته لهذه النوعية من الخدمات في السوق الكويتي، مضيفا انه "في ظل التطورات التي يشهدها العالم اليوم والذي بات (عالما رقميا) فإن التحديات تزيد أمام البنوك التي بات لزاما عليها مواكبة هذه التطورات.

ولفت إلى أن العام الحالي شهد اطلاق مجموعة من الخدمات التقنية من بينها النقلة النوعية التي احدثها البنك في السوق، حيث كان اول من يطرح بطاقات الائتمان (ماستركارد وفيزا) والتي تعمل وفق نظام  TAP and PAY لأول مرة في الكويت، والتي تتميز بسهولة استخدامها المطلقة في حال الدفع في أي من المحلات والأماكن التي تقبل باستخدام بطاقات الائتمان باستخدام تقنية (Near Field Communication NFC).

كما أطلق البنك التطبيق الخاص بساعة APPLE الذكية "Apple Watch"، التي تعتبر أحدث التطبيقات التقنية في عالم الاتصالات، وامتداداً لخدمة بوبيان موبايل، وهو ما يمنح عملاء البنك إدارة حساباتهم في أي وقت ومن اي مكان بأعلى مواصفات الأمان والحفاظ على سرية المعلومات.

وطرح البنك أيضا منتج بطاقات الائتمان الافتراضية التي تمنح العملاء حرية اكبر في التسوق عبر الانترنت الى جانب خدمة الايداع الفوري عبر الـ"كي نت" والتي تمنح العملاء إمكانية إيداع الأموال فورا في حساباتهم من أي حساب آخر في الكويت باستخدام أي بطاقة تحمل شعار "كي نت" إضافة الى تطوير خدمات على السريع التي سبق أن طرحها البنك قبل عدة اشهر.

يذكر أن فعاليات القمة انطلقت أمس الأول تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ونائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وجاء اختيار اللجنة المنظمة للماجد كأحد المتحدثين الرئيسيين في القمة بسبب خبراته التي اكتسبها خلال 3 عقود قضاها في بنك الكويت الوطني حتى ترأس الجهاز التنفيذي لبنك بوبيان الاسلامي في عام 2009، حيث تمكن خلال هذه الفترة من وضع البنك ضمن اهم البنوك الاسلامية العاملة في الكويت.  

وتناقش القمة التي تنظمها تومسون رويترز بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي على مدار يومين القضايا الحاسمة التي تؤثر على الاقتصاد الإسلامي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بفرص الأعمال والاستثمار في مجال التمويل والتأمين الإسلامي وسلسلة القيمة الكاملة للأغذية الحلال من التصنيع إلى الخدمات اللوجستية والسياحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

back to top