تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات موضة أم استسهال وبحث عن «الشهرة والاستمرار»؟

نشر في 06-10-2015
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:01
أعاد مسلسل «الكيف» المأخوذ من فيلم يحمل الاسم نفسه، موضة تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات، فبعدما توقف هذا الاتجاه سنتين على أثر فشل أعمال عدة محسوبة على هذه النوعية، استأنف صناع الدراما تنفيذ أعمال تدخل ضمن هذه النوعية.
يعكف السيناريست أحمد محمود أبو زيد على الانتهاء من كتابة حلقات مسلسله الجديد «الكيف»، بطولة أحمد رزق وباسم سمرة، وانضمت إليهما أخيراً  عفاف شعيب، وهو منقول عن الفيلم الذي كتبه والده السيناريست محمود أبوزيد عام 1985  وأدى بطولته يحيى الفخراني، محمود عبدالعزيز، جميل راتب، نورا وفؤاد خليل.

«الكيف» ليس العمل الوحيد المرشح في هذا السياق خلال موسم رمضان 2016 بل  ثمة أفلام على وشك تحويلها إلى مسلسلات  على غرار «الأخ الكبير» (1958 )  الذي شارك في بطولته: فريد شوقي وأحمد رمزي وسيؤدي دوريهما باسم سمرة وأحمد عزمي بالإضافة إلى علا غانم التي تؤدي البطولة النسائية.

اللافت أن المسلسل لن يحمل اسم الفيلم وسيكون عنوانه «الرحلة»، وهو من تأليف مصطفى سليم وإخراج عبد العزيز حشاد.

يفكر مصطفى شعبان جدياً في مشروع تحويل فيلم «إشاعة حب» إلى مسلسل  يعرض  على شاشة رمضان 2016، وكان المخرج مجدي الهواري تحمس  للفكرة منذ فترة لكنها تأجلت أكثر من مرة. يذكر أن الفيلم من  بطولة: عمر الشريف، سعاد حسني ويوسف وهبي.

يحاول المخرج سمير سيف تحويل فيلم «المشبوه» إلى مسلسل. تدور القصة  حول ماهر  الذي يتعرف على بطة، فتاة ليل،  أثناء سرقته لأحد المنازل، ويشتبك مع ضابط المباحث ويصيبه وينزع منه مسدسه ثم يهرب مع بطة ويقرران  الزواج والتوبة، إلا انه لا يلبث أن يعود إلى الانحراف حتى يتم خطف ابنه.

حبكة جديدة

أحمد رزق الذي قدم «العار» و{الأخوة أعداء» وهما محولان من فيلمين، ومرشح لبطولة «الكيف»، يرى  ضرورة ألا يفكر الممثل في اسم الفنان الذي سبق له أداء الدور نفسه  في الفيلم الأصلي، بل تجسيد  الشخصية بروحه بعيداً عن العمل الأول، مشيراً إلى ضرورة أن يتضمن المسلسل المنقول عن فيلم قديم حبكة جديدة ولمسة المؤلف والمخرج، حتى لا يشعر المشاهد أنه يشاهد الفيلم نفسه، لا سيما أن أفلاماً قديمة كثيرة تعد معاصرة ومتماشية مع الواقع، لتناولها مشكلات اجتماعية نعاني منها.

بدوره يؤكد السينارسيت أحمد محمود أبو زيد أن مسلسل «الكيف» سيختلف عن الفيلم وستضاف شخصيات جديدة وأحداث مختلفة لتتناسب مع ثلاثين حلقة، موضحاً أن جهة الإنتاج طلبت منه هذا العمل، فضلا عن حماسة والده لتحويل فيلمه إلى مسلسل،  على غرار فيلم «العار» الذي  حقق نجاحاً لدى عرضه كدراما تلفزيونية منذ سنوات.

يضيف  أن القضية التي يطرحها الفيلم ما زالت تعيش بيننا، ذلك أن معدل الإدمان  ازداد بالإضافة إلى الغش، ما دفع جهة الإنتاج إلى تقديم هذا العمل في هذا التوقيت تحديداً، لافتاً إلى أنه سيقدم للمشاهد خلطة مختلفة عن الفيلم.

ملاءمة العصر

مصطفى محرم صاحب سيناريو مسلسلي «الباطنية» و{سمارة»،  لا يمانع من تحويل الأفلام إلى مسلسلات، طالما أنه يتم إدخال تغييرات وإضافة شخصيات على السيناريو ليصلح لثلاثين حلقة، مؤكداً أنه يحاول أن يلائم المسلسل العصر الذي يتم تقديمه فيه.

يضيف أن هذه المهمة ليست سهلة بل في غاية الصعوبة، وهي سلاح ذو حدين، نظراً إلى المقارنات بين العمل الأصلي والجديد، مشيراً إلى أهمية أن يبحث المؤلف والسيناريست عن مفاتيح درامية جديدة بعيدة عن الفيلم، مع الحفاظ  على روح الفكرة والقصة الأصلية.

أما الناقد الفني أحمد سعد الدين، فيلاحظ  أن الاستسهال وراء لجوء المؤلفين إلى مثل هذه الأعمال التي  يعاد تقديمها، لاسيما عندما تكون الأفلام الأصلية ناجحة ما يسهل مهمة الترويج للمسلسلات المقتبسة عنها.

يضيف: «على مدار السنوات الماضية  ومع انتشار ظاهرة تحويل الأفلام إلى مسلسلات، أثبتت التجربة أن الأفلام القديمة هي الأنجح وتبقى في ذاكرة المشاهد، فالجميع مازال يشاهد فيلم «رد قلبي» باستمتاع، لكننا لا نلتفت إلى المسلسل الذي يحمل الاسم نفسه، لاسيما أن الجمهور يقارن دائماً بين الأبطال  في العملين: القديم والجديد».

back to top