تغريد الداود: الكتابة التلفزيونية لا تستهويني

نشر في 06-10-2015
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:01
• أعلنت أنها ضدّ حصر المسرح النوعي في المهرجانات
تقول الكاتبة تغريد الداود إن المهرجانات المسرحية وسيلة هادفة لها مميزات، لكن المسارح في الكويت غير مجهزة،  لذا يباشر طاقم المسرحية تجهيز الأجواء المسرحية المناسبة من الصفر. وتتساءل الداود: لماذا لا يسمح للمسرحيات الجادة  أن تعرض خارج نطاق المهرجانات وللجمهور تقييمها،  لا سيما أنها تلقى إشادة من لجان التحكيم أو المختصين؟.  {الجريدة} التقتها وكان الحوار التالي معها.

هل فكرت في خوض تجربة الكتابة الدرامية؟

رغم وجود شخصيات فنية كبيرة، وعروض مغرية تلقيتها، والتفكير  أكثر من مرة في خوض تلك التجربة، لا سيما أن لدي أفكاراً من الممكن  تنفيذها، والدليل أنني كتبت حلقات عدة لمشروع درامي ولم أكمله وأجلته لفترة أخرى، لأنني شعرت بأنه يحتاج وقتاً وتأنياً، إلا أنني، لسبب وجيه، لم أفكر في التجربة لأن الكتابة الدرامية لا تستهويني، ولا أشعر بأنها تمسني وأفضل الكتابة المسرحية.

لماذا؟

أريد إثبات نفسي  ككاتبة مسرحية أولا، ومثلما يعرف  كثر، الكتابة للتلفزيون مرهقة  وتتطلب وقتاً،  وإن فكرت في خوضها  فيجب أن يكون ذلك عبر نص مختلف وله قيمة فنية. لدي شعور بأن الكتابة للتلفزيون ستسرقني، يوماً ما،  من الكتابة المسرحية.

كيف  تقيّمين مسار المسرح الكويتي اليوم؟

ثمة نشاط مسرحي وجهود فنية، وإن كانت فردية، مثمرة ولله الحمد،  رغم  قلة الدعم للمسرح. وأضيف أن المسارح  في الكويت غير مجهزة، وليس لدينا إلا المسارح التي اعتدنا عليها فترات طويلة، ولا تصلح حتى لعروض مسرحية، وكما هو ملاحظ من خلال العروض المسرحية التي تقام، يباشر طاقم المسرحية تجهيز الأجواء المسرحية المناسبة من الصفر، سواء كانت مواقعها في مراكز تنمية المجتمع أو غيرها.

 يشهد المسرح رواجاً في الأعياد.

ثمة اجتهادات في العروض المسرحية في مواسم منها الأعياد، منها الجيد ومنها السيئ، لكن على الأقل الإنتاج المسرحي في الكويت يفوق دول الخليج، ويرتاد  الجمهور المسرح.

أما على مستوى مسرح الكبار، إذا افترضنا من ناحية الجودة، لا أريد صراحة أن أقيم من خلال رؤيتي الخاصة للمسرح، ولكن  يمكن القول إن الموجودين على الساحة المسرحية يحاولون إثبات أنفسهم عبر إضافة طابعهم الخاص، ولديهم قاعدة جماهيرية.

ماذا عن الإنتاج؟

ثمة نقطه مهمة وهي أنه لا يوجد إنتاج يساهم في دعم الفنان المسرحي ويقدم تسهيلات تعزز الوصول إلى الجمهور وتقديم مسرح نوعي. أنا ضد حصر المسرح النوعي في المهرجانات فحسب، وضد أن تكون ثمة تصنيفات في المسميات، وتصنيف المسرح: أكاديمي أو للجمهور.

لدي تساؤلات أوجهها لوزارة الإعلام ولمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: لماذا لا يسمح للمسرحيات الجادة أن تعرض وللجمهور بتقييمها؟ خصوصا عندما تتمتع بإشادة من لجان التحكيم أو المختصين، ويتشوّق الجمهور لها. أتمنى توفير بعض التسهيلات للفرق الخاصة والفرق الأهلية حتى تقدم أعمالها في مواسم مختلفة.

 

بمن تأثرت في الكتابة؟

في بداياتي كتبت المقالة والقصة القصيرة قبل أن اكتشف ميولي للكتابة المسرحية. تأثرت بالأدباء الروس أمثال نيقولاي فاسيليفيتش غوغول ومكسيم غوركي، وبمسرح أوجين يونسكو، وهو مؤلف مسرحي  فرنسي وأحد  أبرز  رواد مسرح اللامعقول. عموما لدي شغف في القراءة، وفي كل مرة  أقرأ فيها مسرحية أتأثر بكاتب معين أمثال سعد الدين وهبه وسعد الله ونوس، كذلك تأثرت بالمسرحي محمود أبو العباس، خصوصاً كتاباته المنتمية إلى المونودراما. وتعرفت أخيراً على كتابات يوسف العاني. كل كاتب قرأت له أخذت منه أمراً  معيناً أفادني في تجربتي المسرحية وكونت شخصيتي ككاتبة.

ما الذي يميز المسرح عن الفنون الأخرى؟

برأيي الخاص المسرح {أبو الفنون}، إذ يتميز بوجود علاقة مباشرة بين الفنان والمسرحية، ويؤثر تأثيراً مباشراً  على الجمهور، لأنك تنفذ عملا حياً له  طابع جماعي متناسق، فلا يمكنك تنفيذ عمل مسرحي بجهود فردية. ولا ننسى أن المسرح يجمع الفنون  كافة ، فالغناء له دور، والإضاءة تساهم في المتعة البصرية التي لها دور أساس في المسرح.

يمكن أن أطلق على المسرح {فن الحواس}  لأنه  يدفع المشاهدين إلى توظيف حواسهم، فأنت تنظر وتسمع وتتذوق الصور الموجودة  ومدى ملاءمتها ذائقتك، وأيضا تلمس شعور الفنان بشكل قريب منك.

 أما التلفزيون، فيدخل  في بعض الأحيان البيوت من غير مناسبة، والسينما فن معلب نوعا ما رغم فن اللقطة والتفاصيل. أتمنى أن يعود المسرح في الشكل الذي نطمح إليه.

ما أهمية المهرجانات المسرحية؟

هي وسيلة هادفة لها مميزات وفرصة لأن نلتقي بالآخر، تبادل وجهات نظر هادفة، وعرض رؤى الآخرين وأفكارهم. يصب ذلك التواصل في مصلحة المسرح ويساهم في تحدي أنفسنا لتقديم عمل يرقى بمعايير أعلى.

ما النص  الذي كتبته وكان له أثر في نفسك؟

كل الأعمال التي كتبتها قريبة مني، ذلك أن الكتابة مرهقة وتستغرق وقتاً. وعندما ينتج العمل أشعر بأنه مولود لأنه يحمل فكري وقضيتي ورؤيتي. عموماً كل عمل قدمته يحمل ذكرى وأثراً خاصاً في نفسي، حققت من خلاله فائدة علمتني شيئاً. وأحب أن أخص {مخلصوص} وهو نص رائع، ليس بتقييمي، وأيضا حصلت على جائزة عنه.

• ما ردك على الانتقادات التي تعرضت لها مسرحية {الديوانية}؟

 

سعدت بالانتقادات لا سيما أنني توقعتها، فقد أثارت المسرحية جدلاً وصدى بين مؤيد ومعارض، للأمانة عندما كتبت النص  تيقنت أبعاده والرسائل الخفية الموجودة فيه، واستشعرت مدى تأثر الآخرين بهذا النوع.

تضمنت المسرحية إسقاطات سياسية خطيرة وجهت بشكل واضح، وأنا اتحدى أي كاتب من جيلي وليس من الرواد، أن تكون لديه درجة من الجرأة لطرح مثل هذه المواضيع التي سببت لي وجعاً، لأنها دقت ناقوساً معيناً. من ناحية أخرى عرضت في مسرحية {الديوانية} منطقة ذكورية بحتة  رغم أنني فتاة، ووضعت إسقاطا عليها.

• ما أبرز هذه الانتقادات؟

اعتراض علي كتغريد الداود، فكثر جهزوا الانتقادات قبل مشاهدة العمل، لأن البعض وضع في ذهنه أن  تغريد الداود يفترض أن تعمل مع فئة معينة، وأراد البعض الآخر النص وأنا رفضت ذلك، فيما رأت فئة ثالثة  أن العمل يجب أن يصلح للأكاديميين فحسب.

• هل تجدين دعماً معنوياً ومادياً من قبل مؤسسات الدولة؟

للأسف الدعم قليل لا يرقى إلى أن يكون دعماً حقيقياً، كما هي الحال في كثير من الدول المجاورة مثل الإمارات وإمارة الشارقة حيث  يولي حاكمها الشيخ سلطان القاسمي اهتماماً يفوقنا بكثير. أما في الكويت فالمسارح قديمة وغير مجهزة ، وأي مخرج يريد  تقديم فكرة جديدة يجد مسارحناً عائقاً في تحقيق ما يصبو إليه.

back to top