طهران تهدد بـ «تأديب» الرياض... والقاهرة ترفض «المزايدة»

«الشورى السعودي»: جهات حاقدة على المملكة حولت الحج إلى موسم للشعارات السياسية

نشر في 06-10-2015
آخر تحديث 06-10-2015 | 00:03
No Image Caption
نقل المسؤولون الإيرانيون تصعيدهم ضد السعودية بشأن فاجعة منى التي قتل فيها 464 حاجا إيرانياً من ساحة التهديدات السياسية إلى التلويح باستخدام القوة العسكرية لــ"تأديب" الرياض، في حين رفض الرئيس المصري المزايدة على جهود المملكة في خدمة الأراضي المقدسة، مستغرباً دعوات تدويل تنظيم الركن الخامس من الإسلام.
في أعنف هجوم إيراني على خلفية السجال الدائر بين طهران والرياض بشأن التسبب في فاجعة التدافع التي وقعت أثناء موسم الحج، حذر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي السعودية مما أسماه "اللعب بذيل الأسد"، في حين هدد قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني الادميرال علي فدوي بـ"تأديب" السلطات السعودية.

ونقلت وكالة أنباء "ارنا" عن رضائي قوله: "لا ینبغي سوء استغلال تسامح وصبر الایرانیین"، مضيفاً خلال الاستعراض الصباحي للوحدات الخاصة بقوی الأمن الداخلي، أمس، "لدینا خصوم ومنافسون من الدول الاسلامیة في المنطقة، ینتهكون مبدأ الاخوة والمودة بدلا من ان یكونوا أصدقاء وأشقاء لنا".

وتابع: "هؤلاء الرجال في الدیار المقدسة (السلطات السعودية) یحملون رایة النفاق والشقاق. كما أنهم عملاء لإسرائیل وأميركا، وینفقون علی الحرب في الیمن بأموال النفط ودماء شبابهم".

وطعن رضائي بـ"إسلام" السلطات السعودية قائلا: "الذین یدعون الإسلام في السعودیة، یعملون علی اضعاف الإسلام بدلا من تقویته، وحولوا عداءهم إلی إیران، في حين تخلت ایران عن نظرتها القومیة الی الإسلامیة".

من جانب آخر، هاجم المسؤول الإيراني الرفيع سياسة واشنطن واعتبر أن الأميركیین یدعون الدیمقراطیة لكنهم لایرحبون بها، مشدداً على ضرورة وجود بلاده في الساحة (المنطقة العربية) بقوة للحفاظ على أمن إيران.

تأديب الشياطين

في غضون ذلك، هدد قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني بـ"تأديب" السعودية رداً على ما اعتبره استغلال السعوديين لسياسة إيران بضبط النفس في التعامل مع فاجعة منى التي تسببت في وفاة 769 حاجاً بحسب السلطات السعودية.

ونقلت وكالة "تسنيم" عن فدوي قوله في حوار مع قناة "العالم" الإيرانية، إن "الشعب الإيراني صمد في مواجهة أميركا وحلفائها، وحين تثبت القوة لمجابهة الشيطان الأكبر فإن الشياطين الصغار لا شأن لهم"، مضيفا: "قدرات القوات المسلحة والحرس الثوري كافية ومتكاملة في تأديب الشياطين الصغار".

وفي الوقت نفسه، ذكرت "تسنيم" أن "مساعد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة العميد مسعود جزائري، أشار إلى تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الأربعاء الماضي وتحذيره الشديد للسعودية من مغبة الإساءة إلى الحجاج الإيرانيين وعدم القيام بواجباتها"، وأضافت أنه "أكد أن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي مهمة فيما يخص كارثة منى المفجعة".

ويأتي التصعيد الإيراني بعد تلويح الرئيس حسن روحاني باستخدام ما أسماه "لغة الاقتدار" تجاه السعودية.

سرعة منطقیة

في موازاة ذلك، قال رئیس منظمة الحج والزیارة الإيراني سعید أحدي، إن عملیات نقل جثامین الحجاج الإیرانیین الذین قضوا في منی، مستمرة بـ"سرعة منطقیة وجیدة من السعودیة إلی إیران"، مضيفاً أن المسؤولین فی بعثة الحج الایرانیة اتخذوا الاجراءات اللازمة لنقل جثث الضحایا، ویسعون إلی الإسراع في نقل باقي الجثامین، حتی لا یبقی أي جثمان لحاج إیراني في السعودیة.

وأشار إلى أن "السعودیة لا تمتلك حق دفن أي من ضحایا فاجعة منی في مكة المكرمة إلا بموافقة عوائل الضحایا، لافتا إلی دفن 8 من الحجاج الإیرانیین في مكة حتی الآن، في حين تتواصل جهود التعرف على هوية جثث باقي الحجاج المجهولي الهوية.

يذكر أن جثامين 218 حاجا وصلت إلى إيران على دفعتين، في حين تستمر عملية النقل حتى نهاية الأسبوع الحالي.

مصیر آبادي

من جانب آخر، أعلن مساعد وزیر الخارجیة في الشؤون القنصلیة حسن قشقاوي، أن وزارة الخارجیة تتابع بجدیة مصیر سفیرها السابق لدی بیروت غضنفر ركن آبادي الذي فقد في كارثة منی.

وقدم قشقاوي أمس شرحا حول أحدث الاجراءات التي اتخذت لكشف مصیر آبادي، وقال إن الخارجیة تتابع الاحتمالات التي طرحت حول مصیر السفير السابق، ومنها اختطافه في السعودیة ونقله إلی فلسطین.

السيسي

إلى ذلك، دخل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على خط السجال بين طهران والرياض قائلا: "انه لا يمكن أن يزايد أحد على دور السعودية في خدمة الحجيج، ولدينا كل الثقة في إجراءاتها". وأضاف السيسي، في كلمة له أثناء احتفالية القوات المسلحة المصرية بالذكرى الـ42 لانتصارات أكتوبر، أمس، أن السعودية تستحق التقدير نظراً للخدمات التي تقدمها حكومتها على مدار العام كله لا خلال موسم الحج فقط، ولا يمكن أن نصدق أن أحدا آخر ينظم الحج غيرهم.

وقدم السيسي التعازي لأسر شهداء الحج، ولكل من استشهد في حادث التدافع.

«الشورى السعودي»

في المقابل، عبر مجلس الشورى السعودي أمس عن استهجانه ورفضه، لمن وصفهم بـ"أصوات النشاز والغل" بسبب فاجعة منى، مؤكداً أن هذه الأصوات "عميت بصائرها وامتلأت نفوسها غلاً وحقداً على المملكة".

واتهم مجلس الشورى، في بيان له عقب جلسته التي عقدها أمس جهات لم يسمها بأنها "انصرفت جاهدة للعمل على تحويل موسم الحج إلى موسم للشعارات والمزايدات السياسية التي تخدش قدسية الشعيرة العظيمة للركن الخامس من أركان الإسلام".

وشدد المجلس على أن "هذا المصاب الجلل الذي آلمنا جميعاً لا يقلل الجهود العظيمة التي بذلت والإنجازات المشهودة التي تحققت في الحرمين والمشاعر المقدسة قبل موسم الحج".

طرد الملالي

في سياق آخر، دعت زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج ورئيسة منظمة "مجاهدي خلق"، مريم رجوي، إلى "إسقاط نظام حكم الملالي في إيران وطردهم من المنطقة"، معتبرة أن ذلك هو "الحل من أجل السلام والهدوء في المنطقة"، وطالبت رجوي دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بطرد عناصر "الدكتاتورية الإرهابية الإيرانية من أراضيها"، مشيدة بقرار البحرين اعتبار القائم بأعمال السفارة الإيرانية في المنامة "شخصا غير مرغوب فيه".

(الرياض، طهران ــ واس، ارنا، د ب أ، رويترز، أ ف ب)

back to top