ما زِلْتُ أَشْعُرُ بِالضَّياعْ

نشر في 04-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-10-2015 | 00:01
ما زِلْتُ أَشْعُرُ بِالضَّياعْ

في مُقْلَتَيْها تَحْتَ ذا الْهَدْبِ الظَّليلْ

تَرْنو إليَّ بِدَلِّها

فَأَهيمُ بَحْثاً عَنْ قِناعْ

يُخْفي مَلامِحَ حَيْرَتي

في لَحْظَةِ الصَّمْتِ الطَّويلْ

ما زالَ في قَلْبي صِراعْ

بَيْنَ الْوَساوِسِ والتَّمَنّي، رَغْمَ إِلْحاحِ الْهُيامْ

سِرّاً أُداري مَدْمَعي، و كَذاكَ أَطْفَقُ بِالْعَويلْ

سِرّاً، و ما زالَتْ لِحاظُ الْغُنْجِ تَرْميني سِهامْ

يُرْدي تَبَسُّمُ ثَغْرِها قَلْبي، و يَرْفِقُ بِالْقَتيلْ

الصَّمْتُ ما بَيْنَ الْعُيونْ

يَحْكي عَنِ الْمَخْفِيِّ في أَعْماقِ خافِقِيَ الْحَزينْ

يَرْوي ولا يَرْوي أَسى هذا التَّقَيُّدِ في سُكونْ

فَأَكونُ في صَمْتي قَؤُولاً، أَوْ قَؤُولاً لا أَكونْ

خَوْفٌ مِنَ الْمَجْهولِ والْأَيّامِ يَعْتَرِضُ السّبيلْ

ما بَيْنَ حَشْرَجَةِ السُّؤالِ الْمُرِّ والصَّبْرِ الْقَليلْ

فَيَلوذُ في صَمْتي جُنونْ

و تَظَلُّ سِرّاً في قَرارِ النَّفْسِ يُضْنيني

و هُمْ لا يَعْلَمونْ

سِرّاً يُداعِبُهُ الذَّياعْ

قامَتْ و هَمَّتْ بِالْوَداعْ

و غُرابُ بَيْنٍ ناعِقٌ قَدْ هَبَّ أَيْضاً بِالنَّعيبْ

يَنْعى و يُنْذِرُ بِالْمَغيبْ

قامَتْ و هَمَّتْ بِالْوَداعْ

مَعَها مِنَ الْآمالِ ما قَدْ هَمَّ أَيْضاً بِالرَّحيلْ

في الرّوحِ يَنْطَفِئُ الشُّعاعْ

و أنا شَريدُ الْفِكْرِ يُرْبِكُني و يُرْهِبُني ذُهولْ

ما زِلْتُ أَشْعُرُ بِالضَّياعْ

                                  

    عبدالعزيز المحميد

back to top