ما العمل عند تجدّد التهابات المسالك البولية؟

نشر في 29-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-09-2015 | 00:01
No Image Caption
إذا كنت معرّضة لأعراض التهاب المسالك البولية المزعجة، فيمكنك كبحها قبل أن تترسخ.
إذا لم تكوني واحدة من أقلية النساء المحظوظات اللواتي لم يُصَبْن يوماً بالتهاب المسالك البولية، فلا شك أنك تعرفين الأعراض جيداً. قد تشعرين بحاجة ملحّة إلى التبول من دون أن يدرّ الجسم كمية كبيرة من البول. قد يكون البول داكناً وفيه دم ورائحته قوية. أو قد تشعرين بألم في الحوض أو تصيبك قشعريرة برد وحمى. في ما يخص 30 أو 40% من النساء اللواتي أصبن بالتهاب المسالك البولية، يتجدد الالتهاب خلال بضعة أشهر.
إذا أصبتِ بالتهاب متكرر في المسالك البولية، فلا شك في أنك اختبرتِ تأثير هذه المشكلة على حياتك. لكنك قد تشعرين ببعض الطمأنينة حين تعلمين أنها لا تنجم على الأرجح عن أي نشاط قمت به. تقول اختصاصية الأمراض المعدية كالبانا غوبتا، محاضِرة في مجال الطب في كلية هارفارد الطبية: «لا تنجم الالتهابات المتكررة في المسالك البولية عن قلة نظافة أو نشاط آخر تقوم به المرأة. تكون بعض النساء معرضات لالتهاب المسالك البولية بكل بساطة».

ما الذي يجعل المرأة معرّضة لالتهاب المسالك البولية؟

تنجم الالتهابات في العادة عن جرثومة الإيكولاي التي تعيش في الأمعاء. إذا كانت الإيكولاي تُنقَل من المستقيم إلى المهبل، يمكن أن تدخل إلى مجرى البول (أي الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة) وتستهدف المثانة.

تتفاوت عوامل الخطر المرتبطة بالتهاب المسالك البولية مع التقدم في السن. قبل انقطاع الطمث، تشمل عوامل الخطر الأكثر شيوعاً العلاقة الجنسية واستعمال المبيدات المنوية. يقال إن الجنس يزيد عدد الجراثيم الموجودة في المثانة، لذا يوصي بعض الخبراء المرأة بالتبول بعد العلاقة الجنسية للتخلص منها. قد تقضي المبيدات المنوية على العصيات اللبنية (جراثيم مفيدة في المهبل)، ما يسهّل تنقّل الإيكولاي.

بعد انقطاع الطمث، يمهد بعض التغيرات الجسدية لالتهاب المسالك البولية. تتراجع أعداد العصيات اللبنية في المهبل طبيعياً. تنقبض المثانة أيضاً بوتيرة أضعف من أي وقت مضى، ما يصعّب تفريغها بالكامل.

في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وما بعده، تؤدي الجينات دوراً مؤثراً أيضاً. كذلك، يرتفع احتمال مواجهة المشكلة إذا أصيبت الأم أو إحدى الشقيقات بالتهابات متكررة في المسالك البولية.

الوقاية من التهاب المسالك البولية

برز بعض الأدلة على فاعلية ثلاث مقاربات. يمكن الاستفادة من شرب 200 ملل من عصير التوت البري يومياً لفترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة. قد يساهم الأستروجين المهبلي أيضاً في تجنب التهاب المسالك البولية في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث عبر تعزيز نمو العصيات اللبنية. أعطت التحاميل المهبلية التي تحتوي على العصيات اللبنية نتائج واعدة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، لكنها قد لا تكون فاعلة بالقدر نفسه بعد مرحلة انقطاع الطمث.

المضادات الحيوية

عند انتكاس الحالة، أفضل ما يمكن فعله هو أخذ جرعة منخفضة من أحد أنواع المضادات الحيوية التي تُستعمَل لمعالجة التهاب المسالك البولية، مثل نيتروفورانتوين (فورادانتين، ماكروبيد)، وتريم – ميثوبريم - سلفاميثوكسازول (سيبترا، باكتريم)، وسيفاليكسين (كيفليكس، سيبوركس). لكن قد تصبح الجراثيم مقاوِمة للمضاد الحيوي مع مرور الوقت فلا يعود فاعلاً لمعالجة الالتهابات اللاحقة. تقول غوبتا: «يمكن أن تختبر النساء الحلول المتوافرة في هذا المجال وتختار العلاج الذي يناسبها». تتعدد الخيارات المتاحة بعد الحصول على وصفة طبية:

أخذ جرعة يومية منخفضة طوال ستة أشهر أو أكثر.

استعمال العلاج بعد العلاقة الجنسية فقط.

الانتظار حتى ظهور أعراض التهاب المسالك البولية.

إذا تكررت التهابات المسالك البولية، تحدثي مع طبيبك. يمكن أن تتوصلا معاً إلى خطة تناسب وضعك.

يعرف معظم النساء التوصيات التقليدية لتجنب التهاب المسالك البولية:

مسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف.

التبول قبل العلاقة الجنسية وبعدها.

الإكثار من شرب الماء.

تجنب الملابس الداخلية الضيقة وسراويل الجينز.

تسمح هذه التوصيات بتفريع المثانة ومنع انتشار جراثيم الإيكولاي ووصولها إلى المسالك البولية. صحيح أن الدراسات فشلت في إثبات فاعليتها لمنع ظهور التهاب المسالك البولية أو تجددها، لكن لا ضير من تجربتها.

back to top