حرقة المعدة والقلب... حقائق ومعلومات

لم تحصل حرقة المعدة على اسمها صدفة. صحيح أن هذه المشكلة تعود إلى فائض حمض المعدة ولا علاقة لها بالقلب، إلا أنها تسبب ألماً حاداً يتركز وراء عظم الصدر مباشرة. ومن بين الحالات التي تدخل غرف الطوارئ في المستشفى بسبب ألم الصدر كل سنة، تُعتبر حرقة المعدة، التي تُعرف أيضاً بارتجاع المريء، مسؤولة عن نحو نصف هذه الحالات التي تُستبعد فيها اضطرابات القلب.

يشكل ابتكار نوع من الأدوية يُدعى مثبطات مضخة البروتون نعمة لمن يعانون ارتجاع المريء. على سبيل المثال، تشير إدارة الأغذية والأدوية الأميركية إلى أن واحداً من كل 14 شخصاً في الولايات المتحدة تناول أو يتناول مثبطات مضخة البروتون.

تذكر الدكتورة ميشيل أودونوهيو، طبيبة متخصصة في الأمراض القلبية الوعائية في مستشفى Brigham and Women›s التابع لجامعة هارفارد: “تُعتبر مثبطات مضخة البروتون أكثر فاعلية في كبح إنتاج حمض المعدة، مقارنة بالأدوية السابقة. كذلك تستطيع في حالة مَن يعانون النزف في جهازهم الهضمي خفض هذا الخطر.

مخاطر مثبطات مضخة البروتون

ولكن ما من دواء آمن بالكامل. فقد تسبب مثبطات مضخة البروتون ردود فعل أرجية (مثل الطفح الجلدي) أو الإسهال. صحيح أن البيانات ليست حاسمة، غير أن بعض الدراسات ربطت استخدامها بترقق العظم (ضعف العظام) وزيادة في خطر الإصابة بذات الرئة بين مَن يدخلون المستشفى. حتى إن بعض التقارير أشارت إلى أن مثبطات مضخة البروتون قد تتدخل في فاعلية دواء القلب الكلوبيدوغريل (Plavix).

نشأت في الآونة الأخيرة مخاوف جديدة. أفادت الأبحاث التي نُشرت في موقع مجلة PLOS ONE على الإنترنت في يونيو، أن مثبطات مضخة البروتون قد تزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية. لكن الدكتورة أودونوهيو تؤكد أن من الضروري النظر إلى هذه النتائج بحذر. فالدراسات التي تعتمد على المراقبة كهذه لا تأخذ في الاعتبار كل العوامل المحتملة التي قد تؤثر في النتائج.

على سبيل المثال، ربما كان بعض مَن شاركوا في الدراسة يتناولون خطأ مثبطات مضخة البروتون لمعالجة ارتجاع المريء لأنهم يعانون في الواقع عوارض مرض القلب. بالإضافة إلى ذلك، يواجه كثيرون ممن يُعالجون بمثبطات مضخة البروتون من أمراض أخرى أيضاَ قد تزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية.

توضح الدكتورة أودونوهيو: “في هذه المرحلة، ما من دليل واضح على أن مثبطات مضخة البروتون تزيد خطر إصابة الناس بمرض القلب. لذلك، لا أنصح المرضى بالتوقف عن أخذها بسبب المخاوف المرتبطة بمرض القلب وحدها. رغم ذلك، من الأفضل أن تعيد دورياً تقييم الأدوية التي تتناولها مع طبيبك”.

الإقلاع عنها

إن كنت تعاني من ارتجاع مريء خفيف من دون أي مضاعفات طبية أخرى، فعليك أن تحد من تناولك مثبطات مضخة البروتون. ولكن استشر طبيبك أولاً. ربما عليك أن تستمرّ في أخذ هذا الدواء إن كنت تتناول بانتظام الأسبرين، مخففات الدم، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أو إن كنت تعاني مشاكل مثل قرحة المعدة أو مريء باريت. كذلك تساهم بعض التغييرات في نمط الحياة في تهدئة أحماض المعدة، مثل  خسارة الوزن، والنوم ورأسك مرتفع قليلاً عن الفراش، وتفادي تناول الطعام قبل النوم.

حرقة معدة أم نوبة قلبية؟

لا تتجاهل احتمال أن يكون ألم الصدر ناجماً عن نوبة قلبية بدل حرقة المعدة. فمن الممكن للأعراض المرتبطة بارتجاع المريء أن تسبب ألماً في الصدر شبيهاً بما يعانيه الإنسان عندما يتعرض لنوبة قلبية أو ذبحة (ألم في الصدر يسببه نقص في تدفق الدم إلى القلب)، وخصوصاً عندما يكون الألم ضاغطاً لا حارقاً بطبيعته. لذلك لا تتردد في استشارة الطبيب إن كنت تعاني ارتجاع المريء أو شعوراً بالانزعاج في الصدر عند التمرن، علماً أن هذا الأخير يُعتبر أكثر ارتباطاً بمشاكل القلب. والأهم من ذلك كله ضرورة أن تزور الطبيب، إذا كنت تواجه أعراض لا تعرف ماهيتها، واقصد غرفة الطوارئ في الحال إن عانيت ضيقاً في الصدر، تصببت عرقاً، شحب لونك، شعرت بالضعف، أو فقدت الوعي.

أعراض الذبحة أو النوبة القلبية

• ضيق، ضغط، شدّ، طعن، أو ألم حاد يتركز غالباً في وسط الصدر.

• ألم يمتد إلى الكتفين، العنق، أو الذراعين.

• نبض قلب سريع أو غير منتظم.

• عرق بارد أو بشرة رطبة.

• تشوش في الذهن، ضعف، أو دوار.

• ضيق نفس.

• غثيان، عسر هضم، وأحياناً تقيؤ.

• ظهور الأعراض عند ممارسة جهد جسدي أو التعرض لإجهاد كبير.

أعراض حرقة المعدة (ارتجاع المريء)

• حريق في الصدر يبدأ عند عظم الصدر.

• ألم يرتفع نحو حلقك، إلا أنه لا ينتشر نحو كتفيك أو عنقك أو ذراعيك.

• شعور بأن الطعام يعاود الصعود إلى الفم.

• طعم مر أو حامض في أسفل الحلق.

• ألم يزداد سوءاً عندما تتمدد أو تنحني إلى الأمام.

• ظهور الأعراض بعد تناولك وجبة دسمة غنية بالتوابل.