ما الرابط بين الإنجاب والسعادة ؟

نشر في 27-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 27-09-2015 | 00:01
No Image Caption
في شهر أكتوبر المقبل، يُعقَد أول مؤتمر مخصص للنساء اللواتي لم ينجبن الأولاد.
خلال هذه القمة، سيغطي عدد من الأكاديميين والكتّاب والمتحدثين الملهمين مواضيع متعددة مثل المواعدة والتطوع والتصويت. تشهد هذه الحركة نمواً متزايداً. في أنحاء العالم الغربي، بلغ عدد الأشخاص الذين لم ينجبوا رقماً قياسياً. في بريطانيا، لا تنجب امرأة من أصل خمس نساء حين تصبح في عمر الرابعة والأربعين. وفي الولايات المتحدة، يبدو المشهد مماثلاً بالنسبة إلى الجنسين، وقد تضاعف عدد النساء اللواتي لم ينجبن منذ السبعينيات. قد يرغب كثيرون في إنجاب الأولاد لكنهم يعجزون عن تحقيق ذلك، لكن يرفض البعض بكل بساطة هذه العملية التي كانت تُعتبر جزءاً حتمياً وأساسياً من التجربة الإنسانية: التناسل. قد لا تكون هذه النزعة مفاجئة لأن إنجاب الأولاد ينعكس على الوضع المادي والمسيرة المهنية وعلى كوكب الأرض كله. أكثر ما يثير الدهشة هو وجود أدلة متزايدة على أنّ الإنجاب قد يؤثر سلباً على صحة الناس وسعادتهم. لكن هل يمكن أن يكون الوضع قاتماً لهذه الدرجة فعلاً؟ {نيو ساينتيست} بحثت عن إجابة.
هذه ليست مزحة! يشكّل الأولاد في العالم الغربي الثري عبئاً مالياً ضخماً. تنفق العائلة الأميركية النموذجية التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى أكثر من 245.340 دولاراً على كل طفل حتى يبلغ 18 سنة. وفي بريطانيا، زادت كلفة تربية الأولاد بنسبة 63% منذ عام 2003، وتستهلك رعاية الأطفال وحدها 27% من متوسط الراتب وفق إحصاءات {مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال في لندن}. تعبّر لوكا ستانكا، خبيرة اقتصادية في جامعة ميلانو بيكوكا الإيطالية، عن الوضع صراحةً فتقول: {بناءً على مقاربة اقتصادية بحت، يقضي الحل المثالي منطقياً بعدم إنجاب أي طفل}. قد يكون حجم الأولاد صغيراً لكنّ بصمتهم البيئية هائلة. في الولايات المتحدة، يمكن اللجوء إلى عمليات إعادة التدوير والذهاب إلى العمل على الدراجة الهوائية لتخفيف انبعاثات الكربون، لكن وفق دراسة أجرتها جامعة ولاية أوريغون في عام 2009، ستكون منافع تلك المبادرات أقل بعشرين مرة من أثر ثاني أكسيد الكربون الذي يسببه إنجاب الأطفال. بحسب توقعات الأمم المتحدة، {إذا بقي العدد السكاني على حاله واستمرت نزعة الاستهلاك الراهنة، ستحتاج البشرية إلى ما يوازي كوكبين شبيهين بالأرض لإعالة نفسها بحلول عام 2030}. تأثر البعض كثيراً بهذه الرسالة. فقد تخبّط العالِم البيئي بيل ماكيبن لاتخاذ قراره بشأن إنجاب الأولاد واختار في النهاية إنجاب طفل واحد ودافع عن قراره في كتابه {ربما طفل واحد: دعوة لإنشاء عائلات أصغر حجماً} (Maybe One: A case for smaller families). حتى إن {حركة انقراض البشر التطوعية} تحث الناس على عدم إنجاب المزيد من الأولاد كي لا يُضافوا إلى {مليارات الناس الذين يتخبطون أصلاً على هذا الكوكب المضطرب}، وهي تعتبر أن المستقبل الوحيد القابل للصمود يجب أن يخلو من البشر.

إنها وجهة نظر متطرفة. لكن برزت أدلة على مر نصف قرن حول العلاقة القائمة بين إنجاب الأولاد والسعادة الشخصية، وقد تجعل هذه المعطيات الناس يعيدون النظر بالموضوع. على عكس ما نظن، تثبت دراسات متلاحقة أن إنجاب الأولاد لا يجعل الناس أكثر سعادة، حتى إنه قد يجعلهم أقل سعادة. لكن يقول خبير الاقتصاد أندرو أوسوالد من جامعة وارويك البريطانية: {لا يجد معظم الدراسات أي أثر أو تداعيات سلبية}.

تبين أن إنجاب الأولاد يقلل سعادة الثنائيات على مستوى الحياة الجنسية، وهو يرتبط بالاكتئاب والحرمان من النوم، كذلك {يسرّع تدهور الزواج} وفق إحدى الدراسات. بحسب دراسة شهيرة جرت في عام 2006 وشارك فيها عالِم النفس دانيال كانمان من جامعة برينستون، تبين أن مجموعة من الأمهات الأميركيات العاملات وضعن الرعاية بالأولاد في المرتبة 16 من أصل 19 مهمّة يومية بحسب الشعور الإيجابي الذي توفره، وقد تفوقت حصراً على التنقل في وسائل النقل العامة للذهاب إلى العمل والعودة منه وعلى مهام العمل.

هذه السنة، نشر دانيال هاميرميش وزملاؤه من كلية {رويال هولواي} في جامعة لندن دراسة شملت أكثر من 14 ألف ثنائي أسترالي وألماني، فتبين أن الأمهات سجلن زيادة حادة في مستوى الضغط النفسي بعد ولادة الطفل (أكثر من الآباء بثلاث مرات)، وقد زاد ذلك الضغط على مر السنين حتى السنة الرابعة بعد الولادة، علماً أن الدراسة توقفت في هذه الفترة. نُشرت دراسة أخرى في الشهر الماضي وقد راقبت أكثر من ألفَي عائلة ألمانية تنجب الأولاد للمرة الأولى، فتبين أن تراجع السعادة بسبب وصول المولود الجديد يكون أكبر من أثر الطلاق أو البطالة أو وفاة الشريك.

بناءً على هذه المعطيات، قد يبدو قرار الإنجاب جنونياً بالنسبة إلى الأزواج. يوضح أوسوالد: {إذا كنت تظن أن إنجاب الأولاد سيجعلك أكثر سعادة، فأنت مخطئ على الأرجح}.

كيف يستمر الجنس البشري؟

لكن بدأت سونيا ليوبوميرسكي، عالِمة نفس في جامعة كاليفورنيا، تشكك بتلك النتائج منذ بضع سنوات: {من غير المنطقي أن يسبب إنجاب الأولاد التعاسة. كيف يمكن أن يستمر الجنس البشري إذا لم يرغب أحد في الإنجاب؟}. في عام 2012، نشرت ليوبوميرسكي وزملاؤها دراسة في مجلة {علم النفس} وقد أثبتت أن الإنجاب يجعل الرجال (وليس النساء) أكثر سعادة.

حصدت الدراسة اهتماماً كبيراً في الصحافة لأنها اعتبرت أن الباحثين أخطأوا في تقييم سعادة الأزواج. لكن شكك آخرون بذلك الاستنتاج. نشر الخبير الاقتصادي سوراب بهارجافا من جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ، بنسلفانيا، نقداً في المجلة نفسها: من خلال مقارنة شريحة واسعة من المتزوجين الذين أنجبوا الأولاد بمجموعة من العازبين الذين لم ينجبوا الأولاد، فشلت دراسة ليوبوميرسكي في التحكم بعامل آخر قد يكون مسؤولاً عن تعزيز السعادة: الزواج.

يوضح بهارجافا: {يتعلق أحد أقوى العوامل المؤثرة في مجال السعادة بأثر الزواج على الراحة عموماً}.

توافق ليوبوميرسكي على أن {الزواج  يُعتبر أحد أبرز التفسيرات البديلة}. لكن رداً على ذلك النقد، أعلنت هي وزملاؤها أنهم لا يحاولون أن يثبتوا أن الأولاد يزيدون سعادة الناس: {بعدمت صوَّرت وسائل الإعلام مدى {تعاسة} الأهل واعتبرت أنهم {يكرهون تربية الأولاد}، تساءلنا بكل بساطة عن إمكان تعايش السعادة وتربية الأولاد في الوقت نفسه}.

تدعم الأبحاث التي أجراها أنغوس ديتون من جامعة برينستون وآرثر ستون من جامعة ستوني بروك في ولاية نيويورك هذه الفكرة. يقول ديتون: {نحن نتساءل: هل صحيح أن الأشخاص الذين ينجبون الأولاد يكونون أكثر سعادة من الأشخاص الذين لا ينجبون الأولاد؟ الجواب عن ذلك السؤال هو نعم. لكنّ الأشخاص الذين ينجبون الأولاد يختلفون عن غيرهم على جميع المستويات. هم يملكون أموالاً إضافية ويكونون أكثر تديّناً}. حين أجرى ديتون وستون الدراسات لتحليل تلك المتغيرات، اختفى الرابط بين إنجاب الأولاد وزيادة مستوى السعادة.

تشير هذه المعطيات المتناقضة إلى مدى تعقيد دراسة مسؤوليات التربية وشعور السعادة. يقول أوسوالد: {إذا أردنا أن نفهم الأثر السببي للأدوية المنومة على نوم شخص معين، يمكن إجراء تجارب تشمل أدوية وهمية. لكن يستحيل إجراء تجارب مماثلة على الأولاد}.

 لا يمكن اختيار الأولاد عشوائياً لتحليل أثرهم على الناس.

دعم اجتماعي

للالتفاف على هذه المشكلة، يجب القيام بدراسة على الأشخاص نفسهم قبل تجربة الإنجاب وبعدها. يثبت هذا النوع من الدراسات أن سعادة الأهل تزداد قبل سنة تقريباً من ولادة أول طفل، لكنها تعود إلى مستويات ما قبل الولادة حين يبلغ الطفل عامه الأول.

بالتالي، لا يمكن اختصار الوضع الحقيقي بالشعار العام الذي يعتبر أن {الأولاد يسببون التعاسة!}.

اكتشفت ستانكا حديثاً أن الإنجاب يزيد شعور الرضى بغض النظر عن الظروف المادية. لكن بالنسبة إلى معظم الناس، كانت المشاكل المادية المرتبطة بتربية الأولاد كبيرة لدرجة أنها تجعل أي سعادة يشعرون بها تتلاشى: {الأولاد يشعروننا بالسعادة حتماً، شرط أن نتمكن من تحمّل كلفة تربيتهم}.

قد يكون عمر الأهل عاملاً مؤثراً أيضاً. في دراسة شملت 86 بلداً، اكتشف ميكو ميرسكيلا من معهد {ماكس بلانك} للأبحاث الديمغرافية في روستوك، ألمانيا، ورايتشل مارغوليس من جامعة أونتاريو الغربية في كندا أن الأولاد يرتبطون بتراجع السعادة بالنسبة إلى الناس تحت عمر الثلاثين. لكن بين عمر الثلاثين والتاسعة والثلاثين، يبقى الأثر على السعادة حيادياً. وفي عمر الأربعين وما فوق، يكون الأثر إيجابياً. بالنسبة إليهم، تزداد السعادة مع ارتفاع عدد الأولاد لدرجة معينة: يبدو أن العدد المثالي هو ثلاثة أولاد. تشير هذه النتائج إلى أن إنجاب الأولاد قد يكون استثماراً ناجحاً لضمان الراحة والسعادة على المدى الطويل.

يرتبط عامل آخر بمكان الإقامة. تتأثر سعادة الأهالي الذين يتراوح عمرهم بين 20 و29 عاماً بسبب إنجاب الأولاد، لكن اكتشف ميرسكيلا ومارغوليس أن أنظمة الرعاية الاجتماعية السخية في بلدان مثل السويد واليابان وفرنسا تخفف وطأة الأعباء. يعيش معظم الأهالي السعداء فوق عمر الأربعين في الدول الاشتراكية السابقة مثل روسيا وبولندا حيث تتولى العائلة الاعتناء بكبار السن. لذا يُعتبر إنجاب الأولاد نعمة حقيقية في مرحلة متقدمة من الحياة. لكن في البلدان التي تفتقر إلى رعاية اجتماعية سخية مثل بريطانيا، يبرز بعض المؤشرات البسيطة على تراجع السعادة مع ولادة أول طفل.

من خلال مقارنة مستويات السعادة بين الأهالي والعازبين في بلد معين، ثم مقارنتها بين مجموعة من البلدان، يمكن الحصول على مقياس عالمي.

في دراسة تخضع للمراجعة اليوم، راقبت عالِمة الاجتماع روبن سايمون وزملاؤها من جامعة ويك فوريست في وينستون سالم، في كارولاينا الشمالية، 22 بلداً واكتشفوا أن الفجوة في مستويات السعادة داخل الولايات المتحدة بين الأشخاص الذين أنجبوا أو لم ينجبوا الأولاد تكون أوسع مما هي عليه في معظم البلدان الأخرى التي خضعت للدراسة والتي توفر دعماً سخياً للأهالي. تقول سايمون: {إنجاب الأولاد في الولايات المتحدة قرار مؤلم. تفرض الحكومة الفدرالية على المؤسسات أن تمنح إجازة أمومة تمتد على ستة أسابيع، لكنها لا تشترط أن تكون الإجازة مدفوعة. لا تقوم السلطات بشيء لمساعدة الأهالي}.

تظن سايمون أن غياب الدعم في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى هو الذي ينسف منفعة متوقعة، حتى بالنسبة إلى الأهالي الأقل سعادة: تتمثل تلك المنفعة بتحديد أهداف واضحة. في الدراسات المستمرة لتحليل 12 مؤشراً للسعادة، منها الصحة الجسدية وقبول الذات وتحديد الأهداف، اكتشفت سايمون وزملاؤها أن جميع هذه المؤشرات لا ترتبط بتربية الأولاد في الولايات المتحدة: {ظننتُ أن تحديد الأهداف وفهم معناها في الحياة سيحتلان أهمية أكبر بالنسبة إلى الأهالي، لكننا اكتشفنا أن هذه العوامل ليست مؤثرة}.

يبدو أن السعادة المرتبطة بالإنجاب هي أشبه ببطاقة يانصيب. لن يجعلك الأولاد على الأرجح أقل سعادة، لكنّ العوامل الخارجية هي التي تعطي هذا الأثر السلبي. إذا كنت محظوظاً بما يكفي كي تتزوج وتعيش حياة مريحة أو تقيم في بلد يوفر رعاية اجتماعية سخية، ستزداد فرصة الاستمتاع بتجربة الأبوة. لكن بالنسبة إلى بقية الناس، لن تكون هذه التجربة كما يتمنون.

رغم هذه الصورة القاتمة، يحب معظم الناس إنجاب الأولاد حتى الآن، لذا يكمن الحل بحسب رأي سايمون بإنشاء مجتمع يسمح لعدد إضافي من الناس بحصد مكاسب الإنجاب: {إنجاب الأولاد تجربة ممتعة. لكني أظن أن الضغوط المرتبطة بالإنجاب تلقي بثقلها على تلك المتعة بالنسبة إلى معظم الناس}.

هل يمكن أن يعتبر إنجاب الأولاد سيئاً لهذه الدرجة؟

يشير بعض التقارير الحديثة والمتداولة في وسائل الإعلام إلى أن الإنجاب ليس سلبياً بقدر ما يُقال. لكن ما هو رأي العلم بهذا الموضوع؟ قد لا يزيد الإنجاب مستوى السعادة بالضرورة، لكن ستحب الأمهات أولادهنّ في مطلق الأحوال. يحدث ذلك جزئياً بسبب التغيرات التي تحصل في جسم المرأة وعقلها بعد أن تصبح حاملاً. لكن ماذا عن دور الأب؟

بالنسبة إلى عالِمة الأنثروبولوجيا سوزان هاردي من جامعة كاليفورنيا - ديفيس، لا تُعتبر نظرية ابتعاد الأب عن مسؤوليات التربية صحيحة: {على مر حياتي، اضطررتُ إلى تغيير رأيي بالكامل بشأن قدرات التربية لدى الرجال. تلك القدرات موجودة فعلاً}.

لنحلل تأثير الهرمونات مثلاً. في عام 2011، أثبتت أول دراسة شاملة تراقب الرجال قبل تجربة إنجاب الأولاد وبعدها أن مستويات التستوستيرون لديهم كانت أقل مما هي عليه لدى نظرائهم الذين لم ينجبوا الأولاد. الأب الذي يمضي ثلاث ساعات أو أكثر يومياً وهو يعتني بطفله سجّل أدنى المستويات. يعتبر الباحثون أن هذا التغيير يسمح للرجل بالانتقال من نمط التزاوج إلى نمط الأبوة حيث تُعتبر الرعاية وسلوكيات الاهتمام مهمة لنجاح تجربة الإنجاب.

وفق دراسة نُشرت في السنة الماضية، يمكن أن تغير الأبوة دماغ الرجل أيضاً. فحص الباحثون أدمغة الآباء مرتين: بعد فترة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ثم بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع على ولادة الطفل. تضخمت المادة الرمادية في أدمغة الرجال داخل مناطق مرتبطة بسلوكيات التربية مثل التفاعل مع بكاء الطفل.

وفق أحد التفسيرات التي يقدمها علماء النفس، نحن نخطئ في اتخاذ القرارات بكل بساطة. يقول أندرو أوسوالد: {بشكل عام، لا يجيد الناس تحديد العوامل التي تجعلهم سعداء}. وحين يقررون إنجاب الأولاد، لا يمكن التراجع عن هذا القرار، ما يعني أن الأهالي سيستفيدون من تحويل الحدث إلى أمر إيجابي: {لا نفع من التفكير بأن القرار كان خاطئاً. بل من الأفضل أن يقنع البشر نفسهم بأنهم اتخذوا القرار الصائب}.

يُعتبر تحيّزنا المعرفي عاملاً مؤثراً أيضاً. عند استرجاع التجارب السابقة، نميل إلى تذكّر أهم المراحل مثل أول ابتسامة للطفل، وتُعرَف هذه الظاهرة باسم {وهم التركيز}. يعني هذا التلخيص العقلي أننا قد نفرط في تقدير حجم السعادة التي يقدمها لنا الأولاد.

رغبة كامنة

لكن ماذا عن الرغبة الكامنة في التناسل؟ بحسب رأي هاردي، تحمل الرغبة في إنجاب الأولاد طابعاً ثقافياً: {لم تؤدِ الطبيعة الأم (أي عملية الانتقاء الطبيعي التي تحدث عنها داروين) أي دور لتعزيز الرغبة في إنجاب الأولاد. في الماضي، كانت أي امرأة تحمل دهوناً كافية كي تمر بمرحلة الإباضة تصبح حاملاً. كانت أثقل الضغوط التي تواجهها تتعلق بسعيها إلى حصد القوة اللازمة كي تدافع عن الموارد التي تحتاج إليها لكسب تلك الدهون}.

حين ننجب الأطفال، تنشط غرائز التربية فينا تلقائياً. لا داعي كي ترغب الأنثى في إنجاب طفل. لكن حين يولد ذلك الطفل، تنشط لديها عمليات طبيعية تجعلها تتقرّب منه وتتواصل معه. لكن قبل هذه المرحلة، كل ما يجب فعله لإنجاب الأولاد هو الاستمتاع بالعلاقة الزوجية!

back to top