«محمد» الإيراني يثير جدلاً في مصر

نشر في 05-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2015 | 00:01
No Image Caption
تسيطر حالة من الجدل على الوسط الفني والديني في مصر بسبب الفيلم الإيراني «محمد»، ذلك بين الرفض القاطع للمحسوبين على التيار الديني وبين قبول وترحيب من القيمين على الفن المصري.
فيلم «محمد» المثير للجدل من إنتاج إيراني، وتكلَّف نحو 40 مليون دولار، وهو الأغلى كلفة في السينما الإيرانية. استغرق تصويره أكثر من سبع سنوات، ومدته 171 دقيقة، وهو بمثابة الجزء الأول من ثلاثية تدور حول حياة النبي قبل نزول الوحي عليه. تم تصوير معظم مشاهده في إيران بعد بناء مدينة سينمائية متكاملة وضخمة قرب طهران زودت بديكورات عن معالم مكة والمدينة، أما بقية المشاهد فتم تصويرها في جنوب إفريقيا، وظهرت شخصية النبي في طفولته عبر طفل أخفت الكاميرا وجهه أو ملامحه، بل أظهرته من {الخلف} دائماً.

أخرج الفيلم مجيد مجيدي الذي رشح في إحدى الدورات لجائزة {أوسكار} لأفضل مخرج، وصرح عقب انتهائه من التصوير لوسائل الإعلام الإيرانية أن هدفه استعادة الصورة الصحيحة عن الإسلام التي شوهها المتطرفون، لأن الانطباع في الوقت الحالي عن الإسلام أنه دين التعصب والعنف، وساعدت في ذلك انتشار العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة تحت راية الإسلام، خصوصاً في سورية والعراق وغيرهما من بلدان، مضيفاً أن الإسلام هو دين السلام والمحبة وهو ما حاول أن يبينه في الفيلم.

من جانبهم، رفض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالإجماع عرض الفيلم، لا سيما أن الأزهر ضد تصوير أي عمل سينمائي يجسد فيه الأنبياء والصحابة سواء في إيران أو أية دولة إسلامية أو غير إسلامية لأن هذه الأفلام تمس ثوابت العقيدة، وقد تشكك الناس في دينهم، على حد رأي أعضاء المجمع، مؤكدين أن أي تجسيد للأنبياء يخالف ثوابت الإسلام وعقيدة أهل السنة والجماعة، ومؤكدين أن شركات الإنتاج تسعى إلى الربح من خلال تلك الأعمال، وأن النوايا الإيرانية ليست طيبة في تكرار عرض وإنتاج أعمال عن الأنبياء لغزو المنطقة والعالم الإسلامي بفكر شيعي مبطن بشخصيات الأنبياء والرسل والصحابة.

ووصل الأمر بأحد أعضاء هيئة كبار العلماء بمصر، وهو الدكتور محمود مهنا، بأن ناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي عبر وسائل الإعلام، وطالبه صراحة بالتدخل لمنع عرض الفيلم في مصر، قائلاً: «يحاول الغرب التشكيك والتلاعب بعقائد الناس وضربهم في دينهم من خلال نشر أفكار خبيثة من خلال تلك الأعمال والإساءة إلى الأنبياء وتشويه تاريخهم ورموزهم الدينية وبث أفكار مغلوطة».

أما الفنان الكبير نبيل الحلفاوي فتصدى عبر صفحته بموقع «تويتر» للدفاع عن الفيلم الإيراني، مطالباً مهاجميه برؤية العمل أولاً ثم الحكم عليه، قائلاً: هل شاهد هؤلاء فيلم «محمد»؟ هل تم تجسيد ملامح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟»، مضيفاً: «عموماً، في عصر الفضائيات والعولمة سيعرض الفيلم ويشاهده كثيرون، ولكن كي تكتسب مواقفنا مصداقية لا يجب اتخاذها قبل مشاهدة الفيلم».

back to top