موجات الدماغ تسبّب التردد

نشر في 02-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-09-2015 | 00:01
No Image Caption
يواجه البعض صعوبة في اتخاذ القرارات. في دراسة جديدة، كشف علماء الاقتصاد العصبي في جامعة زيوريخ حدة التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة التي تحدد ما إذا كنا مترددين أو لا.
القصة ذاتها تتكرر: تجلس في مطعم وتعجز عن اختيار ما تود طلبه. وبعد تأمل قائمة الطعام لبعض الوقت واتخاذ قرارات، تختار في النهاية شريحة اللحم. لكنك لا تستطيع الاسترخاء وأنت تتناول اللحم، ولا تنفك تتساءل عما إذا من الأفضل أن تختار لحم الغنم. تظهر هذه الصعوبة في اتخاذ القرارات في مجالات الحياة كافة، لا في الطعام فحسب، لكنها تؤثر في المقام الأول في القرارات القائمة على التفضيلات، مثل الأسئلة {ماذا أفضل: الشمام أم الكرز؟}. ولا شك في أن القرارات الحسية البحت، التي تستند إلى معلومات حسية مثل {ما الأكبر: الشمام أم الكرز؟}، لا تسبب التردد.

كلما ازداد تدفق المعلومات، تفاقم التردد

لمَ يبدو بعض الناس غير واثقين من تفضيلاتهم ولا ينفكون يقومون بخيارات جديدة، في حين أن آخرين يعرفون بالتحديد ما يحبون ويريدون؟ قرر فريق يرأسه البروفسور كريستيان راف، عالم اقتصاد عصبي في جامعة زيوريخ، التحقق من هذه المسألة. فاكتشف هؤلاء الباحثون أن دقة واستقرار القرارات القائمة على التفضيلات لا تستندان إلى نشاط منطقة أو أكثر من الدماغ فحسب. بدلاً من ذلك، يقوم المفتاح الأساس في خيارات التفضيلات المستقرة على حدة التواصل بين منطقتين من الدماغ تمثلان تفضيلاتنا أو تؤديان دوراً في التوجه المكاني والتخطيط للأفعال.

استخدم الباحثون تحفيز الدماغ بالتيار المتردد، وهو وسيلة غير غازية لتحفيز الدماغ تتيح توليد تذبذب متناسق في نشاط مناطق محددة من الدماغ. لم يدرك المشاركون في هذه التجربة أنهم يتعرضون للتحفيز. وباستخدام هذه التقنية، زاد الباحثون أو قللوا من حدة تدفق المعلومات بين القشرة الجبهية الأمامية الواقعة مباشرة تحت الجبين والقشرة الجدارية فوق الأذنين مباشرة. كان على المشاركين في الاختبار اتخاذ قرارات تستند إلى التفضيلات أو حسية بحت بشأن الطعام.

يوضح روف: {اكتشفنا أن القرارات القائمة على التفضيلات كانت أقل استقراراً عندما تعرّض تدفق المعلومات بين منطقي الدماغ للانقطاع. نتيجة لذلك، بدا المشاركون أكثر تردداً. ولكن في القرارات الحسية بالكامل، لم نلحظ تأثيراً مماثلاً. إذاً، لا يُعتبر التواصل بين منطقي الدماغ ملائماً، إلا عندما نقرر ما إذا كنا نحب أمراً ما، لا عندما نتخذ القرارات بالاستناد إلى وقائع موضوعية}. كذلك لم تكشف هذه التجربة أي تأثيرات أو اختلافات ترتبط بالجنسين.

من المستحيل جعل القرارات أكثر استقراراً بتعزيز حدة تدفق المعلومات. لكن المشاركين في الدراسة كانوا شباناً أصحاء يتمتعون بمهارات متطورة جداً في مجال اتخاذ القرارات. في المقابل، من الممكن استخدام نتائج هذه الدراسة في الإجراءات العلاجية في المستقبل، كما في حالة المرضى الذين يعانون درجة عالية من التهور والتردد في أعاقب إصابتهم باضطراب ما في الدماغ.

back to top