{أبيض شفاف»

نشر في 01-09-2015
آخر تحديث 01-09-2015 | 00:01
No Image Caption
{أبيض شفاف}، عنوان الديوان الثالث عشر للشاعر المصري سمير درويش، الذي صدر حديثاً عن دار {مجاز} للنشر، ويحتوي على 49 قصيدة، تدور كلها في فضاء واحد لتشكل موضوعاً بتجلياته المتعددة. ورغم أنه وضع عنواناً لكل منها، فإنه لم يثبتها في فهرست كي يؤكد تلاحمها، و العناوين ليست سوى محطات لبدايات ونهايات الكتابة، هذا المنحى الذي يميز تجربة سمير درويش الشعرية عن تجارب أقرانه، منذ ديوانه الأول {قطوفها وسيوفي} الذي صدر عام 1991 حتى الآن.

محور الديوان تيمة {الوحدة}، أو {غربة الذات}، حيث يصير الشاعر وحيداً ومنعزل ومكتئباً، رغم أن الناس يحيطون به، وقد تزداد شدة وحدته كلما كثر المحيطون واقتربوا، فينكفئ على ذاته يفتش فيها ليستخرج أحاسيسها، ويصور هواجسها وأحلامها وأحزانها بصدق يصل حد الفضح، ومن هنا يجيء عنوان الديوان {أبيض شفاف} ليدل على أن ذات الشاعر أضحت بائنة واضحة جلية، مع ملاحظة أن العنوان ليكون دالاً وشاملاً التجربة كلها تم اختياره بشكل منفصل من خارج عناوين القصائد.

ومثل تجاربه السابقة يعتمد سمير درويش في هذا الديوان على المقاطع الصغيرة الفلاشية النافذة كطلقة، يضع كل أربعة مقاطع في قصيدة واحدة بحيث يضيء بعضها بعضاً، وتترك جسد النص خالياً من الزوائد، فقد تخفف من النعوت والبلاغة القديمة والاستطرادات التي لا تخدم المعنى، وقدم شعراً صافياً، يأخذ جمالياته من صدق المشهد الذي يرسمه، ومن خلوه من المحسنات، كذلك جنح في بعضها إلى السرد الصافي مقترباً من القصة القصيرة ومستفيداً من جمالياتها.

يذكر أن تيمة الوحدة، أو غربة الذات، موجودة في شعر سمير درويش منذ بداياته الأولى، فقد شكلت ملمحاً مهمّاًفي {قطوفها وسيوفي}، وفي {يوميات قائد الأوركسترا}، فضل عن الديوانين اللذين كتبهما بالكامل في غربته خارج مصر في التسعينيات: {الزجاج} و{النوارس والكهرباء والدم}.

back to top